تواصل معنا

مجتمع

ما مدى مساهمة قرار حظر التجول الليلي بطنجة في تأزيم وضعية الباعة المتجولين بالمدينة؟

ازدادت مُعاناة الباعة المتجولين في مدينة طنجة، تزامنًا مع إعادة إعلان السلطات المحلّيَّة تشديد الإجراءات الاحترازيَّة ضد وباء «كورونا» وتطبيق حظر تجول ليليّ لمدّة ثلاث أسابيع.

يأتي قرار السلطات على بُعد أيام قليلةٍ من حلول السنة الميلاديّة الجديدة، الَّتِي تعرف إقبالًا كبيرًا من طرف المُواطنين والمواطنات على شراء الهدايا والملابس وغيرها من المُقتنيات، الَّتِي يلجأ الباعة المُتجوّلون إلى عرضها سواء داخل المقاهي أم على جنبات الطرق بالأحياء الشعبيَّة.

كما أنَّ قرار السلطات القاضي بإغلاق المحلات التجاريَّة والأسواق والمطاعم والمقاهي على الساعة الثامنة مساءً، هي الفترة الزمنية الَّتِي يعمل فيها البائع المُتجوّل على عرض بضاعته بحكم أنَّ المواطنين يُفضّلون الفترة المسائية للخروج للتبضّع.

وكما كان متوقعًا، فقرار الإغلاق استقبله بعض العاملين في هَذَا القطاع غير المهيكل بصدمة شديدة، خاصّةً أنَّ العديد منهم عانى فترة الحجر الصحيّ الأولى، وما خلَّفته من ديون متراكمة وفواتير غير مدفوعة ومشاكل اجتماعيَّة كثيرة.

«أ.م» رجل مُسنّ في الخمسينيّات من عمره، متزوج وله أربعة أطفال، يعمل كبائع للخبز بحي طنجة البالية، يقول إنّ توقيت فرض حظر التجول الليليّ هو نفسه التوقيت الَّذِي يبيع فيه الخبز للمواطنين، ما يعني أنَّ الثلاث الأسابيع المقبلة، سيُعاني تراجعًا في مداخيله رغم قلتها، ويضيف الرجل أنّه مديون لصاحب الكراء، كما أنّه لم يُسدّد فواتير الماء والكهرباء لما يزيد عن الثلاث أشهر، ناهيك عن مصاريف الأطفال المتزايدة، الشيء الَّذِي جعله في حيرةٍ من أمره، وأبرز المُتحدّث أنّ غياب الدعم للفئات الَّتِي تعمل في هَذَا القطاع دفع بالعديد منهم إلى اللجوء للتسوّل والاقتراض، واستمرار الوضع هكذا سيدقّ آخر مسمار في نعشهم.

وبالرغم من الإجماع على ضرورة الحدّ من انتشار فيروس «كورونا» فقد أثَّر قرار حظر التجوال الليليّ، الَّذِي فرضته الحكومة المغربيَّة للمرة الثانية منذ بدء انتشار العدوى على الباعة المُتجوّلين، ما جعل هَذِهِ الفئة تلقى تعاطفًا كبيرًا من طرف الرأيّ العامّ المحليّ، تعاطف لم يُخفّف من معاناتهم.

تابعنا على الفيسبوك