تواصل معنا

مجتمع

قصص لنساء شماليات لم يستطعن استكمال «علاجهن التجميلي» بتركيا بسبب كورونا فكان ما كان

شهدت الجراحاتُ التجميليَّة انخفاضًا كبيرًا في الفترات السابقة، منذ بداية تفشى فيروس «كورونا»، وبلغ هَذَا الانخفاض خلال الأشهر الأولى من عام 2020، 80%. وفى بعض البلدان تراجعت بنسبة 90%، ما أدَّى إلى خسائر كبيرة في هَذَا المجال، خاصّة لدى الأطباء المُختصّين في التجميل.

فما كان يُعدُّ من الأولويات قبل «كورونا»، لم يعد كذلك اليوم في هَذِهِ المرحلة غير المتوقعة الَّتِي يمر بها العالم. اتّجه الكلُّ في مرحلة العزل إلى أمور لم تكن ضمن لائحة الأولويات، بل غابت عن نمط الحياة منذ سنوات طويلة. وكان طبيعيًا أن نشهد تغييرًا يُطال عالم التجميل أيضًا.

إلا أنَّه مُؤخّرًا، عرفت الجراحاتُ التجميليَّةُ انتعاشًا، بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحيّ، خصوصًا أنَّ فترات العزل الاجتماعيّ الطويلة، الَّتِي أدَّت إلى وجود حالات من الاكتئاب، فضلًا عن زيادة الوزن لدى النساء، وهو ما يُثير التوقعات بتضاعف العمليات التجميليَّة في الفترات المقبلة، لكن هَذَا الانتعاش يطال فقط البلدان المُتقدّمة والمتطوّرة في مجال التجميل، وهو الأمر الَّذِي أثَّر سلبًا في عددٍ من النساء المغربيات بدأن عمليات التجميل ببلدان أوروبيَّة مثل تركيا، إلا أنَّ إغلاق الحدود ومنع السفر برًّا وبحرًا لعددٍ من الدول من بينها تركيا، خلق إشكالات نفسيّة لديهن، خصوصًا أنَّ بعضهن تعرّضن لتشوهات في بعض أطراف جسدهن.

صحيح أنَّ بعضهن تحدين الكل وتجاوزن «طابو» التجميل، غير أنَّ عددًا من النساء المغربيات، ومنهن مَن ينحدرن من مدينتي طنجة وتطوان، سافرن خفية من أجل إجراء عمليات جراحيّة تخص التجميل، حتَّى لا يتعرضن لانتقادات كبيرة.

فبالرغم من صعوبة الموضوع وقلّة المعلومات والمعطيات، وأمام حرص عددٍ كبيرٍ منهن بعدم التحدّث لوسائل الإعلام والتحفظ عن إبراز أسمائهن لأسباب تخصّهن، موقع «لاديبيش 24» حاول تقريب قرَّائه من هَذَا الموضوع، وحاول التواصل مع بعضهن.

  • منال: تعرّضت لصدمة نفسية بسبب عدم استكمال علاجي بسبب كورونا

منال امرأة مغربيَّة، تنحدر من مدينة طنجة في عقدها الخامس، لم تتحمّس كثيرًا قصد تواصلها مع موقع «لاديبيش 24» وظلّت مُتردّدة كثيرًا، لعدّة اعتبارات، من بينها اعتبارات ذاتيَّة تتعلق كونها تنحدر من عائلة محافظة، وكونها خاضت تجربة عملية التجميل، فهي اخترقت العادات والتقاليد للمجتمع المغربي المحافظ والمحتشم.

منال الاسم المستعار الَّذِي اخترته لنفسها، أكَّدت لموقع «لاديبيش 24»، أنَّها تعرّضت لصدمة نفسية كبيرة جدًا، بعد انتشار فيروس «كورونا» في كلّ أرجاء العالم، فإغلاق الحدود بين الدول والتوقّف عن إجراء العمليات واستكمال العلاج لشهور مضت، تسبَّب لها في بعض التشوهات على مستوى جسدها، خصوصًا أنَّها كانت تُجري بعض العمليات لتحسين بشرتها والحفاظ عليها دون علم أولادها بذلك.

منال وفي معرض حديثها لموقع «لاديبيش 24»، أكَّدت أنَّها أجرت عملية أولى على مستوى جلد رقبتها في نونبر 2019، بتركيا عند طاقم مُختص، ومكثت في إسطنبول ما يقارب 4 أسابيع لتعود لبلدها بشكل عادي، ثم زارت تركيا في بداية فبراير 2020، وكان لها موعد في شهر ماي، إلا أنَّ انتشار فيروس «كورونا» بالمغرب وباقي بلدان العالم نهاية فبراير بداية مارس حال دون سفرها، خصوصًا بعض إغلاق الحدود الجويّة والبريّة.

منال تضيف، أنَّ انتظارها لأشهر دون استكمال العلاج، لم يُمكّنها من الحصول على النتيجة الَّتِي كانت تطمح لها، علمًا أنَّ العلاج كلفها مبالغ مالية جد مهمّة، الأمر الَّذِي دفعها لتتابع عند مُختصّ نفسي، خصوصًا أنَّ المكان الَّذِي حاولت أن تجري عليه تحسينات، ترك لها نتيجة عكسية، وهو ما دفعها إلى العزلة والبحث عن مكان بعيد حتّى لا تلتقي الناس.

منال وهي تسرد قصتها، تشعرك أنّك تتابع فيلمًا حزينًا، خصوصًا أنَّ طوال سرد قصتها لم تتوقّف عيونها عن البكاء، ربَّما دموع الندم، ربَّما دموع الحسرة، لكنَّها أكدت أنَّ أولادها لم يتقبلوا، بعد معرفتهم الخبر، لم يتقبلوا والدتهم البالغة نحو 53 سنة أن تجري عمليات التجميل.

إلا أن منال ورغم من كل هذا، تحدّت كلّ الصعاب وبذلت مجهودًا كبيرًا من أجل السفر إلى تركيا مرّة أخرى، وهو ما تمكّنت منه نهاية أكتوبر الماضي، بعدما تأخرت خمسة أشهر، ولم تستطع أخذ بعض الأدوية التجميليَّة، خصوصًا أنَّها غير موجودة في المغرب.

وعن سؤال موقع «لاديبيش 24»، لماذا لم تُجري العملية الجراحيَّة الخاصة بتجميل الجلد بالمغرب وتتابع العلاج هنا، أكَّدت أنَّ هناك عدة أسباب منعتها من ذلك، أوّلًا أسباب تتعلق بالمحيط فهي اختارت الابتعاد حتّى لا يعرفها أحد، وبالتالي لم تُفكّر ولو لحظة واحدة، وسبب آخر موضوعيّ يتمثّل أساسًا في أنَّ مثل هَذِهِ العمليات الَّتِي أجرتها قليلة في المغرب ولم تسمع كثيرًا عنها، كما أنَّ لها صديقة أجرتها بإحدى المصحات بالمغرب إلا أنَّ العملية لم تنجح وشوهت وجهها لدرجة لا يمكن تصورها.

منال ختمت قصتها متأثرة، رغم كلّ شيء فأنا أحمد الله على ما وصلت له، وأنَّ كل ما يتعرّض له الإنسان هو تجربة تنضاف في الحياة، وما دام الإنسان في الحياة فهو يصيب ويُخطئ، إلا أنَّه يجب علينا إصلاح أخطائنا، وهو الأمر الَّذِي أكَّدت منال بتجاوزه مباشرة بعد أن تعود الأمور إلى نصابها.

موقع «لاديبيش 24» رغم كلّ الصعوبات لم يقف عند هَذَا الحد، وظلّ يبحث إلا أن تواصل مع أم هجر من مدينة تطوان فكان لها التصريح التالي والَّذِي خصت به موقع «لاديبيش 24».

  • أم هجر.. عايشت قصصًا مؤلمة لنساء مغربيات ينحدرن من مدن شوهت خلقتهن بسبب فشل العلاج

أم هجر 48 سنة، كانت تعمل كمسيرة لإحدى الشركات بالعاصمة الرباط، قبل أن تُقرّر الجلوس في المنزل، بعدما ازدان فراشها منذ 4 سنوات خلت بتوأم.

أم هجر قالت، إنَّها واضحة مع زوجها وأسرتها، فيما يخصّ الاهتمام بجمالها، وبالتالي عملية التجميل الَّتِي قامت بها قصد تقليص من معدتها وشطف أوزان زائدة، وهو الأمر الَّذِي هوّن عليها كثيرًا، بعد انتشار فيروس «كورونا» ببلادنا مطلع شهر مارس الماضي.

أم هجر، أكَّدت أنه كان يتوجب عليها السفر نهاية مارس الماضي لاستكمال علاجها، إلا أنَّ إغلاق الحدود حال دون ذلك، الأمر الَّذِي دفعها إلى التواصل المستمرّ مع الطبيب المختص مع استكمال «الرجيم» وإجراء حصصها الرياضية بالمنزل، ومُؤخرًا تمارس الرياضة في الفضاءات العموميّة.

فأم هجر في حديثها لموقع «لاديبيش 24» لم تنفي نهائيًا، أن عدم استكمال علاجها وحصولها على النتيجة الَّتِي كانت تنتظرها قد خلقت لها مشاكل نفسية، لكنَّها تجاوزتها بفعل دعم زوجها وعائلاتها. أم هجر قالت، إنَّ الوزن الَّذِي كانت تزنه، الَّذِي وصل إلى 125 كيلو، دفعها إلى الإسراع في العلاج، خصوصًا أنَّها كانت تعاني مشكلًا كبيرًا جدًّا تمثّل في عدم شعورها بالإشباع مهما أكلت، وأكَّدت أنَّ الوزن كان يعيقها لكي تعيش حياتها بشكل عادي، خصوصًا أنَّ الوزن العادي الَّذِي يجب أن تزنه هو 67 كيلوغرامًا، وهنا أكَّدت أم هجر، أنَّها خلال 9 أشهر الماضية استطاعت أن تنقص 26 كيلوغرامًا، حيث إنَّ وزنها الحالي 99 كيلوغرامًا.

وتضيف أم هجر، والابتسامة لا تفارق وجهها، المعركة طويلة جدًا، إلا أنَّني سأسافر قريبًا لاستكمال العلاج، وتأسفت عن عدم وجود مصحّات كبرى بموصفات عالمية ببلادنا يمكن أن تلجها المرأة المغربيَّة وتحصل على خِدْمات في المستوى المطلوب.

أم هجر اختتمت تواصلها مع موقع «لاديبيش 24»، أنَّها عايشت قصصًا مُؤلمةً لنساء مغربيات ينحدرن من مدن عدة، فهناك من شُوّهت خلقاها بسبب استكمال علاجها، حيث أكَّدت أنَّ لها صديقة بالعاصمة (الرباط)، حاولت الانتحار بعدما تحوّلت العملية إلى كابوس رافقها بسبب فشلها.

  • قصة أخرى وأخيرة لامرأة تنحدر من مدينة الفنيدق وتعيش حاليًا بطنجة، تمارس التجارة حيث تمتلك محلًا تجاريًا لبيع ملابس الأطفال، وتبلغ 47 سنة

لماس صاحبة 47 سنة، حاصلة على دبلوم في حلاقة النساء والتجميل، تواصلت مع موقع «لاديبيش 24» بعد مفوضات كثيرة حاولنا من خلالها إقناعها بتجربتها مع التجميل والسفر إلى تركيا للقيام بذلك، فكان لها التصريح التالي: «لأول مرّة سأحكي تجربتي، كنت دائمًا أتحفّظ في سردها لاعتبارات كثيرة، خصوصًا أنَّنا في مجتمع منغلق يعيش تناقضات كثيرة، فلا أحد سيتفهم أنَّ هناك امرأة تحاول الحفاظ على جمالها وجمال جسدها، فتقوم بإجراء العمليات التجميليَّة، وهو الأمر الَّذِي قمت به على مستوى الصدر، الحمد لله تجربتي كانت ناجحة، وأعطت لي نتائج أكثر من المتوقع، صحيح أنَّ انتشار فيروس كورونا ببلادنا وبباقي بلدان العالم، عثَّر مسار علاجي، وأخّر موعد زيارتي لطبيبي بتركيا؛ لأنَّ المتابعة والمواكبة جد مهمّة، إلا أنَّ الأمر كان جيّدًا عمومًا، خاصّةً أنَّني نفّذت كلام الطبيب وحاولت أن ألتزم وأنضبط لنصائحه وكلامه، خصوصًا في فترة الجائحة.

تضيف لماس، لا أخفيكم سرًّا أنَّ الخوف تسلّل إلى قلبي، خصوصًا في الأيام الأولى من انتشار فيروس «كورونا» ببلادنا، الأمر الَّذِي أثَّر عليّ نفسيًّا، وتابعت حصتين عند معالج نفسي، لكن سرعان ما تغلبت على الأمر، وعادت الأمور إلى نصابها، حيث تسلّحت بالعزيمة والرغبة في الحفاظ على النتيجة الَّتِي حصلت عليها، إذ تابعت برنامجًا غذائيًا متوازنًا، مع الالتزام والانضباط للحصص الرياضية، وأيضًا استعمال بعض موادّ التجميل.

لكن لماس لم تُخفي أنَّ هناك نساء بدأن في العلاج وأجرين عمليات التجميل؛ إلا أنَّها لم تُكمل العلاج بسبب «كورونا» فتعرّضت إلى تشوهات دفعت بعض النساء منهن صديقتها إلى العزلة بشكل نهائي وعدم تواصلها مع الناس؛ خوفًا من وصمها والاستهزاء بها.

لماس عاشت قصة حزينة لصديقتها الَّتِي تابعت عند مختص بتركيا من أجل التغلّب على تجاعيد الجلدية في كلّ أنحاء جسدها، إلا أنَّ العملية الأولى لم تنجح، الأمر الَّذِي تطلّب من الأطباء، إعادة العملية الثانية لها، لكن إغلاق الحدود تقول لماس ومنع العمليات في بعض اللحظات، وانتشار فيروس «كورونا» أسهم في انتشار تشوهات بجسمها، الأمر الَّذِي أدَّى إلى طلاقها من زوجها.

تابعنا على الفيسبوك