ربَّما لم يتبادر إلى ذهن العديدِ من المواطنين −إن لم نقل أغلبهم− أنَّ هناك قناةً إذاعيةً تُسمّى «راديو ميناء طنجة المتوسط»، لما لقته الأخيرةُ من فشل قبل انطلاقها، فشل يتمثّل في كتم المسؤولين عنها، إظهار حجم الإقبال عليها، ومدى تفاعل الناس مع برامجها، كما يتمثّل في الصفقة «المشبوهة جدا» الَّتِي حامت بشأن الميزانية الممنوحة لشخص عبقري، أراد إنتاج قناة خاصة، يستمع إليها أحيانًا فردٌ أو فردان عن طريق الخطأ، قبل أن يكتشف أنَّ القناة فارغة من المحتوى، ما عدا حجم التكلفة الَّتِي أحدثت بها.
صاحب المشروع المسؤول العبقريّ، الَّذِي لا يجتمع لقبه مع أيّ ذرةٍ من صفته، كتوم جدًّا لدرجة حجبه حقّ الوصول إلى المعلومة؛ خوفًا من أن تُصاب قناتُه بعين، أو يُلحق به شرٌّ حاسدٌ؛ نظرًا لما حقّقته من أرقامٍ قياسيّةٍ لا يسمح بالكشف عنها بحججٍ تتوافق مع حجم عبقريته، فقد سبق لموقع «لاديبيش24» وللجريدة، في إطار حقّ الوصول إلى المعلومة، مراسلة مسؤولي القناة، من أجل مدّنا بأرقامٍ وإحصاءاتٍ عن نسب الاستماع إلى القناة، وعن حجم التكلفة، ولم تلقَى إلا صدَى فارغ كنفس الصدى الصادر عن القناة ذاتها.
فشل القناة يتعارضُ كُلّيًا مع طريقة العمل، الَّتِي يسير بها الميناء، المشهود له بالحرفية والخبرة العالية من طرف المسؤولين، الَّذِينَ لا يملكون لقب العبقري، لكن برهنوا عن هَذِهِ العبقرية في تحديث مرافق الميناء عوض إحداث قناة إذاعيّة بتكلفة عبقرية ومستوًى بليدٍ.