تواصل معنا

سياسة

غالبيتها‭ ‬تفتقد‭ ‬للمقرات‭..‬ هل‭ ‬فعلا‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بأصيلة‭ ‬تترافع‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الساكنة؟

لا‭ ‬يختلف‭ ‬إثنان‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬للأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬فلا‭ ‬ديموقراطية‭ ‬حقيقية‭ ‬بدون‭ ‬أحزاب‭ ‬سياسية‭ ‬حقيقية‭ ‬تؤمن‭ ‬بالأدوار‭ ‬المنوطة‭ ‬إليها‭ ‬وفق‭ ‬الدستور‭ ‬المغربي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬مخالف‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬نظري،‭ ‬فالأحزاب‭ ‬السياسي‭ ‬بالمغرب‭ ‬فقدت‭ ‬شعبيتها‭ ‬ورمزيتها‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬وعوامل‭.‬

ففي‭ ‬مدينة‭ ‬أصيلة،‭ ‬نجد‭ ‬تراجع‭ ‬كبيرا‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬بالمدينة،‭ ‬فغالبية‭ ‬الأحزاب‭ ‬لا‭ ‬تمارس‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الحقيقي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الإنتخابات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتأكد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضعف‭ ‬البنيات‭ ‬التنظيمية‭ ‬للأحزاب‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القاعدة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عمل‭ ‬القطاعات‭ ‬والجانب‭ ‬التكويني‭.‬

هذا‭ ‬التراجع‭ ‬يعود‭ ‬لأسباب‭ ‬واضحة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬غياب‭ ‬تصور‭ ‬تنظيمي‭ ‬واضح،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬ارادة‭ ‬سياسية،‭ ‬قصد‭ ‬إحياء‭ ‬الدورة‭ ‬التنظيمية‭ ‬لهذه‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬ان‭ ‬تنهج‭ ‬سياسة‭ ‬القرب‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭.‬

ووفق‭ ‬مصادر‭ ‬“لادبيش”،‭ ‬فإن‭ ‬غالبية‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بأصيلة‭ ‬خصوصا‭ ‬الأحزاب‭ ‬الكبرى‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬مقرات‭ ‬لأحزابهم،‭ ‬ولا‭ ‬يقومون‭ ‬بدورات‭ ‬تكوينية‭ ‬وتنظيمية‭ ‬لشبابهم،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬شبه‭ ‬انعدام‭ ‬للأنشطة‭ ‬الإشعاعية‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تلاحم‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬المواطنين،‭ ‬اللهم‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬الخيرية‭ ‬والتي‭ ‬تتمركز‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬مثل‭ ‬توزيع‭ ‬بعض‭ ‬القفف‭ ‬أو‭ ‬كسوة‭ ‬العيد‭.‬

فالحزب‭ ‬الذي‭ ‬ينفرد‭ ‬بتسيير‭ ‬مدينة‭ ‬أصيلة‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬مقرا‭ ‬بمدينة‭ ‬أصيلة،‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬استقبال‭ ‬المواطنين‭ ‬والإنصات‭ ‬لمشاكلهم،‭ ‬وأيضا‭ ‬يسمح‭ ‬لمناضلي‭ ‬الحزب‭ ‬بالتجمع‭ ‬واعداد‭ ‬أنشطة‭ ‬داخلية‭ ‬مستمرة،‭ ‬نفس‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لحزب‭ ‬“أخنوش”،‭ ‬التجمع‭ ‬الوطني‭ ‬للأحرار،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬وضعية‭ ‬أيضا‭ ‬لحزب‭ ‬الإتحاد‭ ‬الإشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬الذي‭ ‬يتواجد‭ ‬بالمعارضة‭ ‬بالمجلس‭ ‬البلدي‭.‬

أحزاب‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭  ‬وحزب‭ ‬التقدم‭ ‬والإشتراكية‭ ‬وحزب‭ ‬الإستقلال‭ ‬والحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬وفيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأخرى‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬مقرا‭ ‬لتنظيماتها،‭ ‬فقط‭ ‬حزب‭ ‬الإتحاد‭ ‬الدستوري‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬مقر‭ ‬قبل‭ ‬الإنتخابات‭ ‬وبعدها،‭ ‬ولم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬هل‭ ‬مازال‭ ‬يمتلكه‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬لكن‭ ‬عموما‭ ‬غالبية‭ ‬الأحزاب‭ ‬تفتقد‭ ‬لذلك،‭ ‬لتضطر‭ ‬الى‭ ‬اتخاد‭ ‬المقاهي‭ ‬مكانا‭ ‬لعقد‭ ‬لقاءاتها‭ ‬ان‭ ‬وجدت‭.‬

تابعنا على الفيسبوك