تواصل معنا

مجتمع

حوادث وجريمة.. واقع الدراجات النارية في شوارع طنجة‎

أصبحت الدراجات الناريَّة جزءًا لا يتجزّأ من الحياة اليوميَّة في مدينة طنجة، إذ يتزايد استخدامها بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة، خاصّةً مع ما يعانيه المواطنون من ازدحام مروريّ خانق في شوارع المدينة، توفر هَذِهِ الدراجات وسيلة سريعة وفعّالة للتنقُّل، لكن استخدامها يشوبه عددٌ من السلبيات والمخاطر الَّتِي تُؤثّر في سلامة مستعملي الطريق والمجتمع عامّةً.

وتشير الإحصائيات، إلى أن نسبة كبيرة من حوادث السير في طنجة تتسبَّب فيها الدراجات الناريَّة، فقد أظهرت التقارير، أنَّ نحو 30% من الحوادث المميتة في المدينة تشمل سائقين للدراجات الناريَّة، ويعود السبب في ذلك إلى السرعة المفرطة وعدم احترام قوانين السير من قبل عدد من السائقين، الَّذِينَ يعتمدون على هَذِهِ الوسيلة كحلّ سريع للتنقل بين الأحياء والشوارع المزدحمة، كما أنَّ القيادة المتهورة تؤدي إلى ارتفاع عدد الحوادث بصورة كبيرة، إذ يفتقر عددٌ من سائقي الدراجات إلى التدريب الكافي على القيادة الآمنة.

بالإضافة إلى الحوادث، تثير الدراجات الناريَّة مشكلة أخرى تتعلّق بالضوضاء الَّتِي تصدرها، خاصة في المناطق السكنيَّة والتجاريَّة في طنجة، إذ يشكو عددٌ من المواطنين من الإزعاج المستمرّ الَّذِي تسببه هَذِهِ الدراجات، مما يؤثر في جودة حياتهم، خصوصًا في الأحياء الَّتِي تشهد كثافة سكانيَّة عالية.

كما ارتبطت عديد من الأنشطة الإجراميَّة باستخدام الدراجات الناريَّة، مثل السرقات والنشل، حيث يعتمد الجناة على المباغثة وعلى ما تتيحه الدراجات الناريَّة من قدرة كبيرة على المناورة للفرار بعد تنفيذهم الجريمة.

ومن الناحيَّة الاقتصاديَّة، تُعدُّ الدراجات الناريَّة خيارًا مُفضلًا لدى شريحة كبيرة من المواطنين في طنجة، خصوصًا أولئك الَّذِينَ لا يستطيعون تحمّل تكاليف وسائل النقل الأخرى، مثل السيارات.

فالدراجة الناريَّة تُعدُّ وسيلة رخيصة نسبيًّا مُقارنةً بالسيارات، ما يجعلها الخيار المفضل لدى العديد من ذوي الدخل المحدود.

هذا الواقع يتجلى أيضا في قطاع خدمات التوصيل، ويعتمد العديد من العاملين في هَذَا المجال على الدراجات الناريَّة لتلبيَّة الطلبات اليوميَّة في المدينة.

ومع كل ذلك، لا يمكن إغفال الآثار السلبيَّة الَّتِي تترتّب على هَذِهِ الظواهر وارتباطها بهذا النوع من وسائل النقل، فتزايد أعداد الدراجات الناريَّة دون تنظيم صارم يسبب ضغطًا إضافيًّا على البنيَّة التحتيَّة للمدينة.

وتبرز الحاجة يومًا بعد يوم إلى إجراء إصلاحات شاملة تهمّ استعمال الدراجات الناريَّة، من خلال تشديد الرقابة على قوانين السير، وتطبيق الغرامات على المخالفين، بالإضافة إلى تحسين التوعيَّة بأهميَّة الحفاظ على السلامة الطرقيَّة.

وتحتاج مدينة طنجة إلى استراتيجيات متكاملة لتنظيم استخدام الدراجات الناريَّة، وذلك بتخصيص مسارات خاصة بها، بعيدًا عن السيارات والحافلات. إذ من شأن هكذا حلول أن تساهم في تقليل الحوادث وتحسين تدفق حركة المرور، كما أنَّ حملات التوعيَّة لمستخدمي الدراجات الناريَّة، الَّتِي تُركّز على السلامة والقيادة المسؤولة، تُعدُّ خطواتٍ مُهمّة نحو تقليل المخاطر المرتبطة باستخدام هَذِهِ الوسيلة.

و تبقى الدراجات الناريَّة وسيلة نقل ضروريَّة وفعالة في مدينة طنجة، لكن تزايد استخدامها يتطلب تنظيما محكما لضمان سلامة المواطنين والحد من الأضرار الَّتِي تنجم عن تزايد استعمالها.

ويمكن للمدينة أن تحقق توازنا بين الاستفادة من هَذِهِ الوسيلة في التنقل وبين الحفاظ على سلامة الطرق، في حال اتخاذ تدابير تنظيميَّة صارمة تعكس حاجتها إلى تحديث وتطوير بنيَّة النقل عمومًا.

 

تابعنا على الفيسبوك