مجتمع
حرب الطرق بمدينة طنجة .. حوادث سير خطيرة تخيم على عطلة العيد

كشف بلاغ للإدارة العامة للأمن الوطني أن 17 شخصا لقوا مصرعهم، فيما أصيب 2408 آخرون بجروح، إصابات 89 منهم بليغة، وذلك ضمن 1709 حادث سير داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 17 إلى 23 أبريل الجاري، والذي يصادف عطلة عيد الفطر.
وعزا البلاغ الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، حسب ترتيبها، إلى عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، وعدم انتباه الراجلين، وعدم ترك مسافة الأمان، وعدم التحكم، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة “قف“، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والتجاوز المعيب، والسير في الإتجاه الممنوع، والسير في يسار الطريق.
ومن الملحوظ أن شوارع وطرقات مدينة طنجة في رمضان وخاصة الساعات الأولى للصباح، تشهد حالة من التسيب والفوضى، أبطالها سائقون متهورون يفترض في بعضهم أنهم مهنيون.
وحسب مصادر لجريدة “لاديبيش” فإن إصطداما قويا وقع بين حافلتين إحداهما لنقل العمال والأخرى لنقل السائحين، صباح الاثنين 24 أبريل الجاري، بشارع المملكة العربية السعودية بطنجة، مما تسبب في انقلاب إحداهما وإصابة السائق بجروح وكدمات متفاوتة الخطورة، تطلبت نقله على عجل إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس لتلقي الإسعافات الضرورية.
وتعددت الكوارث التي ألحقتها حافلات نقل العمال بساكنة مدينة طنجة، التي اعتادت على مضض أن تحصي خسائر مادية و بشرية كل صباح، حيث مايزال الإرتجال والعشوائية يطبعان قطاع نقل العمال بالمدينة في غياب قانون يؤطره ،سواء بالنسبة للسائقين أو الحالة الميكانيكية للعربات أو حتى بالنسبة لأرباب العمل. سيارات نقل العمال، الذين يعرضون حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر بشكل يومي، بسبب الإفراط في السرعة.
كما شهدت منطقة الحرارين الأحد 23 أبريل، وقوع حادثة سير خطيرة أنهت حياة شخص كان على مثن سيارة خفيفة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى محمد الخامس، بعد نقله من أجل تلقي العلاجات الضرورية.
وحسب مصادر من عين المكان فإن سيارة خفيفة وشاحنة اصطدمتا ما تسبب في جروح خطيرة وكدمات لسائق السيارة تم على إثرها نقله الى المستشفى ليفارق بعدها الحياة.
ويعد كثير من السائقين هواة وليس لهم أية علاقة بالسياقة المهنية ، وجزء كبير من أصحاب شركات النقل لا صلة لهم بقطاع النقل و يجهلون عنه الكثير ، و هناك من دخله من أجل الربح ولو على حساب أرواح مستعملي الطريق.
ومن أسباب ارتفاع حوادث السير بطنجة كذلك استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي كالأرصفة والساحات العمومية، حيث بات من الواجب التفكير جديا في شكل جديد للطرق الحضرية لضمان فضاء طرقي خاص بالراجلين وكذا تحسين التشوير العمودي والأفقي خصوصا على مستوى المقاطع الطرقي.
ونبه تقرير رسمي إلى أنه ومنذ سنة 2018، باتت شوارع طنجة تشهد حوادث مميتة، حيث ارتفع عدد القتلى بشكل ملحوظ بنسبة 23 في المائة ليصل إلى أقصى مستوياته في غضون السنة الماضية، كما دعا التقرير الجهات المختصة والشركاء والفاعلين المحليين من مصالح جهوية وإقليمية التابعة للقطاعات الوزارية المعنية بالسلامة الطرقية، للعمل على إيجاد حل لهذه المعضلة، وتفعيل أدوار اللجان الجهوية والإقليمية للسلامة الطرقية، الذي يبقى أمرا ضروريا مما سيمكن من تثمين المجهودات المحلية في هذا المجال، أخذا بعين الاعتبار خصوصيات الجهات والأقاليم وبالتالي التأسيس لمفهوم جديد في تحمل المسؤولية على المستوى المحلي عوض انتظار حلول مركزية لإشكالات محلية.
