مجتمع
التسول الرقمي.. خطر آخر يجتاح المجتمع الطنجاوي

أصبح عددٌ من المدن المغربية، من بينها طنجة تعيش ظاهرة جديدة أنتجها التطور التكنولوجي، وخلقتها الأزمات الَّتِي يعيشها العالم، من بينها جائحة كورونا، وهي التسوّل الرقمي أو التسول الإلكتروني.
فسياقات عديدة إذن، على رأسها جائحة «كورونا»، تسببت في بروز هَذِهِ الظاهرة، خصوصًا عند توقف النشاط الاقتصادي لعددٍ مُهمٍّ للأنشطة الاقتصادية والتجارية، فكان لا بُدَّ من البحث عن طرق جديدة وحديثة، خصوصًا أمام التزايد المستمرّ في عدد المتسولين بالطريق الكلاسيكية، فأينما وليت وجهك بالسوق والمساجد والشواطئ والأحياء إلا ووجدتهم بكثرة.
إنَّ ظاهرة التسول الرقمي، ظهرت مع ظهور الإنترنت، لكنّها أصبحت أكثر انتشارًا بمجرد انتقال العالم من الهواتف المحمولة إلى عصر الهواتف الذكية، حيث يحذر الخبراء من أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بمنزلة العالم الافتراضي الَّذِي وجد فيه المتسولون الاتّكاليون فرصتهم للحصول على أموال الغير بأساليب خادعة.
فعبر الوسائل الرقمية يستطيع المتسول، أن يصل إلى العديد من الأشخاص على شكل متخفٍ، حيث يَصوغ قصصًا وهميةً لخداع الناس، والقلوب الطيبة، ومن الأساليب: إظهار تقارير طبية مزيفة – فواتير الماء والكهرباء –طلب المساعدة على الدراسة – إجراء عملية جراحية -جمع تبرعات لبناء مسجد أو حفر بئر- فيديوهات خادعة.
ففي مدينة طنجة عروسة الشمال، بدأت -في الأونة الأخيرة- تبرز هَذِهِ الظاهرة بشكل كبير ومخيف، فلا يمرّ يومٌ حتَّى نسمع بسقوط شخصٍ مُعينٍ بشبكة التواصل الاجتماعي ضحية لشخص آخر نصب عليه، خصوصا أنَّنا نُسجّل عددًا من الحالات واللايفات الَّتِي تجمع الأموال من أجل مساعدة الآخرين، دون علم هل تمت مساعدته أم لا؟
دينار اسم مستعار لشخص ينحدر من مدينة طنجة، ويبلغ 47 سنة، كان يعمل في مجال البناء، قبل أن يُلمّ به مرض مزمن منعه من الاستمرار في العمل، رغم أنّه رب أسرة تتكون من والدته وزوجته وثلاث أطفال، يسرد لجريدة لاديبيش قصة النصب والاحتيال الَّذِي تعرض لها.
فبسبب غلاء الدواء وعدم قدرته على أداء سومة الكراء، طرح فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي لعلّه يستطيع إيجاد مُحسن يساعده، وبعد مرور 48 ساعة من نشره مقطع فيديو، اتّصلت به امرأة أخبرته أن محسنًا منحه شقة بدل الكراء، وأنّه سيتكلف بمصاريف العلاج، وبعد ما عاين المنزل أو الشقة، طلبت منه السيدة أن يمنحها 7000 درهم، من أجل تحفيظ الشقة، لأنَّ المحسن لا يمكن له القيام بذلك، فقام بتحويل المبلغ عبر حوالة، لكن بعد مرور أيام تأكّد أنّه وقع ضحية للنصب، حيث لم تعد تلك السيدة تتجاوب معه، وبعد محاولة التأكد من هويتها تبين أنَّ الاسم الَّذِي أرسل له الحوالة شخص ميت أصلًا.
كما أكَّد لنا أنَّ صديقًا له سقط ضحية عصابة متخصصة في النصب بالشبكة التواصل الاجتماعي، بعد ما أرسل مبلغًا لسيدة ليساعدها، ليكتشف أنَّ الأمر يتعلق بامرأة ميسورة، لكنها اعتادت التسوّل الرقمي.
وأمام انتشار هَذِهِ الظاهرة الَّتِي غزت جُلّ المدن المغربية، أصبح على المُشرّع المغربيّ لزامًا أن يُفكّر في آليات وطرق ردع هَؤُلَاءِ المحترفين في التسول والنصب الرقمي.
