سياسة
البق ما يزهق : المنتخبون الجدد يركبون «بلاكة 90» خطر الانزلاق والمنعرجات

فكرةٌ سديدةٌ لصاحبها، تلك الَّتِي تعطي إشارات للسائقين القدامى والعوام من الناس، بأنّ الموجود أمامك الحامل لملصق رقم 90، لديه رخصة سياقة جديدة، وهي تحمل لدى المغاربة معاني مُختلفةً وتوضيحاتٍ لها أكثر من دلالة، والاحتمال الأوّل هو ترك مساحة أمان كافية بينك وبين صاحب الشارة؛ الاحتمال الثاني عدم مؤاخذة السائق الجديدة في ارتكابه بعضَ الأخطاء عن غير قصد؛ الاحتمال الثالث وهو الأكثر رواجًا بين الناس، أنّ صاحب الشارة معرضٌ أكثر من غيره لخطر قد يُؤذيه ويؤذي غيره.
وإذا ما نقلنا الصورةَ بجميع مخرجاتها ووضعناها في فضاء السياسيّين، فمِن الأفضل –إن لم يكن من الواجب– وضع شارات للملتحقين الجُدد، حتّى تتّضح الصورة للآخر، ويُفرّق بين اللاعبِ السياسيّ المبتدئ والخبير المتضلّع.
وسيكون من الجميل، أن نرى شارات 90 مُعلّقة على أبواب مكاتب الرؤساء والأعضاء الجُدد والنوّاب حديثي عهد التحاق بمجال السياسة، ومَن يدري رُبَّما تقوم الأخيرة مقام المعارضة، وتفرض نوعًا من الرقابة على البلهاء السياسيّين، وتُوفّر لهم نوعًا من الحماية، وتذكرهم في ذات الوقت بحداثة الولوج إلى فضاء لا يحتاج إلى سرعة كبيرة؛ نظرًا لكثرة المنعرجات والمخاطر الَّتِي تعرفها الطريق.
التجوّل بالشارة، رقم 90 –أو البلاكة 90 كما يحلو لأهل المدينة التلفظ بها– سيُمكّن السياسيّين الجُدد من الإفلات نوعًا ما، في أثناء الاصطدام والمشاجرة وتسجيل خسائر ماديّة ومعنويّة، خاصّةً أن ما يُتقنه هَؤُلَاءِ هو خلق صراعات داخل المجالس والتشويش على الباقي، وهو ما يحصل تمامًا للسائق الجديد، الَّذِي يعرقل الطريق السيار وحين يتجاوزه الناس إما ينظرون إليه نظرة استعطاف وتضامن، أو نظرة احتقار وغضب، وأحيانًا نظرة اشمئزاز تدلّ على أنَّ الطريق الموجود بها صاحب 90 ليست للمتعلمين الجدد.. ولفهم يفهم خاه لحداه.
