مجتمع
ارتفاع حالات الطلاق.. و«كورونا» في قفص الاتهام

يواجه الكثير من الأزواج في مدينة طنجة والمغرب عمومًا، العديد من التحديات والمشاكل الَّتِي تؤدي في أحيان كثيرة إلى التفكير في الطلاق كحلّ يتم اللجوء إليه عند الحاجة، وشهدت نسب حالات الطلاق في المغرب ارتفاعًا ملحوظًا، خلال السنوات الأخيرة، وأكَّدت لغة الأرقام على المنحنى التصاعدي في عدد قضايا الطلاق بالمغرب، خاصّةً في ظل تداعيات جائحة «كورونا» وما خلفته من تبعات اقتصادية واجتماعية ونفسية.
وكان وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، في ردّه على سؤال كتابي تقدَّم به مستشاران برلمانيان بمجلس المستشارين، كشف أنّه «في إطار تتبع تطبيق مقتضيات مدونة الأسرة الَّذِي تضطلع بها وزارة العدل، تبيَّن أن حالات الطلاق عرفت انخفاضًا طفيفًا، منذ دخول مدونة الأسرة حيز التطبيق إلى غاية 2021، حيث انتقل العدد من 26914 حالة طلاق سنة 2004، إلى 20372 حالة سنة 2020، لتعاود الارتفاع خلال سنة 2021، حيث بلغ عدد حالات الطلاق ما مجموعه 26957 حالة».
وأضاف الوزير، أنَّ «الطلاق الاتفاقي أصبح يُشكّل النسبة الأكبر من حالات الطلاق بمرور السنوات، إذ انتقل من 1860 حالة، خلال سنة 2004 إلى 20655 حالة خلال سنة 2021، وأرجع الوزير هَذَا الارتفاع إلى عدة أسباب، ذكر منها تنامي الوعي لدى الأزواج بأهمية إنهاء العلاقة الزوجية بشكل ودي، وحلّ النزاعات الأسرية بالحوار للوصول إلى الاتفاق، بالإضافة إلى المرونة والسهولة الَّتِي يتسم بها هَذَا النوع من الطلاق، الناتج عن اتفاق الزوجين، وعلى عكس ذلك، يضيف الوزير، شهد الطلاق الرجعي تراجعًا ملحوظًا السنة تلو الأخرى واستقر عدد حالاته خلال سنة 2021 في 4526 حالة طلاق مقابل 7146 حالة خلال سنة 2004».
ورغم الارتفاع المسجل في عدد حالات الطلاق، فإنّ نسب الطلاق في المغرب لا تزال منخفضة قياسًا إلى نسبة الطلاق في معظم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ففي مملكة البحرين تسجل 7، 4 حالات طلاق يوميًا مقابل 16 حالة زواج. وفي سنة 2021، ارتفعت معدلات الطلاق في البحرين بنسبة وصلت إلى 34%. وفي الإمارات العربية المتحدة سجل 648 طلاقًا، مقابل 4.542 عقد زواج، وهي نسبة مرتفعة. وتسجل المملكة العربية السعودية 7 حالات طلاق كل ساعة، وحسب الهيئة العامة السعودية للإحصاء، فإنّ هناك 3 حالات طلاق مقابل كل 10 حالات زواج، وأن معدلات الطلاق، خلال السنوات العشر الأخيرة، ارتفعت بنسبة 60%، وحسب نفس الهيأة، فإن معدلات الطلاق في 2020 زادت بنسبة 12.7%، مقارنة بمعدلات 2019.
وحول أسباب هَذَا الارتفاع، اختلفت آراء وتفسيرات المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لتنامي ظاهرة الطلاق بهَذَا الشكل، بين من أرجعها لخروج المرأة للعمل خارج وداخل البيت، وتحمّلها كلّ المسؤوليات، إذ اقترحوا معه حتمية رجوع كلّ طرف إلى وظيفته الَّتِي عرفتها المجتمعات منذ زمن بعيد، أي المرأة في البيت لرعاية الأسرة والرجل في العمل للتكفل بمصاريف أسرته، وذهب آخرون إلى أن غياب الثقة والتفاهم وغياب القيم الأخلاقية داخل البيت الأسري هي السبب.
فيما طالب البعض الآخر، بإخضاع المقبلين على الزواج لدورات التكوين والتأهيل والإرشاد النفسي والاجتماعي لتدريب الشباب على حل المشكلات الزوجية وعلى التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية الَّتِي لم يعتادوا عليها.
