سياحة
سياح بطنجة.. ينتقدون قلة المطاعم والمحلات التي تقدم المشروبات الكحولية بالمدينة العتيقة

تسارعت وتيرة التنميَّة بمدينة طنجة على امتداد السنوات الماضيَّة، بفضل عديد من المشروعات الكبرى والمستمرّة، ما مكَّن عاصمة الجهة الشمالية للمملكة من لعب دور مهمّ في التنميَّة الاقتصاديَّة للبلاد، عبر جذب الاستثمارات وتركيز رؤوس الأموال والموارد والخِدْمات، وجعلها في طليعة المدن المرشحة لاحتضان التظاهرات الكبرى، وفي مقدمتها مباريات كأس العالم 2030.
وإذا كان ظفر المغرب بشرف تنظيم كأس العالم 2030 بشكل مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال، سيعود عليه بالكثير، فإنَّه سيكلفه أيضًا استثمار أموال طائلة لتسريع إنجاز المشروعات العالقة، وتلك المبرمجة في الأمد القريب لتفي المملكة بالتزاماتها وتكون في الموعد.
كما سيفرض على المدن المغربيَّة المشاركة -ومنها طنجة- العمل بجدّ في ستّ سنواتٍ المقبلة على تسريع برامج التنميَّة الشاملة لتكون المملكة جاهزة لإبراز مقوماتها السياحيَّة والاقتصاديَّة والرياضيَّة بشكل يليق بمكانتها بين الأمم كممثلٍ لإفريقيا والعالم العربي الإسلامي في هَذِهِ النسخة المليئة بالدلالات الحضاريَّة والإنسانيَّة، ومن بين الأوراش الَّتِي سيتم الانكباب على إنجازها.
وتُعدُّ المدينة العتيقة من نقاط الارتكاز الأساسيَّة للنشاط السياحي بعاصمة البوغاز، غير أنه ورغم العدد المتزايد للوحدات السياحيَّة بأحياء وفضاءات المدينة العتيقة لطنجة، فإنّ كثيرًا من السياح المتردّدين على هَذِهِ الوحدات يشتكون من قلة المطاعم والمحلات المرخص لها تقديم المشروبات الكحولية.
من جهة أخرى باتت مطالب السياح والمهنيين السياحيين تثير تحفّظات الساكنة بهَذِهِ المناطق، خاصّةً ما يتعلق بتوسيع دائرة المطاعم والمحلات المرخص لها تقديم المشروبات الكحولية، إذ يُعدُّ هَؤُلَاءِ أن هَذَا الأمر يضرّ بصورةٍ عاصمة البوغاز عامّة، وبالبعد الحضاريّ والتاريخيّ للمدينة العتيقة.
وتضمّنت تخوّفات الساكنة بمحيط هَذَا النوع من المنشآت السياحيَّة، أنَّ هَذِهِ الأخيرة قد تنزلق لتوازي العلب الليلية في توفير مستلزمات المتعة للباحثين عنها، وتطور أنشطتها باحتضانها الحفلات الصاخبة والسهرات الراقصة.
بالمقابل يُعدُّ مهنيون بالقطاع السياحي أن تدخل الوزارة الوصيَّة أمرًا ضروريًّا لحماية القطاع من الدخلاء وهيكلته، خصوصا بالمدينة العتيقة الَّتِي ينقصها جانب التسويق السياحي المؤهل.
كما يسجل أيضا نقص كبير في العرض السياحي للمدينة القديمة المرتبط بحركة النقل البحري، حيث كثيرا ما تحل عبارات سياحيَّة كبرى في الصبح الباكر بميناء المدينة، وتوجه من بها من سياح ليجوبوا المدينة فلا يجدون سوى «المشردين» و«القطط»، أما المحلات فتفتح في «وقت متأخر»، حيث يكون موعد عودة هَؤُلَاءِ للعبارة قد حان.
ورغم ما تتوفر عليه عاصمة البوغاز من عرض فندقي معتبر، فإن هَذَا الأخير بحاجة ماسة إلى إعادة للتفكير في تنويعه وتطويره بشكل يتماشى مع تطور العصر وتطلعات الوفود السياحيَّة المستقبلية، والزوار المرتقبين لمشاهدة مباريات المونديال، مع تشديد المراقبة على الوحدات السياحيَّة وجودة تكوين مواردهم البشريَّة والحرص على جودة العرض ليكون مرآة للتطوّر الَّذِي تعرفه المنطقة.
