إقتصاد
الوالي التازي يقلب الطاولة على سابقيه.. مشاريع عملاقة تنجز وأخرى معطلة تكشف إرث الفشل

تُعدُّ جهة الشمال من الجهات الحيويَّة في المغرب، إذ تتميّز بفرصها الاقتصادية الكبيرة ومشروعاتها التنمويَّة المتعدّدة، وقد شهدت هذه الجهة تحولًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصّةً مع تعيين الوالي التازي، الذي يعرف بنشاطه واهتمامه بتسريع تنفيذ مشاريع كبرى، مثل توسعة مطار طنجة، وتطوير ساحة الثيران، وتحسين جودة السير والجولان، ما يثير مقارنات بينه وبين الولاة السابقين الذين لم يُحقّقوا بالضرورة النتائج نفسها.
وتُعدُّ توسعة مطار طنجة من أبرز المشروعات التي أطلقها الوالي الحالي، إذ تُعدُّ هذه الخطوة ضرورة ملحة لتعزيز حركة الطيران والسياحة في المنطقة، إذ تهدف هذه التوسعة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار، ما سيُمكّنه من استقطاب مزيدٍ من الرحلات الدوليَّة والوطنيَّة، ويُعدُّ هذا المشروع إضافة نوعية للبنية التحتية للمدينة، كما يعكس رؤية شاملة لتطوير القطاع السياحي والاقتصادي.
في حين كانت المشروعات التي أُطلقت في عهود الولاة السابقين، وعلى الرغم من الضجيج الإعلامي الذي رافقها، غالبًا ما تفتقر إلى التنفيذ الفعلي، ما جعل العديد منها مجرد وعود لم تترجم إلى واقع ملموس.
ومن جهة أخرى، يُعدُّ مشروع تطوير ساحة الثيران خطوة إيجابيَّة نحو إحياء الفضاءات العامة في المدينة، إذ يُعزّز من الهوية الثقافيَّة والاجتماعيَّة لطنجة، كما يُسهم هذا المشروع في تحويل الساحة إلى مركز جذب للزوّار والسكان، من خلال توفير مساحات ترفيهية وتجارية، وهو ما يعكس توجه الوالي الحالي نحو تحسين جودة الحياة في المدينة.
بينما كانت مشاريع سابقة، مثل إعادة تأهيل بعض الساحات العامة، تعاني الإهمال، ولم تُعطَ العناية الكافية، ما أضعف من تأثيرها في حياة المواطنين. ويعد تحسين جودة السير والجولان أيضًا من أولويات الوالي التازي، إذ نُفّذت مشروعات تهدف إلى تخفيف الازدحام المروري، وتسهيل حركة المرور، من خلال تطوير الطرق وتوسيع الشوارع، وتركيب إشارات ضوئية ذكية، ما يُسهم في تحسين السلامة المرورية، ويعكس اهتمامًا حقيقيًّا بجعل المدينة أكثر انسيابيَّةً، بينما كانت هناك مشاريع سابقة قد أُطلقت في هذا المجال، ولكن الكثير منها لم تُنفّذ بشكل فعال، ما أدى إلى تفاقم مشكلة الازدحام، حتّى باتت تؤثر سلبًا في حياة السكان.
وتُظهر هذه المقارنة بــــين الوالـــي الحالي والولاة الســــــابقــــين فجوة كبيرة في الأداء والنتائـــج، فبـــــــينما يسعى الوالي التازي إلى إحداث تغييرات إيجابيـــة متكـــــاملة، وتحقــيق إنجـــازات ملموسة تُعزز من مكانة طنجة، يبدو أنَّ الولاة السابقين قد أثقلوا كاهل المدينة بمشروعات لم تُحقّق الفائدة المرجوّة، ما أدى إلى شعور المواطنين بالإحباط.
إن النجاح الذي يجري تحقيقه حاليًّا على مستوى تنفيذ المشاريع الكبرى، يعكس رؤية استراتيجية واضحة تتجاوز مجرد إطلاق الوعود، فتنفيذ هذه المشروعات يسير بعيدًا عن البهرجة الإعلامية، حيث يتم التعاطي معها كاستثمار حقيقي في مستقبل المدينة، يعزز التنمية ويحسن من جودة حياة المواطنين.
مع كل ذلك، تبقى كثيرٌ من التحدّيات قائمة، حيث يتوجّب على الوالي الحالي الاستمرار في متابعة تنفيذ المشاريع، وضمان فعاليتها، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المدني في اتِّخاذ القرارات، ما يسهم في تحقيق مزيدٍ من النجاحات، وإن كان من فرق بين الوالي الحالي والولاة السابقين فهو يبرز بشكل خاص في أهــــميـــــــــة التــــدبيـــــر والمتـــــابعة الفعـــــــّالة، والـــــرؤية الشــــاملة، في تحقيق التنمية الحقيقيــــة، وإحــــداث التغيير الإيجابي في حياة المـــــــواطنــــين.
