تواصل معنا

سياسة

البق ما يزهق: انتقالات المرشحين تتفوق بكثير على انتقالات الرياضيين

أضحت انتقالات المرشحين السياسيّين شبيهة بانتقال لاعبي الفرق الرياضيّة، إن لم نقل أكثر منهم، ولعلّ التفوّق الكبيرَ، الَّذِي استطاع هَؤُلَاءِ السياسيّون أن يُحقّقوه طوال مسارهم، هو هَذَا الانتقال المُبرّر وغير المبرر من حزب لآخر، انتقال لا يحكمه وازع أو مبدأ ويحتوي على هامش حرية أكثر يقل نظيرها عند باقي المؤسّسات الأخرى.

انتقالات لاعبي الفرق الرياضيّة، وإن تمّ فيها مراعاة الفصول واحترام البنود وعدم الرحيل من فريق لآخر إلا بعد مشاورات علنيّة وبمدد محددة، فإنّ انتقال اللاعبين السياسيّين تختلف كليًا عن هَذِهِ المميزات، وبإمكان المرشح الواحد أن ينتقل كيفما يشاء، وفي أي وقت يشاء، بل بإمكانه أن ينتقل لحزب لمدّة يسيرة قبل أن تنهار حساباته، ويعود بسرعة إلى حزبه أو للحزب الَّذِي يُمهّد له الطريق السهل لتحقيق مآربه.

وقد امتازت بعد الأسماء بهَذِهِ الصفة حتّى بالغوا فيها وأكثروا، لذلك تجد أن أغلب المواطنين لا يتذكرون اسم حزب مرشحهم من كثرة منجزاته الانتقاليّة بين أبواب الأحزاب السياسيّة.

ما ينتظره المواطنون من هَؤُلَاءِ اللاعبين، ليس انتقالًا واحدًا فقط، انتقال من الهزل إلى الجد، انتقال من طلب المصلحة الخاصة إلى تحقيق المصلحة العامة، انتقالات المرشح لا تعني المواطن بقدر ما يعنيه ثبات الأخير على موقعه في الدفاع عن ملفات المواطنين.

تابعنا على الفيسبوك