تواصل معنا

مضيق جبل طارق

100 يوم تفصل مبابي عن ريال مدريد

    على بركة الله أفتتح مقالي الأسبوعي الرياضي، الذي سيدور ـ بإذن الله ـ حول كرة القدم الوطنية و العالمية و خصوصا الإسبانية، سأطرح من خلال هذا المقال القضايا التي تهم متتبعي الشأن الكروي، مع مناقشة بعض مستجدات الساحة الرياضية. أرجو متابعة هذا الركن كل أسبوع و التفاعل معه، الشكر موصول لجريدة لادبيش لاحتضانها لهذه التجربة.

     عند حلول يوم فاتح يناير 2022 سيكون كيليان مبابي (22 سنة) حرا للتوقيع مع أي فريق آخر، إن لم يجدد معه باريس سان جيرمان قبلها. مبابي المنحدر من بلدة بوندي القريبة من العاصمة باريس، رفض ـ لحد الساعة ـ بشكل مطلق أي عرض لتجديد عقده، بل و أخبر مسؤولي فريقه و بعض زملائه بأنه لن يستمر مع باريس سان جيرمان، و أن هذا الموسم هو نهاية مشواره مع فريقه الحالي.

يبدو أن مبابي مصمم على قراره، فقد أوردت الصحف الفرنسية أن ناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي عرض عليه في أربع مناسبات تجديد عقده لمدة خمس سنوات براتب سنوي يبلغ 25 مليون أورو، لم يقبل اللاعب العرض نظرا لمدته الطويلة ـ خمس سنوات ـ فتقلصت إلى سنتين بنفس الراتب السنوي، فكان مصير هذا المقترح الرفض كذلك.

في السنوات الماضية كان مبابي يتعلل برفض التمديد بسبب ضعف الفريق الذي لا يمكنه من التنافس على تشامبيونز ليغ، و هو اللقب الذي يحلم به، كان يواجه رئيس باريس سان جيرمان بأنه فريقه يخلو من النجوم القادرين على حصد الألقاب الكبرى. عندها سعت إدارة النادي إلى التعاقد مع نيمار و بعدها مع ميسي و راموس و حكيمي و الحارس العملاق دوناروما القادم من إيطاليا، إضافة إلى النجوم الآخرين، دي ماريا و فيراتي..

لكن رغم تشكيل فريق الأحلام يبدو أن مبابي مصمم على الرحيل، و أن أحدهم نصحه بالانتقال لريال مدريد، الفريق الملكي العريق الذي يتجاوز باريس سان جيرمان في عدد الألقاب و البطولات العالمية، و الذي كان هو الفريق الوحيد الذي قدم عرضا ماليا لباريس سان جيرمان هذا الصيف للتعاقد مع مبابي، حيث تناقلت الصحف الإسبانية أن عرض الريال مدريد وصل إلى 220 مليون أورو، و التي قوبلت بالرفض، لأن الفريق الباريسي ليس بحاجة للأموال بل هو محتاج إلى الألقاب و إلى تسويق صورته على الصعيد العالمي، و صورة دولة قطر كذلك التي تملك النادي الباريسي في أفق تنظيم مونديال 2022 بها.

ريال مدريد لم يفقد الأمل و يشتغل كي يضم اللاعب الموسم المقبل، هذا إن صمد أمام الإغراءات الباريسية المستعدة لدفع مبالغ خيالية للاحتفاظ بنجمها الكبير. ريال مدريد يفكر في منح اللاعب مبلغا ماليا كبيرا كمنحة التوقيع و إبرام عقد يمتد إلى سنة 2028 أي ست سنوات، لكن النادي الملكي متخوف كما العديد من أنصاره، من إغراءات باريس سان جيرمان التي لا يمكن توقعها، كما أن مبابي يتعرض للضغط و الاحتجاجات من طرف الجمهور الباريسي بالتصفير عليه لأنه يرفض عقد التمديد.

الذين يعرفون رئيس نادي ريال مدريد فلورينتنو بريز، يعلمون أنه بارع في مثل هذه المفاوضات و ينال ما يريده في نهاية المطاف، رغم أنه فشل في ضم مبابي هذا الصيف.

اشتهر فلورينتينو بيريز بصفقات كبيرة خلال ولايته الأولى على رأس الفريق الملكي، جلب خلالها نجوم الكرة العالمية حينها و جمعها في ريال مدريد، من منا لا يتذكر أسماء مثل: فيغو و و زيدان و رونالدو البرازيلي و بيكهام فيما عرف حينها “غلاكتيكوس”، صفقات لم تكن سهلة، لكنه نجح فيها.

العد العكسي لفاتح يناير المقبل ابتدأ، هل سيقاوم مبابي الإغراءات؟ هل سيخرج فريق آخر ينافس ريال مدريد للتعاقد مع اللاعب، مانشستر سيتي مثلا؟

يواجه فلورينتينو بيريز خصما عنيدا إسمه ناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان الذي لا يريد مالا، لكن إرادة اللاعب ستكون فوق إرادة الجميع إن هو قرر الإلتحاق بريال مدريد.

محمد بوزيدان

تابعنا على الفيسبوك