تواصل معنا

الجهة

منطقة العوامة بمدينة طنجة اسم على مسمى

         من محاسن الصدف أن ينطبق اسمٌ على مُسمّى في بعض الحالات، لكن أن ينطبق اسم منطقة العوّامة على معناها، فهَذَا عكس جميع المحاسن، خاصّةً أنَّ المنطقة تعرف أوّج ذروتها في التماثل مع الاسم في فصل الشتاء، الَّذِي تتحوّل فيه المنطقة –بقدرة قادر– إلى منطقة معزولة وشبه عائمة، ويتكرّر هَذَا السيناريو في كلّ وقت من السنة، دون أن يكلف مسؤولو المنطقة –على اختلاف مناصبهم– عناء الالتفاتة إلى تدارك الموقف والاستعجال في إصلاح منطقة بأكملها، تعرف حركيّة اقتصاديّة مُتميّزة، فضلًا عن نشاط اجتماعي على مختلف المستويات.

         منطقة العوَّامة وعند تهاطل أولى قطرات المطر، خلال هَذَا الموسم، أصبحت شبه معزولة، لا يلج إليها إلا من خبر وديانها، وعرف معابرها ومسالكها، الَّتِي لا تغمرها مياه الأمطار وتعطل حركة المرور بها، خاصّةً في منطقة «المجد» الَّتِي يُوجد بها عددٌ لا بأس من الشركات، الَّتِي تشتكي على مدار السنة من ضعف المرافق المُجهّزة لاحتواء المنطقة على وحدات صناعيَّة، لا سيَّما أنَّ حدودها مُقسّمة بين وحدات سكنيَّة، يُعرقل طبيعة العمل لدى الشركات الصناعيَّة.

         ضعف البنية التحتيَّة بمنطقة حيوية كهَذِهِ وغرقها في مياه الأمطار دون نية إصلاح من أيّ طرف، يظهر مدى التهاون في معالجة هَذِهِ الظاهرة، الَّتِي أصبحت تتّسم بها أغلب مناطق طنجة، الَّتِي تقع في خلفية الشوارع الرئيسة، الَّتِي يشملها الإصلاح والمعالجة، في حين يتغاضى الطرف عن المناطق الواقعة جانبًا، وهي سياسة ترقيع التُجئ إليها في السنوات القليلة الماضية، الَّتِي عرفت فيها المدينة نقلةً نوعيةً، من حيث تجهيز وإعداد مرافق جديدة وإبقاء الوضع على ما هو عليه في باقي المناطق الأخرى، ومن ضمنها منطقة العوامة.

         المنطقة وعلى الرغم من تهيئة مرافق حديثة العهد بها وإدراجها ضمن النقاط الرئيسة في جدول الأعمال، الَّتِي شملها الإصلاح الجديد، تتغيّر عند كلّ موسم مطر، وتفرض على جميع مرتديها تغيير نمط تعامل مع الوضعية الجديدة، الَّتِي تصبح عليها المدينة، وهي اعتماد المسالك الَّتِي لم تتضرّر بعد وانتظار تنفيذ وعود الإصلاح، الَّتِي يتلقاها المواطنون عند انقضاء موسم العوم والغرق.

تابعنا على الفيسبوك