سياحة
ظواهر غريبة تهدد النشاط السياحي بطنجة.. التحقيق مع «فلوغر» يصوّر السياح ويتهكم عليهم

رغم استعادة حيويته الاقتصادية، لا يخلو المشهد السياحي لطنجة من ظواهر سلبية وجب الوقوف عندها ومعالجتها، حتّى لا تضيع منافع الحركية السياحية على طنجة وساكنتها، إذ أثار شاب من طنجة يصوّر وينشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، سخط العديد من المواطنين، بسبب ممارساته وإزعاجه للسياح وتصويرهم بدون إذن والتهكم عليهم.
ولقيت الفيديوهات الَّتِي نشرها «الفلوغر» المذكور انتقاداتٍ كبيرةً من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبروا ما يقوم به تشويهًا لصورة المغرب، وضربًا للقطاع السياحي في مدينة طنجة، وطالبوا بضرورة تدخل المصالح الأمنية لوضع حدّ لهَذَا النوع الأنشطة المزعجة، خاصّةً أنَّ المعني (الشخص المذكور) يتعمّد إهانة السياح ويتلفظ بألفاظ نابية، ويصورهم دون إذن ويصل به الأمر إلى حد التحرش.
وهو ما تم لاحقًا، حيث أوقف الأمن السياحي التابع لولاية أمن طنجة، بعد زوال يوم الثلاثاء المنصرم، بالمدينة القديمة، بتوقيف صاحب الفيديوهات المزعجة، بتعليمات من النيابة العامة المختصة لدى المحكمة الابتدائية بطنجة، وتمت إحالته على المصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة للبحث معه فيما قام به من أفعال.
يأتي ذلك على بعد شهر من الحملة الأمنية الَّتِي تمّ إطلاقها بعد استفحال الظواهر المسيئة والمُضرّة بالقطاع السياحي بطنجة، خاصّةً بمنطقة المدينة القديمة، حيث ينتشر عددٌ كبيرٌ من المرشدين المزيفين، الَّذِينَ لا يتوفرون على ترخيص مزاولة المهنة، إضافة إلى استفحال ظاهرة الباعة المتجولين الَّذِينَ يفرضون منتوجاتهم على السياح، وأيضًا المتسولون الَّذِينَ يزعجون السياح بالتسوّل المستمرّ.
وأسفرت الحملة المذكورة، عن توقيف حوالي 80 شخصًا، بعدما تبيَّن أنَّهم يخرقون القانون ويمارسون أعمالًا تنفر السياح الأجانب وتساهم في تشويه صورة السياحة في المدينة.
وتعمل شرطة السياحة الَّتِي أصبحت تتعاظم أهميتها يومًا بعد يوم، على تأمين المناطق السياحية وزوّارها وبالتعامل مع المخالفات الَّتِي قد تطال السائح من قبيل التعرض للاستغلال في فندق أو مطعم أو سيارة أجرة، أو حوادث السرقة أو الابتزاز أو مضايقات أو سوء المعاملة.
الجدير بالذكر، أنَّ مدينة طنجة حقَّقت خلال صيف هَذَا العام، رواجًا سياحيًّا قياسيًّا، مستفيدة من تدفقات جد هائلة من طرف السيَّاح والمصطافين وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما جعل المدينة تعيش واحدة من أكثر فصول الصيف رواجًا.
وترافقت هَذِهِ الحركية السياحية بعاصمة البوغاز، مع ازدحام كبير للمارة ووسائل النقل على الطرقات وبمختلف الفضاءات العامة بالمدينة، بعد سنتين عانى فيها هَذَا القطاع ركودًا حادًّا، إذ كشف تصريح صحفي لفاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أنَّ المغرب فقد نحو 20 مليون وافد في العامين الماضين، و90 مليار درهم من مداخيل العملة الصعبة، بسبب أزمة جائحة كورونا.
وحسب المعطيات كشفت عنها وزيرة السياحة المغربية، فإنّ القطاع بدأ يستعيد عافيته بعد الشلل الَّذِي شهده بسبب جائحة «كورونا»، حيث تمكن المغرب من تحقيق نسبة استرجاع للسيَّاح بلغت 76 في المئة، مُقارنةً مع ما قبل الجائحة، متجاوزًا المستوى العالمي الَّذِي كان في حدود 60 في المئة.
ومن شأن هَذِهِ الحركية أن تنعكس بشكل إيجابي على المواطنين، عبر إعطائها دفعةً قويةً للرواج التجاري وسوق الشغل بالمدينة، خاصّةً في ظلّ حالة الاضطراب واللا يقين الَّتِي تسود الاقتصاد العالمي.
