إقتصاد
طنجة المتوسط يستقطب شركات شحن عالمية

يستمرّ ميناء طنجة المتوسط في تعزيز مكانته الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط مع توالي التحولات في ديناميكيات النقل التجاري في المنطقة.
في خطوة تسلط الضوء على تطوّر الميناء المغربي، أعلنت شركة (CMA CGM) الفرنسية عن قرارها بنقل عملياتها من ميناء الجزيرة الخضراء إلى ميناء طنجة المتوسط، اعتبارًا من يناير 2025.
ويُعدُّ هذا التحوّل جزءًا من استراتيجية الشركة لتوسيع شبكة خدماتها بين آسيا وأوروبّا، ويعكس النمو المستمرّ لميناء طنجة المتوسط كأحد الموانئ الرائدة في المنطقة.
وتبرز هذه الخطوة بشكل خاصّ في ظل التنافس المتزايد بين الموانئ في غرب البحر الأبيض المتوسط.
ففي السنوات الأخيرة، واصل ميناء طنجة المتوسط مساعيه إلى تحسين بنيته التحتية وجعلها أكثر قدرة على استيعاب السفن العملاقة، مما ساعده في جذب شركات الشحن العالمية. ويُعدُّ قرار CMA CGM جزءًا من هذه التطورات المستمرة، حيث سيتحول الميناء إلى نقطة محورية على خطوط الشحن FAL1 وFAL3 ، التي تربط بين شرق آسيا وأوروبا.
وبينما يُعدُّ هذا التحوّل انتصارًا استراتيجيًا لميناء طنجة، فإنَّ التأثير في ميناء الجزيرة الخضراء سيكون بالغًا، حيث يعتمد الميناء الإسباني بشكل كبير على حركة CMA CGM كجزء من عملياته اليومية، وبالتالي، فإنَّ مغادرة الشركة له قد تُؤدّي إلى تراجع كبير في حركة الشحن فيه.
في حين أنَّ الميناء الإسباني قد يسعى إلى جذب شركات شحن أخرى لتعويض هذا الفقد، فإن التحدّيات التي قد تواجهه في الحفاظ على تنافسيته ستكون ملموسة.
ويُضاف إلى ذلك أنَّ الموانئ الأخرى في المنطقة قد تستفيد أيضًا من هذا التغيير، ما قد يفاقم الضغوط على ميناء الجزيرة الخضراء.
ومن ناحية أخرى، يمكن اعتبار هذه الخطوة دليلًا على نجاح استراتيجية المغرب في تطوير ميناء طنجة المتوسط وتحويله إلى مركز لوجستي عالمي. إذ يُعدُّ هذا الميناء واحدًا من أضخم المشروعات البحرية في المنطقة، إذ يمتلك القدرة على استيعاب السفن العملاقة بفضل التحسينات المستمرّة في بنيته التحتية، مثل تحديث أرصفة الميناء وأنظمة الإرساء الحديثة.
ويُعزّز هذا التطوّر من قدرة الميناء على استقطاب الشركات العالمية التي تبحث عن خدمات لوجستية موثوقة بين القارات.
