في الواجهة
ترويج الممنوعات في محيط الدوائر الأمنية يثير استغراب المواطنين الكوكايين والبوفا.. المخدرات القوية تتصدر الواجهة في طنجة وتجارها يسيطرون على أحياء جديدة

يكاد كلُّ سُكّان مدينة طنجة يجمعون على أنَّ انتشار المخدّرات وسط التجمعات السكانية يسير في منحًى تصاعديٍّ، لدرجة تدفعهم للتساؤل حول ما إذا كانت تحرّكات الأجهزة الأمنية فعّالة ورادعة، إذ إنَّ المروجين لم يجدوا أيَّ حرج في بيع الممنوعات، حتّى في محيط الدوائر الأمنية.
وأمام الانتشار المتزايد لأنواعٍ جديدةٍ من المخدّرات واستهدافها الأحياء والمؤسّسات التعليمية، أصبح الكثيرون يخشون بروز جرائم أخرى أكثر خطورة، يُؤدّون هم وأبناؤهم ضريبتها، وهو أمر بدأت تبرز مقدماته في عددٍ من التجمعات السكنية، الَّتِي جلبت تجارة المخدرات إليها ظواهر أخرى تخرج تدريجيًّا عن السيطرة.
- البوفا.. رخيصة وخطيرة ومنتشرة
ودائمًا ما كانت مدينة طنجة منفذًا لأنواع جديدة من المخدرات، بما فيها القوّيَّة والمُهيّجة وذات التأثيرات الغريبة والخطيرة، ولم يكن غريبًا أن ينتشر في أحيائها مُخدّر «البوفا» الخطير، الَّذِي كان عددٌ من الفاعلين الجمعويين العاملين في مجال محاربة الإدمان يدقّون ناقوس الخطر بخصوصه منذ أشهر، باعتباره يلقى رواجًا متزايدًا خصوصًا بين فئتي المراهقين والشباب، بالنظر لثمنه المنخفض، مُقارنةً مع أنواع أخرى مثل الكوكايين، لدرجة أنّهم أصبحوا يطلّقون عليه لقب “كوكايين الفقراء.
لكنَّ المؤكد أنَّ تأثير «البوفا» أكبر وأخطر بكثير من الكوكايين، حتّى وإن كانت بينهما بعض النقاط المتشابهة من الناحية الشكلية، فهو يحمل دوليًا اسم «الكراك»، ويصل ثمنه في المغرب إلى 60 درهمًا للغرام الواحد فقط، يُصنّع أساسًا من بقايا الكوكايين الَّتِي تُخلط بموادّ كيميائية من بينها الآمونياك، لتتحول إلى بلورات شبيهة بالكريستال، ويُستعطى بعد تفتيته عن طريق الاستنشاق، أو التدخين.
والثابت أنَّ «البوفا» انتشر سريعًا في صفوف الشباب بمدينة طنجة، والمؤكد أيضًا أنَّ العديد من عصابات ترويج المخدرات أضحت تعتمد كثيرًا على مبيعاته، وهَذِهِ التأكيدات أتت من خلال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني شهر شتنبر الجاري، خلال حملةٍ واسعةٍ أعلنت تنفيذها خلال الفترة ما بين 4 عشت و2 شتنبر، وأكدت توقيف 112 شخصًا، وحجز كمية إجمالية يصل وزنُها إلى أكثر من كيلوغرام، وقالت المديرية في بلاغ، إنَّ المدنَ المعنية شملت طنجة والرباط والدار البيضاء وفاس والعيون وخريبكة وسطات والجديدة.
وأصبحت حملات تجفيف المنابع ضروريةً أمام الانتشار المتزايد لهَذَا المخدر، إذ في طنجة دائمًا استطاعت مصالح الأمن يوم 7 شتنبر الماضي الوصول إلى 3 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 25 و30 سنة يشتبه بتورطهم في عمليات تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، وحسب مصادر أمنية، فإنّه إلى جانب 37 غرامًا من مخدر الكوكايين و35 قرصًا طبيًّا مخدرًا، ضبطت الشرطة مع الموقوفين 21 غرامًا من مخدر البوفا، بالإضافة إلى موادّ كيمائيّةٍ يُعتقد أنها تدخل في صناعة هَذَا المخدر، الَّتِي أحيلت على المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية.
هَذَا الواقع أصبح يثير المخاوف في مدينة طنجة، فسكان العديد من التجمعات السكنية أصبحوا يُلحّون على ولاية الأمن من أجل نشر دوريات لمطاردة مُروّجي المخدرات، الَّذِينَ أصبحوا يجدون في «البوفا» ضالتهم بسبب ثمنه الضئيل الَّذِي وسع قاعدة المستهلكين لتشمل أبناء الأسر محدودة الدخل، في حين دعا آخرون، مع بداية الموسم الدراسي الجديد، إلى نشر عناصر الأمن في محيط المؤسّسات التعليميَّة، خصوصًا الثانويات الإعداديّة والتأهيليَّة، الَّتِي يعد تلاميذها الفئة المُفضّلة للمروّجين.
ظاهرة انتشار مخدر البوفا ليست جديدةً، لكنّها آخذة في الانتشار بشكل سريع، وبدأت تبرز بقوة خلال سنة 2023، وسبق لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن أعلن في جواب عن سؤالٍ كتابيٍّ توصل به من مجلس النواب حول هَذَا الموضوع، أنّه خلال الفترة ما بين فاتح يناير 2020 و31 ماي 2023 حجزت المصالح الأمنية المغربية 3 كيلوغرامات من هَذَا المخدر، وألقت القبض على 282 شخصًا يُشتبه في تورطهم بترويجه، الَّذِينَ أحيلوا على القضاء.
وحسب معطيات الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات بالمغرب، فإنَّ ثمن مخدر البوفا في المغرب تراجع من ما بين 300 و600 درهم سابقًا، إلى ما بين 50 و60 درهمًا حاليًّا، نتيجة انتشاره وتصنيعه محليًا، لكن أيضًا، وهَذَا هو الأخطر، بسبب رغبة تجار هَذَا الصنف في توسيع نطاق المستهلين، وبالتالي المدمنون، مؤكدة أنه يلقى رواجًا متزايدًا في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وهو سريع الانتشار بين تلاميذ المؤسّسات التعليميَّة ومؤسّسات التكوين المهني، ويمكن أن تُؤدّي جرعتان أو 3 جرعات فقط منه إلى الإدمان، إذ إنّه يصيب بالنشوة السريعة في غضون 5 ثوانٍ، لكنها تزول أيضًا بسرعة في غضون 10 دقائق، ما يدفع المتعاطي إلى طلب كميات أخرى.
- المخدرات تجلب مشاكل أخرى
الخطير في الأمر بمدينة طنجة، أن قضايا المخدرات لم تعد مقتصرة على ترويجها واستهلاكها، بل الأمر أصبح يتعدى ذلك إلى العديد من الظواهر الإجراميَّة الأخرى التقليدية وغير التقليديَّة، فإلى جانب عمليات السرقة الموصوفة أو السرقة تحت التهديد الَّتِي عادة ما كانت ترافق المدمنين، الَّذِينَ يبحثون عن المال بأي طريقة من أجل اقتناء الممنوعات، وكذا شجارات عصابات الترويج الَّتِي تتحوّل في الكثير من الأحيان إلى حربٍ داميّةٍ، تُرفع فيها السيوفُ والهراوات، فإن المدينة أصبحت تُعاني بروز جرائم أخرى غير معتادة.
ففي أواخر يوليوز الماضي، تمكنت عناصر فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن طنجة، من توقيف شخصين يبلغان من العمر 22 و24 سنة من ذوي السوابق العدلية، يشتبه في تورطهما بقضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، وكان من الممكن أن يكون هَذَا خبرًا عاديًّا من بين الأخبار الكثيرة لعمليات اعتقال مروجي المخدرات، لكن ما كشف عنه تفتيش المعنيين بالأمر، هو الَّذِي منح القضية بعدًا آخرًا.
وحسب مصدر أمني، فإنَّ الموقوفين اللَّذين ضُبطا بمنطقة البرانص، وهما يمتطيان درَّاجة نارية، أدى تفتيشهما إلى العثور على 120 غرامًا من مخدر الكوكايين بحوزتهما، إلى ميزان إلكتروني وهواتف نقّالة ومبلغ مالي يشتبه في كونه من متحصلات ترويج المخدرات، كما وجدت الشرطة معهما قنابلَ غاز مسيلة للدموع، وهي منتجات تُصنّف عادة خانة الأسلحة وتستعمل من طرف عناصر الأمن، تحت إشراف النيابة العامة في حالات استثنائية كتفريق متجمهرين، في حال ما إذا شكلوا خطرًا على النظام العام.
وأدى ذلك إلى إخضاع المعنيين لتحقيق مُعمّق تحت إشراف النيابة العامة، للوصول إلى متورطين آخرين محتملين ومعرفة الطريقة الَّتِي حصلت بها على القنابل المسيلة للدموع، وهي واحدة من القضايا الَّتِي أكَّدت أنَّ عصابات ترويج الممنوعات في طنجة تزداد خطورتها يومًا بعد يومٍ، إذ أصبحت تعتمد على وسائل غير تقليدية لمواجهة بعضها بعضًا، وللاعتداء على المواطنين، وأيضًا لمواجهة عناصر الشرطة، ويعيل الأمر على قضايا أخرى ضبط الأمنيون خلالها مع الموقفين أسلحةً مثل سيوف الساموراي الفتَّاكة أو المسدّسات الكهربائية الصاعقة، بل منهم من واجه عناصر الشرطة بكلابٍ شرسةٍ من نوع «بيتبول» الَّتِي وفرضت مواجهتها بالأعيرة النارية.
- مروجون يحتمون في أسرهم
ومن القضايا الغريبة الَّتِي باتت تُسجّل على مُروّجي المخدّرات في طنجة أيضًا، وضع أفراد عائلاتهم، بمن فيهم الأطفال والزوجات كحائطِ صدٍّ أمام أي ملاحقة أمنية محتملة، ما جرى مثلا نهاية شهر غشت الماضي، حين مكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف شخص يبلغ من العمر 40 سنة، من ذوي السوابق القضائية، للاشتباه بتورطه في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية.
وحسب تأكيدات مصادر أمنية، فإنّه جرى توقيف المشتبه فيه على متن سيارته على مستوى محطة الأداء بالطريق السيار بطنجة، بعدما أسفرت عملية التفتيش عن العثور بحوزته على 360 غرامًا من مخدر الكوكايين، و100 قرصٍ طبيٍّ مُخدّر من نوع إكستازي، علاوةً على كمية من مخدر الشيرا ومبلغ مالي تجاوز العشرين مليون سنتيم يشتبه في كونه من عائدات ترويج المخدرات، وأكَّدت عملية تنقيط المشتبه فيه في قاعدة بيانات الأمن الوطني إلى الكشف عن أنّه يُشكّل موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني صادرة عن مصالح الشرطة القضائية، للاشتباه في تورطه بقضية مماثلة تتعلق بترويج المخدرات والمؤثرات العقلية.
لكنَّ الأمرَ غير التقليدي في هَذَا الموضوع هم أنَّ المشتبه فيه ضُبط برفقة زوجته وابنه القاصر، ما يعني أنّه كان يستخدمهم كغطاءٍ على تحركاته الإجراميّة، إذ إنَّ وجود الأسرة عادةً رفقة المعني بالأمر داخل السيارة يبعد عنه أنظار الأمنيّين ويحميه من عمليات التفتيش، ما أكَّده فحص محتويات سيَّارته بعدما اتّضح أنَّها كانت مليئةً بالمخدّرات بمختلف الأنواع.
- سطوة تجار المخدرات تتمدد
والملاحظ أنَّ تجارة المخدّرات في طنجة أصبح تُوسّع نطاقها شيئًا فشيئًا في مختلف المناطق السكنية، وتكسب مساحاتٍ جديدةً، يُضيفها المروجون إلى الأحياء الَّتِي كانوا أساسًا يفرضون سيطرتهم عليها، وما زالت المصالح الأمنية -إلى حدود الآن- عاجزة عن إيجاد حلٍّ لها، ولا أدل على ذلك من أحياء المدينة القديمة في طنجة مثل بنيدر وجنان قبطان وبوعراقية وسيدي بوعبيد والسوق الداخل، الَّتِي كان سكان المنطقة يشتكون فيها لسنوات من انتشار تجّار المخدرات التقليدية قبل أن يجدوا أنفسهم الآن مجبرين على التعامل مع أصنافٍ جديدةٍ أكثر خطورة.
ويمكن لمن يزور منطقة سيدي بوعبيد، وغير بعيد عن مقر الدائرة الأمنية الموجودة بساحة 9 أبريل، أن يُعاني في واضحة النهار انتشار المدمنين بالمساحات الخضراء وبقايا المقابل المجاورة للمسجد، هَؤُلَاءِ لا يجدون أي حرج في تعاطي الممنوعات على مرأى من الجميع ومسمعهم، وإذا ما انتقل الزائر إلى برج الحجوي التاريخي، فسيلاحظ مع اقتراب الشمس من المغيب توافد العشرات من المنحرفين على المنطقة، إذ يجدون بين أسوارها مكانًا «آمنا» لتعاطي المخدرات، الأمر الَّذِي يُشكّل خطرًا على السكان، الَّذِينَ يعرفون جيّدًا الأسماء المتورطة في ترويج الممنوعات وأمكن بيعها ويستغربون كيف لا تصل إليها الشرطة؟
وإذا كانت سلامة السكان المحليين وأمنهم عنصرين أساسيّين للعيش الكريم، فإنَّ المدينة القديمة لطنجة هي أيضًا مزارٌ للسيَّاح من داخل المغرب وخارجه، وتجارة المخدرات هناك لا تستثني المواقع التاريخية والأماكن السياحية المعروفة، الأمر الَّذِي يطرح علامات استفهام أخرى بخصوص سلامة الزوار، خصوصًا أنَّ المنطقة أضحت معروفة بجرائم أخرى تسير عادة إلى جانب تجارة المخدرات، وخصوصًا «الكريساج» والعربدة، ما يعني أنَّ كل المجهودات الَّتِي بُذلت لإعادة تأهيل المنطقة في السنوات الأخيرة لاستعادة وهجها السياحيّ والاقتصاديّ، لا تقابلها على المستوى الأمني جهودٌ كافيةٌ في مجال محاصرة تجّار المخدّرات.
- منافذ جديدة في أحياء هادئة
وفي مقاطعة السواني، الَّتِي كانت -إلى وقت غير بعيد- الأقل تضررًا من تجار المخدرات القوية، بسط المروجون سطوتهم على العديد من أحيائها، ففي كاسابراطا، المنطقة الَّتِي تضم مدرستين ابتدائيتين، أصبح الاتّجار في الممنوعات علانيةً في واضحة النهار وفي محيط الملحقة الإدارية المجاورة للمؤسستين التعليميتين، وفي الوقت الَّذِي ارتاح فيه السكان من الباعة المتجولين الَّذِينَ حولوا المنطقة إلى سوق لما يزيد عن 20 عامًا، جالبين معهم عددًا من الظواهر السلبية، وجدوا أنفسهم مضطرين الآن للتعامل مع تجار الممنوعات المنتشرين بين الدروب.
وتعلم عناصر الشرطة جيّدًا ما يجري في هَذِهِ المنطقة، ففي غشت الماضي ألقت عناصر الدائرة الأمنية الخامسة القبض على شخصين يبلغان من العمر 48 و50 سنة، كلاهما من ذوي السوابق العدلية للاشتباه في تورطهما بقضية تتعلق بالحيازة وترويج المخدرات القوية والمؤثرات العقلية، وأدت هَذِهِ العملية الأمنية الَّتِي تمت في حومة البحرة بناءً على معطيات تحصلت عليها عناصر الأمن تفيد بنشاط الموقوفين في الاتّجار في المخدرات القوية، أسفرت بعد تفتشيهما عن ضبط وحجز 34 لفافة من مُخدّر الهيروين و5 لفافات من مخدر الكوكايين، بالإضافة إلى حجز 175 قرصًا مخدرًا و200 غرامٍ من مخدر الشيرا إلى جانب سلاح أبيض ومبلغ مالي وهاتف نقَّال، وَفْق تأكيدات مصادر أمنية.
وفي مقاطعة السواني، أصبحت ظاهرة الاتّجار في المخدرات القوية تنتشر بشكلٍ مُفزعٍ، وأضحت أحياء مثل أطلس وفال فلوري والبرانص، الَّتِي لم تكن تُعرف إلا بالمبادرات الجماعية الَّتِي تحتضنها أحياؤها لأهداف ثقافية واجتماعيّة، مرتعًا لتجار الممنوعات وللمدمنين، لدرجة أنَّ الناس أصبحوا يسمعون بين الفينة والأخرى عن العثور على جثة أحد ضحايا الإدمان مرمية في الشارع، مثلما حدث قبل أشهر في حي فال فلوري.
وبعد العديد من الشكايات، تحركت عناصر فرقة محاربة العصابات بولاية أمن طنجة إلى المنطقة قبل أسابيع، إذ تمكّنت من توقيف شخصين يبلغان من العمر 26 و37 سنة بحي السواني، وشخص ثالث يبلغ من العمر 25 سنة بحي البرانص، جميعهم من ذوي السوابق القضائية يشتبه في تورطهم بترويج المخدرات والمؤثرات العقلية.
ووفق المعطيات الأمنية، فقد أسفرت عمليات الضبط والتفتيش المنجزة عن حجز 215 غرامًا من مُخدّر الكوكايين ومبالغ مالية مهمة يشتبه في كونها من متحصلات ترويج المخدرات وأسلحة بيضاء وميزان إلكتروني، وأظهرت عملية تنقيط المشتبه فيهم أن أحدهم يُشكّل موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني، صادرة عن مصالح الشرطة القضائية لأمن مدن سلا وتطوان وطنجة، من أجل تورطه في قضايا تتعلق بالاتّجار في المخدرات والأقراص المهلوسة وتنفيذ عقوبة حبسية.
