تواصل معنا

في الواجهة

تحولت‭ ‬إلى‭ ‬‭”‬ألعاب‭ ‬الموت‭”‬‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬مرتاديها‭ ‬أطفال‭ ‬والصيف‭ ‬أكثر‭ ‬فتراتها‭ ‬رُعبًا

مُدن‭ ‬الملاهي‭ ‬بطنجة‭.. ‬

وحش‭ ‬قاتل‭ ‬يواصل‭ ‬نموه‭ ‬بفضل‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬وغياب‭ ‬المراقبة

عادت‭ ‬قضية‭ ‬فضاءات‭ ‬الألعاب‭ ‬المنتشرة‭ ‬بمدينة‭ ‬طنجة‭ ‬لتطرح‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة‭ ‬حول‭ ‬شروط‭ ‬السلامة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬توفرها،‭  ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬احترامها‭ ‬لدفاتر‭ ‬التحملات‭ ‬وخضوعها‭ ‬إلى‭ ‬الصيانة‭ ‬المستمرة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اندلعت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الألعاب‭ ‬بفضاء‭ “‬منار‭ ‬بارك‭” ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ذروة‭ ‬اشتغاله‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬23‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬ونهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تغص‭ ‬فيه‭ ‬المنطقة‭ ‬بالمرتادين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬الرقابة‭ ‬الصارمة‭.‬

وحسب‭ ‬شهادات‭ ‬أشخاص‭ ‬حضروا‭ ‬الحادثة‭ ‬وأيضا‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬معاينته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬المكان،‭ ‬فإن‭ ‬النيران‭ ‬اشتعلت‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬ألعاب‭ ‬المنتجع‭ ‬الترفيهي‭ ‬والتي‭ ‬يمتطيها‭ ‬عادة‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقون‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بجموح‭ ‬النزول‭ ‬من‭ ‬ارتفاعات‭ ‬كبيرة،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬إقبالا‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المناسبات،‭ ‬وكاد‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬لولا‭ ‬الألطاف‭ ‬الإلهية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬اللعبة‭ ‬كانت‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬المرتادين‭ ‬وقت‭ ‬الواقعة،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬ليست‭ ‬الأولى،‭ ‬وغالبا‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬وثيرة‭ ‬الحوادث‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭.‬

منار‭ ‬بارك‭..‬ الخطر‭ ‬الداهم‭!

واشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬بسبب‭ ‬تماس‭ ‬كهربائي‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬مصادر‭ ‬خاصة‭ ‬لجريدة‭ “‬لاديبيش‭”‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تقادم‭ ‬مفاتيح‭ ‬التحكم‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬انطلاق‭ ‬شرارات‭ ‬كهربائية‭ ‬انتشرت‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬هيكل‭ ‬اللعبة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬وعجل‭ ‬بحضور‭ ‬عناصر‭ ‬الوقاية‭ ‬المدنية‭ ‬الذين‭ ‬حلوا‭ ‬بعين‭ ‬المكان‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬اللهب‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬فضاءات‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬الحاضرون‭ ‬يتساءلون‭ ‬عن‭ ‬مصيرهم‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬يركبون‭ ‬اللعبة‭ ‬أثناء‭ ‬الحادث‭.‬

وأعادت‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬طرح‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬مراقبة‭ ‬الألعاب‭ ‬الترفيهية‭ ‬الخطيرة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬المتخصصة‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬مدى‭ ‬تعرضها‭ ‬للصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬اللازمة،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنتجع‭ ‬هو‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬طنجة،‭ ‬ويحقق‭ ‬مداخيل‭ ‬كبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتياده‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬طيلة‭ ‬أيام‭ ‬السنة‭ ‬وخصوصا‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬العطل‭ ‬وفي‭ ‬موسم‭ ‬الصيف،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬ألعابه‭ ‬تتعرض‭ ‬لضغوط‭ ‬كبيرة‭ ‬نتيجة‭ ‬استعمالها‭ ‬بكثرة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المرتادين‭.‬

والمخيف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬فيها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬المخيفة‭ ‬في‭ “‬منار‭ ‬بارك‭”‬،‭ ‬فسكان‭ ‬طنجة‭ ‬لا‭ ‬زالوا‭ ‬يتذكرون‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬صيف‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬حين‭ ‬تعرض‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬كسور‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الألعاب‭ ‬المائية،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يستمتع‭ ‬بالقنوات‭ ‬العملاقة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المسبح،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُفاجأ‭ ‬بها‭ ‬وهي‭ ‬تتفكك‭ ‬تحت‭ ‬جسده‭ ‬نتيجة‭ ‬لكونها‭ ‬غير‭ ‬مثبتة‭ ‬بإحكام،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬سقوطه‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬المصطافين‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬غير‭ ‬كافٍ‭ ‬لتأكيد‭ ‬المشاكل‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬منتجع‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬طنجة،‭ ‬فإن‭ ‬حادثا‭ ‬آخر‭ ‬يعري‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الخطير،‭ ‬ففي‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬وفي‭ ‬غمرة‭ ‬الحظر‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬فرضته‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬تعرض‭ ‬6‭ ‬أطفال‭ ‬إلى‭ ‬إصابات‭ ‬متفاوتة‭ ‬الخطورة‭ ‬بعدما‭ ‬انقلبت‭ ‬بهم‭ ‬عربة‭ ‬ألعاب‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬للصيانة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نقلهم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭.‬

وفي‭ ‬موعد‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬جدا،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي‭ ‬شهر‭ ‬غشت‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬شهدت‭ ‬منطقة‭ ‬الألعاب‭ ‬المائية‭ ‬حوادث‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الإقبال‭ ‬عليها،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬حالة‭ ‬فتاة‭ ‬أصيبت‭ ‬بكسور‭ ‬وخلع‭ ‬في‭ ‬الكتف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقطت‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬للتزحلق‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مفككة،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬للصيانة‭ ‬والمراقبة‭ ‬اللازمتين،‭ ‬وحينها‭ ‬تناسلت‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬الترفيهي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬صالحا‭ ‬للاستخدام،‭ ‬خصوصا‭ ‬فضاء‭ ‬الألعاب‭ ‬المائية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمر‭ ‬موسم‭ ‬صيف‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬فاجعة‭ ‬جديدة‭.‬

والحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ “‬منار‭ ‬بارك‭” ‬أصبح‭ ‬مثار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬المُقلقة،‭ ‬فالأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بحوادث‭ ‬متكررة‭ ‬موثقة‭ ‬بالشواهد‭ ‬الطبية‭ ‬وبالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحياء،‭ ‬لكنه‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬الاشتغال،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الفضائح‭ ‬امتدت‭ ‬لفضاءات‭ ‬أخرى‭ ‬منه،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المطعم‭ ‬الخاص‭ ‬بالوجبات‭ ‬السريعة‭ ‬الذي‭ ‬انتشرت‭ ‬فيديوهات‭ ‬تظهر‭ ‬القذارة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬للإغلاق‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬سلطات‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬ملاكه‭ ‬إعادة‭ ‬ضبطه‭ ‬مع‭ ‬الشروط‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬القانون‭.‬

الفيريا‭..‬‭ ‬ألعاب‭ ‬حياةٍ‭ ‬ أو‭ ‬موت

لكن‭ “‬منار‭ ‬بارك‭” ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأشهر،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬فضاء‭ ‬الألعاب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬حوادث‭ ‬خطيرة،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬تكرر‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الملاهي‭ ‬التي‭ ‬تتنقل‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬المدينة‭ ‬والشهيرة‭ ‬محليا‭ ‬باسم‭ “‬الفيريا‭”‬،‭ ‬أشهرها‭ ‬كان‭ ‬الحادث‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬والذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬شاب‭ ‬وإصابة‭ ‬العشرات‭ ‬أغلبهم‭ ‬أطفال،‭ ‬وهي‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬أعادت‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬بقوة‭ ‬قضية‭ ‬مراقبة‭ ‬سلامة‭ ‬الألعاب،‭ ‬خاصة‭ ‬بعدما‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬قديم‭ ‬جدا‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬حوادث‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭.‬

وإلى‭ ‬غاية‭ ‬الآن‭ ‬يتذكر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬طنجة‭ ‬تلك‭ ‬الفاجعة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فضاء‭ “‬وافا‭ ‬إيفنت‭ ‬بارك‭” ‬بمنطقة‭ ‬مالاباطا‭ ‬مسرحا‭ ‬لها‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬يوليوز‭ ‬2019،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬موسم‭ ‬الصيف،‭ ‬حين‭ ‬انهارت‭ ‬إحدى‭ ‬الألعاب‭ ‬بمرتاديها‭ ‬متسببة‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬20‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬الآلة‭ ‬التي‭ ‬تحطمت‭ ‬يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬الخدمة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عاما،‭ ‬وأنها‭ ‬كانت‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الصيانة‭ ‬أو‭ ‬التغيير‭.‬

وحينها‭ ‬قالت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬بطنجة‭ ‬إن‭ ‬خللا‭ ‬تقنيا‭ ‬طارئا‭ ‬طال‭ ‬أرجوحة‭ ‬دائرية‭ ‬أدى‭ ‬سقوطها‭ ‬لإصابة‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬شخصا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬حالة‭ ‬من‭  ‬التدافع‭ ‬والارتباك‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة،‭ ‬مبرزة‭ ‬أن‭ ‬الضحايا‭ ‬هم‭ ‬ذكور‭ ‬وإناث‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬عمرية‭ ‬مختلفة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬و26‭ ‬سنة،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الحاضرون‭ ‬يتذكرون‭ ‬مشاهد‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬تسيل‭ ‬من‭ ‬أجساد‭ ‬المصابين‭ ‬والكسور‭ ‬التي‭ ‬أصيبوا‭ ‬بها،‭ ‬فإن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬سينسى‭ ‬الشاب‭ ‬أنس‭ ‬الضريس،‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬حولت‭ ‬لحظات‭ ‬المرح‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يسعى‭ ‬خلفها‭ ‬إلى‭ ‬مأساة‭ ‬حقيقية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬ببضعة‭ ‬أسابيع‭.‬

وحينها‭ ‬قالت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬المحلية‭ ‬إن‭ ‬مصالحها‭  ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ومصالح‭ ‬الوقاية‭ ‬المدنية‭ ‬تدخلت‭  ‬لنقل‭ ‬المصابين‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬الجهوي‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬بطنجة‭ ‬لتلقي‭ ‬الإسعافات‭ ‬الضرورية،‭ ‬حيث‭ ‬استدعت‭ ‬حالة‭ ‬شخصين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الوضع‭ ‬تحت‭ ‬المراقبة‭ ‬الطبية،‭ ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬بحث‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬المختصة،‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬لتحديد‭ ‬ظروف‭ ‬وملابسات‭ ‬هذا‭ ‬الحادث،‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬طنجة‭ ‬وزوارها‭ ‬يفكرون‭ ‬مرتين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬على‭ ‬المغامرة‭ ‬بحياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬أبنائهم‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بلعبة‭ ‬قد‭ ‬تُخفي‭ ‬مفاجآت‭ ‬غير‭ ‬سارة‭.‬

فراغ‭ ‬قانوني‭ ‬وغياب‭ ‬للمراقبة

ويساعد‭ ‬الفراغ‭ ‬القانوني‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حدائق‭ ‬الألعاب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفضاءات‭ ‬التي‭ ‬يقبل‭ ‬عليها‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقون،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بحدائق‭ ‬الألعاب‭ ‬أو‭ ‬مدن‭ ‬الملاهي‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬مثل‭ ‬مصر،‭ ‬التي‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬أصدرت‭ ‬باكرا‭ ‬إطارا‭ ‬قانونيا‭ ‬يتعرض‭ ‬لمدن‭ ‬الألعاب‭ ‬أو‭ ‬الملاهي‭ ‬بشكل‭ ‬صريح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القانون‭ ‬رقــم‭ ‬372‭ ‬لسنة‭ ‬1956‭.‬

ونجد‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬المصري‭ ‬أنه‭ ‬قسم‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الألعاب‭ ‬والملاهي‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وفي‭ ‬القسم‭ ‬الخامس‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬المعارض‭ ‬والملاهي‭ ‬المؤقتة‭ ‬والملاهي‭ ‬التي‭ ‬تنشأ‭ ‬أو‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬خاصة‭ ‬لمدة‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬وساسات‭ ‬الملاهي‭ “‬مدن‭ ‬الملاهي‭” ‬والسيرك‭ ‬وملاعب‭ ‬الخيول‭ ‬وحمامات‭ ‬البحر‭ ‬الملحقة‭ ‬بمحل‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬المعدة‭ ‬لدخول‭ ‬الجمهور‭ ‬نظير‭ ‬أجر،‭ ‬وبذلك‭ ‬حددت‭ ‬شروط‭ ‬السماح‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬والضوابط‭ ‬التقنية‭ ‬والقانونية‭ ‬المفروضة‭ ‬عليها‭ ‬ونُظم‭ ‬مراقبتها‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬يدخل‭ ‬ضمنيا‭ ‬في‭ ‬صلاحيات‭ ‬المجالس‭ ‬الجماعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القانون‭ ‬113‭.‬14‭ ‬المتعلق‭ ‬بالجماعات،‭ ‬وتحديدا‭ ‬المادة‭ ‬100‭ ‬منه،‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ “‬يمارس‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الجماعة‭ ‬صلاحيات‭ ‬الشرطة‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الوقاية‭ ‬الصحية‭ ‬والنظافة‭ ‬والسكينة‭ ‬العمومية‭ ‬وسلامة‭ ‬المرور،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬تنظيمية‭ ‬وبواسطة‭ ‬تدابير‭ ‬شرطة‭ ‬فردية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الإذن‭ ‬أو‭ ‬الأمر‭ ‬أو‭ ‬المنع‭”.‬

ونجد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬اختصاصات‭ ‬رؤساء‭ ‬الجماعات‭ ‬منح‭ ‬رخص‭ ‬استغلال‭ ‬المؤسسات‭ ‬المضرة‭ ‬أو‭ ‬المزعجة‭ ‬أو‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬صلاحياتهم‭ ‬ومراقبتها‭ ‬طبقا‭ ‬للقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل،‭ ‬وكذا‭ ‬تنظيم‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬والحرفية‭ ‬والصناعية‭ ‬غير‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬بالوقاية‭ ‬الصحية‭ ‬والنظافة‭ ‬وسلامة‭ ‬المرور‭ ‬والسكينة‭ ‬العمومية‭ ‬أو‭ ‬تضر‭ ‬بالبيئة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬مراقبتها‭.‬

ويعطي‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لرئيس‭ ‬الجماعة‭ ‬صلاحية‭ ‬السهر‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الضوابط‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسلامة‭ ‬ونظافة‭ ‬المحلات‭ ‬المفتوحة‭ ‬للعموم‭ ‬خاصة‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬وقاعات‭ ‬الألعاب‭ ‬والمشاهد‭ ‬والمسارح‭ ‬وأماكن‭ ‬السباحة،‭ ‬وكل‭ ‬الأماكن‭ ‬الأخرى‭ ‬المفتوحة‭ ‬للعموم،‭ ‬وتحديد‭ ‬مواقيت‭ ‬فتحها‭ ‬وإغلاقها،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬يحدد‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ضبط‭ ‬حدائق‭ ‬الألعاب‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬احترامها‭ ‬لشروط‭ ‬السلامة،‭ ‬وخاصة‭ ‬التقنية‭ ‬منها‭.‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مسطرة‭ ‬منح‭ ‬رخصة‭ ‬استغلال‭ ‬فضاءات‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬فتبدأ‭ ‬بإعلان‭ ‬حول‭ ‬المنافع‭ ‬والمضار،‭ ‬إذ‭ ‬بعد‭ ‬توصل‭ ‬المصالح‭ ‬المختصة‭ ‬بالجماعة‭ ‬بملف‭ ‬طلب‭ ‬الرخصة‭ ‬المتضمن‭ ‬لجميع‭ ‬الوثائق‭ ‬المطلوبة،‭ ‬يفتح‭ ‬سجل‭ ‬خاص‭ ‬لتسجيل‭ ‬تعرضات‭ ‬السكان‭ ‬المجاورين‭ ‬بخصوص‭ ‬المشروع،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬خمسة‭ ‬عشرة‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬نشر‭ ‬الإعلان‭ ‬حول‭ ‬المنافع‭ ‬والمضار‭ ‬في‭ ‬الجرائد‭ ‬المسموح‭ ‬لها‭ ‬بنشر‭ ‬الإعلانات‭ ‬القانونية‭.‬

كما‭ ‬يعلق‭ ‬إعلان‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬حول‭ ‬المنافع‭ ‬والمضار‭ ‬بمقر‭ ‬الجماعة،‭ ‬ومجلس‭ ‬المقاطعة‭ ‬المتواجد‭ ‬بدائرة‭ ‬نفوذها‭ ‬المحل‭ ‬موضوع‭ ‬الطلب،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬واجهة‭ ‬المحل‭ ‬المراد‭ ‬استغلاله،‭ ‬يخبر‭ ‬فيه‭ ‬العموم‭ ‬بنوع‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري،‭ ‬ولا‭ ‬تؤخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬التصريحات‭ ‬والتعرضات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬الصحة‭ ‬والنظافة‭ ‬والسلامة‭ ‬والسكينة‭ ‬العامة،‭ ‬ومقتضيات‭ ‬الشرطة‭ ‬الإدارية‭ ‬الجماعية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وتأتي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬إجراء‭ ‬معاينة‭ ‬ميدانية‭ ‬للمحل‭ ‬المراد‭ ‬استغلاله،‭ ‬فبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الأجل‭ ‬المخصص‭ ‬لمسطرة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المنافع‭ ‬والمضار،‭ ‬يقوم‭ ‬رئيس‭ ‬الجماعة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يفوضه‭ ‬بتوجيه‭ ‬استدعاء‭ ‬لأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬المختلطة‭ ‬قصد‭ ‬إجراء‭ ‬معاينة‭ ‬ميدانية‭ ‬للمحل‭ ‬موضوع‭ ‬الطلب،‭ ‬ثم‭ ‬تُشكل‭ ‬لجنة‭ ‬مختلطة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬المصالح‭ ‬التالية‭: ‬قسم‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالجماعة،‭ ‬والقسم‭ ‬الجماعي‭ ‬لحفظ‭ ‬الصحة،‭ ‬وقسم‭ ‬التعمير‭ ‬بالجماعة،‭ ‬ووكالة‭ ‬المداخيل‭ ‬المعنية،‭ ‬وممثل‭ ‬السلطة‭ ‬المحلية،‭ ‬وممثل‭ ‬الوقاية‭ ‬المدنية،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يستدعى‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬أشغال‭ ‬اللجنة‭ ‬المختلطة‭ ‬ممثل‭ ‬كل‭ ‬مصلحة‭ ‬أخرى‭ ‬معنية‭ ‬بطبيعة‭ ‬النشاط‭.‬

لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه،‭ ‬هو‭: ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تنجح‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬سلامة‭ ‬مدن‭ ‬الملاهي؟‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬قطاع‭ ‬الحدائق‭ ‬الترفيهية‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وجوب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬التأهب‭ ‬والتقيد‭ ‬بمعايير‭ ‬السلامة،‭ ‬لأن‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬سيرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الخطر‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬حوادث،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬تقرير‭ ‬لوكالة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬للأنباء‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬غشت‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2019‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحطمت‭ ‬إحدى‭ ‬الأرجوحات‭ ‬الدوارة‭ ‬بفضاء‭ ‬ألعاب‭ ‬بمنطقة‭ ‬مغوغة،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬20‭ ‬شخصا‭.‬

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قالت‭ ‬سهام‭ ‬إخميم،‭ ‬الأستاذة‭ ‬المبرزة‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والقانونية،‭ ‬إن‭ ‬التنظيم‭ ‬القانوني‭ ‬غير‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬حدائق‭ ‬الألعاب،‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬ينجم‭ ‬عادة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬القيام‭ ‬بالصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬والإصلاح،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يترتب‭ ‬عنه‭ ‬مسؤولية‭ ‬مدنية‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجنائية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬صاحبها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تقييم‭ ‬القاضي‭ ‬للأمر‭.‬

أما‭ ‬زينب‭ ‬العراقي،‭ ‬المحامية‭ ‬بهيئة‭ ‬مراكش،‭ ‬فقالت‭ ‬إن‭ ‬القوانين‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬بشأن‭ ‬حدائق‭ ‬الألعاب‭ ‬لا‭ ‬تهم‭ ‬سوى‭ ‬التجهيزات‭ ‬الموجودة‭ ‬داخلها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحديقة‭ ‬نفسها‭ ‬خاضعة‭ ‬لتلك‭ ‬القوانين‭ ‬كشخص‭ ‬اعتباري،‭ ‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬وفقا‭ ‬للقوانين‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭ ‬يمنح‭ ‬مجلس‭ ‬المدينة‭ ‬رخصة‭ ‬للمستغل‭ ‬للفضاء‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬فحص‭ ‬فوري‭ ‬للتجهيزات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مراقبة‭ ‬دورية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاستغلال‭.‬

غياب‭ ‬للتأمين‭ ‬رغم‭ ‬المخاطر

وحول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يقول‭ ‬مدير‭ ‬لشركة‭ ‬تأمين‭ ‬بطنجة‭ ‬أن‭ “‬علاقة‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬جد‭ ‬معقدة‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الألعاب‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأطفال‭ ‬وذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أهمها‭ ‬إلزامية‭ ‬مراقبة‭ ‬جودة‭ ‬الألعاب‭ ‬كل‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬وسلامتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عطب‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حادث‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مأساويا‭”‬،‭ ‬وأضاف‭ “‬مثلا،‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬مطعما‭ ‬أو‭ ‬مقهى‭ ‬به‭ ‬مساحة‭ ‬خاصة‭ ‬للألعاب‭ ‬فإن‭ ‬عملية‭ ‬التأمين‭ ‬تكون‭ ‬خاصة‭ ‬بهذه‭ ‬المساحة‭ ‬دون‭ ‬المطعم،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬الثمن‭ ‬يصير‭ ‬عاليا‭ ‬جدا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مسيري‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬لا‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬خاص‭ ‬بمنطقة‭ ‬اللعب‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأطفال‭. ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬إن‭ ‬عملوا‭ ‬على‭ ‬تأمينها‭ ‬لعام‭ ‬أو‭ ‬عامين‭ ‬فهم‭ ‬غالبا‭ ‬لا‭ ‬يجددون‭ ‬العقد‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬ثمنه‭ ‬جد‭ ‬مرتفع‭”.‬

وأورد‭ ‬نفس‭ ‬المتحدث‭ ‬أن‭ “‬هذا‭ ‬بالطبع‭ ‬يشكل‭ ‬خطرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين،‭ ‬كبارا‭ ‬و‭ ‬صغارا‭”‬،‭ ‬وكنموذج‭ ‬عملي‭ ‬يقول‭ “‬لدينا‭ ‬في‭ ‬شركتنا‭ ‬للتأمين‭ ‬عدة‭ ‬أمثلة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال،‭ ‬ونعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شركات‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬تأمين‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭”‬،‭ ‬وأضاف‭ “‬الأمر‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬مختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬مثلا،‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬أو‭ ‬فرنسا‭ ‬توجد‭ ‬معايير‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬ألا‭ ‬تطبق،‭ ‬وتحترم‭ ‬بالضرورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كهذا‭”.‬

وخلص‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ألعاب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبي‭ ‬القريبة‭ ‬هناك‭ ‬معايير‭ ‬جودة‭ ‬وسلامة‭ ‬يسهر‭ ‬الكل‭ ‬على‭ ‬احترامها‭  ‬تمثل‭ ‬أساس‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬لكن‭ “‬نحن‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬بعيدون‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العقلية‭ ‬والصرامة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وطبعا،‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬يزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬حين‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المسؤوليات‭”‬،‭ ‬وفق‭ ‬تعبيره‭.‬

تابعنا على الفيسبوك