مجتمع
بسبب عدم احترام القانون.. حوادث السير وأهوال الطريق ترخي بظلالها على صيف طنجة
تشهد مدينة طنجة، خلال هَذَا الصيف، كثيرًا من حوادث السير الخطيرة الَّتِي تودي بحياة عدد من المواطنين وتتسبّب في إصابة عشرات آخرين بجروح وعاهات مستديمة، الأمر الَّذِي يُخلّف ردود أفعال غاضبة لدى كثيرٍ من مستعملي الطريق وممرات الراجلين، الَّذِينَ يطالبون بتطبيق قانون السير بصرامة لحماية حركة السير والجولان داخل المدينة، خاصّةً مع التراجع الملحوظ في ثقافة احترام قانون السير وتفشي ظواهر وسلوكيات غريبة على قارعة الطريق.
إذ يستمر الحضور القوي لحوادث السير في طرقات طنجة رغم رادارات الجيل الجديد، الَّتِي جرى تثبيتها منذ 2020 بمجموعة من النقاط والشوارع بالمدينة، في مسعى للتخفيف وتحديد السرعة ومراقبة المخالفين لقانون حوادث السير بعاصمة البوغاز، الَّتِي تمكن من قياس سرعة العربات قبل وصولها، وكذا بعد تجاوزها للرادار، وذلك عكس الرادارات القديمة، فضلًا عن إمكانيَّة رصد أكثر من عربة مخالفة في وقت واحد، حيث يصل عدد العربات المرصودة إلى 24 عربة، مع رصد مخالفة السير على الممرات الممنوعة للسير، ومخالفة تخطي الخط المتصل.
وتعرف شوارع وطرقات مدينة طنجة منذ الساعات الأولى للصباح، حالةً من التسيّب والفوضى، أبطالها سائقو حافلات نقل العمال، ومع تعددت الكوارث الَّتِي ألحقتها هَذِهِ الحافلات بمستعملي الطريق، اعتاد الطنجاويون على مضض على إحصاء الخسائر الماديَّة والبشريَّة بشكل شبه دائم، حيث لا يزال الارتجال والعشوائية يطبعان قطاع نقل العمال بالمدينة في غياب قانون خاص يؤطره، سواء تعلّق الأمر بالسائقين أو الحالة الميكانيكيَّة للعربات أو حتَّى بالنسبة لأرباب العمل.
كما لا تقلّ مشكلات الركن العشوائي وسط قارعة الطريق أمام الأسواق والمراكز التجاريَّة، خطورة عن باقي مظاهر عدم احترام قانون السير، والفوضى المرور الَّتِي تطبع حركة التنقل عبر أغلب محاور المدينة، إذ صار من المألوف مشاهدة طوابير السيارات تصطف في قارعة الطريق، متسببة في عرقلة السير أمام سيارات الإسعاف والوقاية المدنيَّة، وغيرهم من سائر المواطنين الَّذِينَ تتعطل مصالحهم بسبب هَذَا السلوك الطائش.
ويُسهم سائقو الدراجات ثلاثيَّة العجلات المعروفة بالتريبورتور، بسبب رعونة سياقتهم في تعقيد وضعيَّة حركة السير، بل تفضي أحيانًا إلى التسبّب في وقوع حوادث مروريَّة، بسبب عدم الانتباه واحترام حق الأسبقيَّة، وتغيير الاتّجاه دون إشارة، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسير في الاتجاه الممنوع، ناهيك عن السلوكيات المتناميَّة للراجلين أنفسهم، الَّذِينَ لا يحترمون الممر المخصص لهم ويمكن أن يقطعوا الطريق في أي وقت ومن أي مكان.
كما أنَّ عددًا كبيرًا من الشباب والمراهقين ممن يقودون سياراتهم ودراجاتهم الناريَّة بشكل طائش وخطير، خاصة كورنيش طنجة المدينة وطريق مرقالة والشوارع المؤديَّة لها، إذ يخرقون قوانين المرور وتجاوز حدود السرعة بشكل مفرط، مما يعرض حياتهم وحياة الآخرين من مستعملي الطريق للخطر.
إذ غالبًا ما يعمد هَؤُلَاءِ إلى القيام بحركات بهلوانيَّة خطيرة في أثناء القيادة، ما يعرضهم والمارة وقائدي السيارات لخطر الموت، فإنّ الأمر المقلق هو أن هَذِهِ السلوكيات الخطرة، لا تلقى دائمًا تدخلًا فعّالًا من قبل الجهات المعنيَّة نظرًا لصعوبة ضبطها والحدّ منها بشكل كامل.
ويرى كثيرون في مدينة طنجة أنَّ الطريق أصبحت بمنزلة وسيلة الانتحار الجديدة في المدينة، إذ تزايد عدد الحوادث والضحايا الَّذِينَ فقدوا حياتهم بسبب كل هَذِهِ الظواهر المقلقة، كما أن انعدام الالتزام بقوانين السير وقلة الوعي المروري لدى بعض مستعملي الطريق يشكلان تحديًا كبيرًا يجب معالجته بسرعة وفعالية.