الجهة
بارونات المخدرات وموسم الهجرة إلى الشمال.. هل هو هروب خوفًا مما قد يأتي؟

لا حديث في الشارع الطنجاوي في الآونة الأخيرة إلا عن المستجدّات المتسارعة، الَّتِي يكشف النقاب عنها كلما تقدّمت عمليات التحقيق في ملفات الاتّجار في المخدرات، وفي مقدمتها الملف الَّذِي بات يعرف إعلاميًّا بملف «اسكوبار الصحراء».
إذ كانت النيابة العامّة المختصّة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قد تابعت بهَذَا الصدد، عددًا من المتهمين في القضية، بينهم عبد النبي بعوي بتهم تتعلّق بـ«المشاركة في اتّفاق قصد مسك المخدرات والاتّجار فيها ونقلها وتصديرها ومحاولة تصديرها، الإرشاء والتزوير في محرر رسمي، مباشرة عمل تحكمي ماس بالحرية الشخصية والفردية قصد إرضاء أهواء شخصية، الحصول على محررات تثبت تصرفًا وإبراءً تحت الإكراه، تسهيل خروج ودخول أشخاص مغاربة من وإلى التراب المغربي بصفة اعتيادية في إطار عصابة واتّفاق وإخفاء أشياء مُتحصل عليها من جنحة».
ويستغرب البعض عدم «سقوط» أي اسم من مدينة طنجة -لحد الآن- في إطار هَذَا الملف، خاصّةً أنَّ قضايا كثيرة سابقة كانت تعرف ورود عديد من الأسماء لمن يوصفون بـ«البارونات»، خاصة بعد أن فجَّر القيادي الاتّحادي حميد الجماهري، قنبلة من العيار الثقيل، مؤخرًا عندما صرَّح قائلًا: «ما يثيرني هو أن زعيم حزب سياسي هو الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، قال في مؤتمر بالحي المحمدي الأسبوع المنصرم، أنّه اتُّفق بما يشبه القرار، شهرين قبل الانتخابات، على استبعاد كتلة بشرية من البارونات من حقل التنافس الانتخابي، لكن الَّذِي تم، وفق ما قاله لشكر بالحرف والدارجة المغربية.. تيكات الكارطة.. وتمّ الانقلاب على هَذَا الاتفاق. وتابع الجماهري «قلت للشكر أن ما أورده خطير وأنّه رمى بقنبلة وليس تصريحًا عاديًّا، ويجب أن يعلن مع من تم هَذَا الاتفاق، لكن مع الأسف مرَّ الأمر وكأنه لا يعني أحدًا».
فيما يتحدّث متابعون لسيل الأخبار عن هَذَا الملف وحملة الاعتقالات الَّتِي أعقبته، عن تحرك عددٍ ممن يشتبه في كونهم «بارونات» لمغادرة بطنجة في اتجاه أوروبا، ما يطرح السؤال بشأن هَذِهِ الرحلات، وهل هي هروب بدافع الخوف مما قد يأتي، خاصة بعد الاعتقالات الأخيرة؟
وتنذر ظرفاء حول الموضوع بالسؤال حول ما إذا كان بمدينة طنجة عاصمة الشمال «بارونات» تائبين، أو أعلنوا توبتهم بعد الإطاحة بقياديين كبار في حزب من أحزاب التحالف الحكومي، منهم رئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، ورئيس مجلس عمالة الدار البيضاء البرلماني سعيد الناصري. وتجد سخرية المواطن البسيط هذه، مبررها في حقيقة أنَّ الشخصيات الكبيرة المتابعة قضائيًّا، تتقاطع أنشطتها بين السياسة والرياضة والأعمال.
والجدير بالذكر، أنَّ إدريس لشكر أكَّد ما كان قد نقله عنه الجماهري، في أحدث ظهور إعلامي له، إذ اعتبر أنَّ «بارونات الانتخابات توسّعت بشكل خطير جدًا مُؤخرًا، لدرجة أصبحت فيها أقوى من الإدارة والترابية وأقوى من الأحزاب السياسية نفسها، وهي المتحكم الفعلي الآن في الانتخابات، وفي كفية توزيع المقاعد المُتبارى حولها بين الأحزاب السياسية بما يخدم مصلحتها، وبمباركة من بعض الأحزاب السياسية».
