سياحة
إقبال سياحي على طنجة يفرض تطوير خِدْمات المطاعم والمقاهي خلال نهار رمضان

رغم قلّة المقاهي والمطاعم الَّتِي تعمل بمدينة طنجة، خلال نهار شهر رمضان الكريم، بسبب الصيام، إذ جُلّ هَذِهِ المحلات تُعلّق نشاطها إلى بعد صلاة المغرب، نجد البعضَ منها وهي القلة، أكثر حظوةً بفعل الحركية السياحيّة، الَّتِي تشهدها المدينة، إذ تحافظ على وتيرة عملها بشكل عادي خلال ساعات الصيام.
ولعلَّ المقاهي والمطاعم، الموجودة بقلب المدينة العتيقة، تجدها منتعشةً، إذ تحوّلت بشكل لافت إلى وجهة مفضلة من لدن السيَّاح، الَّذِينَ يفدون على طنجة، خلال هَذِهِ الفترة، ما شكل دفعةً قويةً للرواج التجاريّ والسياحيّ على مستوى هَذِهِ المحاور.
وتحاول بعض المطاعم والمقاهي -على قلتها- وهي محسوبة على رؤوس الأصابع، بتقديم خِدْماتها بشكلٍ فريدٍ ومتميّزٍ، تحاول -من خلالها- جلب أنظار السائحين، وأيضًا تحاول إقناعهم بسحر المطبخ المغربي الَّذِي يعتبر من أرقى المطابخ العالمية.
فعملية تنويع العرض وتقديم مأكولات وحلويات متميّزة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، كمحاولة لإبراز وجه خاصّ لمدينة طنجة جوهرة المغرب، تجلع السائحين يقبلون -بشكل كبير عليها- خصوصًا أنَّهم يحاولون الاستمتاع بكلّ ما يُقدّم لهم.
إنَّ العمل خلال شهر رمضان، يُعدُّ فرصة كبيرة لهَذِهِ المطاعم والمقاهي في الترويج لنفسها، وخلق مكانة خاصّة، خصوصًا أمام ما يُقدّمونه من عروض المأكولات، أو من حسن المعاملة المقدمة، فالعمل خلال هَذَا الشهر الفضيل سيف ذو حدين.
في السياق ذاته، أكَّد أحد مُسيّري المقاهي في المدينة العتيقة لجريدة «لاديبيش»، أهمية هَذِهِ الفترة، إذ يُستَعدّ -بشكلٍ جيد- لاستقبال العديد من الزوّار الراغبين في تجربة الطعام المغربي الأصيل، فهي ليست المرّة الأولى الَّتِي يعملون فيها خلال شهر رمضان.
ويضيف المتحدث ذاته، «نحاول قدر الإمكان استغلال هَذَا الشهر الكريم، أحسن استغلال، خصوصًا أنّه يتزامن مع فصل الربيع الَّذِي يتميّز بإقبال مُهمّ للسياح، ونحاول تعريفهم على التقاليد المغربية، ومميزات مدينة طنجة.
ووَفْق المتحدث، فإنّهم يتطلعون، إلى ترك بصمة في عقول هَؤُلَاءِ السياح، الَّذِينَ يمكن اعتبارهم وسيلة للتعريف والإشهار بالخِدْمات الَّتِي نقدمها لهم، بالمقابل أضاف أحد العاملين بأحد المقاهي الَّتِي تعمل خلال شهر رمضان الكريم، في تصريح خصّ به جريدة «لاديبيش»: «أنَّ العمل الَّذِي نقوم به تواجهه عدة صعوبات أبرزها، عدم تفهم بعض الساكنة والمارة، الخِدْمات الَّتِي نقوم بها خلال شهر رمضان الكريم الَّذِي يتزامن مع قيام المسلمين بأداء شعيرة الصيام، إذ يعتبر البعض أن ما نقوم بهم عملية استفزاز».
من جهته أكَّد أحد السائحين، وهو إسباني، أتى لمدينة طنجة لقضاء عطلته في تصريح خصّ به جريدة «لاديبيش»، رغم انبهاره بجودة الخِدْمات المقدمة من طرف المقاهي والمطاعم المفتوحة خلال هَذَا الشهر الَّذِي يصادف شهر رمضان الكريم، فإنّه متذمر قليلًا من قلة العرض، فجُلّ المطاعم والمقاهي الموجودة بوسط المدينة لا تعمل، وبالتالي يجد السائح نفسه مضطرًا للذهاب إلى مكان بعينه.
كما سجَّلت الجريدة، تذمّر بعض السياح، الَّذِينَ لم يجدوا أماكن ترفيهية يلتجئون إليها خلال الشهر الفضيل، وهو ما عبَّروا عنه بطرق مختلفة جدا، وتمنّوا أن يتم تجاوز هَذَا الإشكال مستقبلًا.
بالمقابل تحاول بعض المحلات التجارية، خصوصًا المطاعم والمقاهي، تجاوز الخسائر الَّتِي يتكبدونها جراء إغلاقهم طوال اليوم، من خلال تنظيم وجبات الإفطار.
إن المغرب اليوم، خصوصًا المدن السياحية الَّتِي تعرف استقبالًا كبيرًا للسيَّاح، يجد نفسه أمام تحدي الانفتاح أمام السيَّاح وتوفير كلّ وسائل الترفيه، من أجل الرقي في المجال السياحي مستقبلًا.
