تواصل معنا

إقتصاد

إصلاح السيارات الحديثة.. معاناة المواطنين مع غلاء الأسعار ورداءة الخِدْمات‎‎

تتميّز السيَّارات الحديثة بمزايا غير مسبوقة بفضل تكنولوجياتها، كانخفاض انبعاث الغازات السامّة وسهولة الاستعمال، فضلًا عن السلاسة في السياقة وقلّة استهلاك المحروقات، وقلّة الأعطاب الَّتِي يمكن التوصل إلى مصدرها بسهولة عبر أجهزة الكمبيوتر، دون ترك أي هامش للاحتمال أو الافتراض.

ومع تزايد الإقبال على هَذَا الجيل من السيَّارات يطرح سؤال الصيانة وإصلاح الأعطاب الطارئة، حيث إنَّ تكلفة الاستفادة من هَذِهِ الخِدْمات بالوكالات المعتمدة لدى الشركات المصنعة لهَذِهِ السيارات جد باهظة.

وأمام هَذَا الوضع يضطر المواطنون إلى اللجوء لخِدْمات محلات ميكانيك السيَّارات، الَّتِي تواجه العديد من المشاكل تتفاوت في حجمها وتأثيرها من محل لآخر، وهي المشاكل الَّتِي باتت شائعة ويمكن أن تواجه أي مواطن يقصد محلات الميكانيك في طنجة.

ومع تطور تكنولوجيا صناعة السيَّارات، تبرز ضرورة ضمان على مستوى تقني ومعرفي يؤهل مهنيي القطاع لمواكبة التطورات الحديثة، حتَّى لا تُشكّل التكنولوجيا الحديثة تحديًا لبعض المحلات الَّتِي تفتقر إلى الموارد والتحديث المستمرّ للمعرفة والتدريب.

وتواجه بعض المحلات صعوبة في إيجاد واستقطاب تقنيي الميكانيك المهرة وذوي الخبرة، حيث يعتبر توفير التدريب المناسب وتوظيف العمَّال المؤهلين تحديًا إضافيًا في هَذَا القطاع.

ويعاني كثير من تقنيي ميكانيك السيارات نقصًا واضحًا على مستوى المهارات والتدريب اللازمين للتعامل مع تكنولوجيا السيارات الحديثة. حتَّى أن بعضهم غير قادر على تشخيص بعض المشاكل المُعقّدة أو إجراء إصلاحات متقدّمة، ما يُؤثّر في جودة الخدمة المُقدّمة.

كما أن بعض محلات الميكانيك تبقى محدودة القدرات، من حيث المعدات والأدوات الضرورية، أو أنَّ الأجهزة اللازمة لمباشرة العمل غير متوافرة، ما يعرقل القدرة على تشخيص وإصلاح بعض المشاكل الحديثة الَّتِي تحتاج إلى تقنيات خاصة.

ومع وجود عددٍ كبيرٍ من محلات الميكانيك بمدينة طنجة، تستعر منافسة قوية بينها، إذ يشتكي بعض أصحاب المحلات من ضغط المنافسة وتراجع أعداد الزبائن، ما يضعهم في وضع صعب للحفاظ على استدامة العمل وتحقيق الأرباح، وضع تُعقّده تكاليف الصيانة والإصلاح المرتفعة في بعض المحلات الميكانيك، خاصةً عند استخدام قطع غيار أصلية، ما يرفع قيمة الفاتورة النهائية ويزعج بعض أصحاب السيَّارات رغم رغبتهم في الحفاظ على سياراتهم وتمكينها من أحسن خِدْمات الصيانة.

ويعمد بعض المهنيين إلى استبدال بقطع الغيار الأصلية ذات الجودة المضمونة، أخرى منخفضة الجودة تُؤثّر بشكل سلبي في أداء السيارة ومتانتها، وغالبًا ما يعود العطب الَّذِي جرى إصلاحه للظهور، لهَذَا يشتكي العديد من أصحاب السيَّارات من قلة الشفافية والثقة في بعض محلات الميكانيك، حيث يفرض على بعضهم إجراء عمليات إصلاح غير ضرورية أو تحمل تكاليف زائدة بسبب عدم وضوح إجراءات الصيانة والإصلاح وتقديم معلومات غير كافية.

 

تابعنا على الفيسبوك