تواصل معنا

مجتمع

عين على أبناء طنجة: الحلقة الرابعة: محمد أحكان.. المحامي والمسير الرياضي الذي سطع نجمه رغم غدر «ذوي القربى»

لا يختلف اثنان، كون طنجة ليست كجُلّ المدن الأخرى، فهي مدينة الاستثناء في هَذَا الوطن، كيف لا وهي الَّتِي أنجبت على امتداد عقود وسنوات مضت، جيلًا من النخب والأطر المثقفة والسياسية والأكاديمية، وجيلًا من رجال المقاومة الوطنية سواء كانوا أعضاءً بالحركة الوطنية أو الجيش التحرير، وأيضًا أنجبت المئات من الخبراء ومن الأساتذة الجامعيّين ومن الفنّانين، كما أنجبت عددًا من الرياضيّين ومن المُسيّرين وغيرهم من الباحثين والمختصين في مجالات مختلفة ومتعددة، لكن من الصعب أو النادر أن تجد شخصًا كرَّس نفسه لخدمة وطنه ومدينته في صمت، إذ لا يحب أن تسلط عليه الأضواء، رغم أنَّ كل من يعرفونه يقرون بصدقه ووفائه وعطائه، بل أصبح قدوة للعطاء وللإنصات وللتواصل مع الشباب وقدوة في دعم المحتاجين والمُهمّشين.

كما من الصعب أن تجد شخصًا في مقتبل العمر، مثقف ناجح في مساره العلمي والمهني، بل قادر على المساهمة في إعطاء إشعاع كبير لمدينته سواء تعلق الأمر في تحمّل المسؤولية في جمعيات لها علاقة بمجاله المهني، أو تعلق الأمر بالفعل الخيريّ، أو بتسيير الفريق الأول لمدينة ملتقى الثقافات ومهد الحضارات.

حُسن تواضعه وتواصله وإصغاؤه أيضًا للآخرين، جعل منه رمزًا يُحتذى به في صفوف كلّ من عايشوه، فرغم انتمائه لجيل شبابي، فإنّه يحسن التواصل مع جل الفئات العمرية كانوا شيوخًا كبارًا شبابًا أم أطفالًا، وهَذَا ما يجعله محبوبًا عند الكلّ.

لا يمرّ يوم واحد إلا وتجده يعبر عن عشقه وحبه لمدينة طنجة، فهو شخص لا يمكنه أن يتوانى عن خدمة مدينته وساكنتها مهما حدث، وإن كان ذلك على حساب صحّته ووقته وماله، فالمدينة والوطن من أهم أولوياته.

اليوم وفي إطار سياسة جريدة «لاديبيش»، الَّتِي تحاول رصد كلّ الشخصيات الشمالية والطنجاوية الناجحة بامتياز وتقدير في مجالها، ارتأت أن تتوقّف عند رجل كلما تقدّم في السنّ إلا وازداد حكمةً ونضجًا وعطاءً لمدينته ووطنه، وراكم نجاحاتٍ ذاتيّة يشهد بهد العدو قبل الصديق.

  • ينحدر من طنجة العالية.. 43 سنة من العطاء والصدق والإخلاص

إنه المحامي والمسير الرياضي والفاعل الجمعوي «محمد أحكان»، من مواليد 1980 بمدينة طنجة العالية، إذ نشأ بـ«حي بني مكادة القديمة» المنتمي لمنطقة بني مكادة بطنجة، أكبر مقاطعة بالمغرب، إذ تنحدر أسرة أحكان من المنطقة الجبلية «السطحيات» الَّتِي تقع شمال المغرب وبالضبط بإقليم شفشاون، إذ يتميّز بشخصية بشوشةٍ ومرحة وبخلق عالٍ وفي نفس الوقت بطباع حادة، فهو لا يتنازل عن قناعته ومبادئه ولا يساوهما مهما حصل ووقع.

محمد أحكان الَّذِي أطفى شمعته 43، في الثالث من شهر دجنبر من السنة الماضية، هو أبّ لطفلين «إياد» و«زياد»، الأمر الَّذِي يدفعه دائمًا لمحاولة غرس وزرع فيهم قيم الاحترام وحبّ الآخرين وحبّ الوطن والأخلاق الحميدة وقيم التسامح والمواطنة الكريمة، رغم صغر سنهم، فكلّ ما تربى عليه محمد أحكان من طرف والديه، يحاول تلقينه رفقة رفيقة دربه لفلذات كبده، حتّى يصبحوا خير خلف لخير سلف، فمحمد أحكان يزرع هَذِهِ القيم بعفوية كبيرة وسط كلّ معارفه وأصدقائه وأحبائه ورفاقه.

  • أحكان النشأة والتربية في وسط محافظ

نشأ وتربى محمد أحكان في وسط أسري محافظ، فوالده -أطال الله عمره- حامل لكتاب الله ومتفقه في العلوم الدينيّة، ووالدته امرأة محافظة ومتديّنة، والمدينة الَّتِي ولد وتربى فيها، تُعدُّ مدينة ملتقى الثقافات ومهد الحضارات وتلاقح القيم الإنسانيَّة، الأمر الَّذِي ساهم في تكوين شخصية قوية للرجل، شخصية تقوّت بسبب انخراطه في العمل الجمعويّ، واهتمامه بالقضايا الوطنيَّة، والاهتمام بالأدب والمجال الإبداعي، فأحكان غير المنتمي لأي تجربة سياسيّة، يبدي اهتمامًا كبيرًا بكلّ ما يقع بالمدينة وبشأنها المحلي، فهو مُتابع جيد لكلّ التفاصيل الدقيقة الَّتِي تعيشها أو تعرفها المدينة بشكل يومي بل لحظي.

  • أحكان.. مسار علمي متميز

لمحمد أحكان مسار دراسي سلس وناجح بامتياز، إذ درس مرحلة الابتدائي بكلّ من المؤسّسة الابتدائية «الإمام مالك بن أنس» بحي الجيراري، وأيضًا بمدرسة «سادس نونبر» بحي الجيراري، فيما تابع دراسته خلال مرحلة الإعدادي والثانوي بثانوية «علال الفاسي»، الَّتِي حصل فيها على البكالوريا شعبة الأدب خلال الموسم الدراسي 1999/2000.

بعد حصوله على البكالوريا، انطلق أحكان في متابعة مشواره الدراسي بكلية الحقوق بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، فهو الشاب الَّذِي لا يحب أن يضيع الوقت كيف لا وهو الَّذِي ينتمي لأسرة علميّة وأكاديميّة، فتمكن من الحصول على الإجازة في القانون الخاص بميزة مستحسن خلال دورة يونيو 2004.

التفوق الدراسي لأحكان -يقول أحد أصدقائه- أمر عادي ناتج عن انتماء لأسرة تؤمن بدور العلم والتعلّم في تكوين حياة الإنسان من جهة، فمحمد أحكان ينتمي لسلالة تؤمن بالعلم، حيث له ثمانية إخوة منهم مستشار بمحكمة الاستئناف بطنجة، وقاضية ومحامية بهيئة طنجة ومهندسة وأستاذتين، وبالانتماء إلى مدينة طنجة الَّتِي أنجبت العديد من الأطر والنخب والأكاديميين.

  • أحكان مسار مهني متفرد ومتميز

لم تمر سوى ثلاث سنوات من حصوله على الإجازة في شعبة الحقوق، حتّى تمكن محمد أحكان من الولوج إلى مهنة المحاماة بكلّ استحقاق وكفاءة في ماي 2007، وهي المهنة الَّتِي ما زال يمارسها لحدود اليوم بكل شغف ونزاهة واستقامة.

محمد أحكان أصبح نموذجًا للشاب الناجح الطموح في مهنته، ما جعله يتحمّل بعض المسؤوليات ذات العلاقة بمهنته، إذ تحمّل مسؤولية أمين المال بجمعية المحامين الشباب بطنجة لمدة ستة سنوات، من سنة 2012 إلى حدود سنة 2018، فيما تحمّل مسؤولية رئيس ذات الجمعية لمدة ثلاث سنوات من 2018 إلى حدود سنة 2021، واعتبرت فترة رئاسته من أبرز الفترات أو المراحل الَّتِي شهدتها جمعية المحامين الشباب، إذ شهدت تنظيم عددٍ من الندوات الحقوقية والقانونية والأكاديميّة، وكذا الأنشطة الثقافيّة والرياضيّة والترفيهيّة.

توهّج الأستاذ محمد أحكان لم يقف عند جمعية المحامين الشباب، بل أدّى دورًا مُهمًّا ورائدًا للغاية، خلال الانتخابات المهنية الأخيرة الَّتِي شهدتها هيئة المحاماة بطنجة بخصوص فترة 2024-2026، إذ كان من الداعمين الرئيسيين والأساسيين للنقيب الحالي «أنور بلوقي»، كما دعم عددًا من المحامين الشباب الذين ضمنوا مقعدهم بذات مجلس الهيئة، فالرجل لا يُفكّر في المناصب بقدر ما يُفكّر في خدمة مهنته وخدمة مصلحة المنتسبين لهَذِهِ المهنة النبيلة.

  • محمد أحكان والعمل الجمعوي والخيري
  • لا يمكن أن تكتمل شخصية المحامي والشاب محمد أحكان، بأيّ حال من الأحوال إلا بانخراطه الفعل في العمل الجمعوي، والخيري، كيف لا وهو الَّذِي نشأ في وسط أسري محافظ يؤمن بالعمل الخيريّ الإحساني وبالعمل التضامني، فأحكان دعم وما زال يدعم عددًا من جمعيات المجتمع المدني الَّتِي تعمل في المجال الخيري، كما سبق له أن ترأس جمعية تهتم بالعمل الخيريّ والتنمويّ بإحدى الأحياء بمنطقة بني مكادة، رفقة عددٍ من شباب مدينة طنجة، وكانت تحمل اسم جمعية «الوفاء للبيئة والتنمية المستدامة».

محمد أحكان الَّذِي لا يحب أن تسلط عليه الأضواء، وأن يذكره الناس في مجمعهم، بأن فعل خيرًا معينًا أو ساعد شخصًا ما، لا يمكن أن يرد أي شخص أو هيئة تقصده للدعم والمساعدة، فهو دائما يدعم المساكين والفقراء والمهمشين، سواء من خلال توفير المئات من قفف رمضان الَّتِي تفوق غالبا 1000 قفة، أو توفير العشرات من الأكباش خلال مناسبة عيد الأضحى، بالإضافة إلى مساعدات مالية، أو المساهمة في توفير بعض المساعدات الطّبَّية للمحتاجين، ودعم بعض الأنشطة ذات الطابع الترفيهي لأشخاص وأطفال يعيشون في وضعية صعبة.

  • أحكان وعشقه للمستديرة كرة القدم

عشق محمد أحكان كرة القدم، منذ صغره ونعومة أظافره، حيث كان يداعب كرة القدم في الحي الَّذِي يقطنه بشكل مستمرّ ودائم، ثم التحق للعب بعدد من فرق الأحياء، خصوصًا المنتمية لمنطقة بني مكادة، الَّتِي ازداد وتربى بها، الأمر الَّذِي جعله يلعب ببعض فرق بالقسم الثالث المنطوي تحت لواء عصبة الشمال لكرة القدم مثل: «كورونا طنجة، وترجي طنجة» وغيرهما من الفرق الكروية الطنجاوية، فممارسته لكرة القدم لم تجعله يتخلّى عن دراسته وحلمه في صنع مستقبل زاهر.

عشقه مداعبة كرة القدم ولعبها لم تتوقف، إذ ما زال يمارس هويته المفضلة مع أصدقائه بشكل مستمرّ ودائم، فرغم تقدمه في السن فإنه يحرص بشكل دائم على ممارسة الهُواية المفضلة، لعلّها تُخفّف من ضغوطات المهنة والحياة الَّتِي تواجهه.

لعب محمد أحكان لكرة القدم لم تمنعه من عشقه لنادي اتحاد طنجة، فكلّ من يعرف أحكان عن قرب سوف يعرف عشقه الأبدي لفارس البوغاز، إذ كان دائم الانتقال والسفر مع الفريق في العديد من المقابلات، الأمر الَّذِي جعله يُفكّر في الانخراط بفريق اتحاد طنجة لكرة القدم.

  • أحكان واتحاد طنجة.. قصة عشق لا تنتهي

قرَّر محمد أحكان المحب لفريق اتحاد طنجة، أن ينخرط بالنادي ليصبح عضوًا بهيئة المنخرطين، خلال الموسم الكروي 2017/2018، الموسم الَّذِي فاز فيه فريق اتحاد طنجة لكرة القدم بأول بطولة وطنية لكرة القدم الوطنية الاحترافية في تاريخه، فقدوم محمد أحكان كان فآل خير على الفريق، ليصبح بعد ذلك عضو اللجنة القانونية للنادي للدفاع عن مصالح الفريق، وخدمته من الناحية القانونيّة.

اقتراب محمد أحكان من محيط نادي اتحاد طنجة لكرة القدم، سهّلت له المأمورية لتحمل المسؤولية في أي لحظة من اللحظات الَّتِي قد يتخلّى فيها الكلّ عن الفريق، وهو الأمر الَّذِي حصل خصوصًا بعدما قدّم عبد الحميد أبرشان ومن معه استقالته من رئاسة النادي، بعد النتائج السلبية الَّتِي حققها النادي في الموسم الكروي 2019/2020، وبداية الموسم الكروي 2020/2021، وهي الفترة الَّتِي تزامنت مع خروج الفصيل التشجيعي «الترا هيركوليس» للشارع مطالبين المكتب بالرحيل والابتعاد عن النادي، فتحلّى محمد بالشجاعة والمسؤولية الكافية، لتسيير النادي، فمرحلة «محمد أحكان» وصلت، خصوصًا أن السلطات المحلية وعددا من الفاعلين والمحبّين لمدينة طنجة شجّعوا محمد أحكان على تحمل المسؤولية، فكان ما كان.

  • أحكان وتحمل المسؤولية داخل بيت اتحاد طنجة

أحكان تحلى بالشجاعة والمسؤولية الكافية لكي لا يترك فريقه الأزرق الَّذِي يعشقه عرضة للضياع، خصوصًا بعدما تخلى الجميع عن الفريق، ولم يريد أحد تحمل المسؤولية، لهَذَا ترأس مسؤولية رئاسة اللجنة المؤقتة وبالضبط يوم 21 أكتوبر 2021، إذ كان النادي يعيش وضعية نتائج كارثية، كما كان النادي يعاني أزمةً ماليّةً، الأمر الَّذِي سوف يحاول محمد أحكان رفقة لجنته التغلّب عليها، من خلال توفير السيولة المالية الكافية، وأيضًا من خلال محاولة توفير جُلّ شروط الاشتغال، وأيضًا محاولته الانفتاح على كل مُحبّي النادي وعشاقه، ما دام الفريق ملكًا لكلّ عشاق الفريق.

فمع مرور الوقت، تزداد صعوبة ومأمورية الرجل، فكلما كانت نتائج سلبية، إلا وازداد مسؤولية التسيير صعوبة، فالكل ينتظر حلولًا لا مبررات، والكل يريد أن يرى فريقه ضمن القسم الوطني الأول، فطنجة تستحق الأحسن، ومحمد أحكان جاء ليُقدّم الأحسن والأفضل، فهل تمكن من ذلك؟

فبعد مرور شهرين من تحمّله المسؤولية باللجنة المؤقتة انتخب «محمد أحكان»، رئيسًا جديدًا لاتحاد طنجة لكرة القدم، خلفا لعبد الحميد أبرشان، الَّذِي سير شؤون الفريق الممارس بالدوري الاحترافي الأول لمدة تقارب ثماني سنوات.

فأحكان حصل على ثقة منخرطي اتحاد طنجة لكرة القدم بالإجماع خلال جمع استثنائي، فنال ثقة كل الفاعلين بالمدينة آنذاك، ومنحت له فرصة اختيار مكتبه المسير، ولأول مرة اتحاد طنجة يتوفر على مكتب شاب يضمّ خيرة شباب المدينة جلهم من محبي الفريق وعشاقه، ما جعل منهم في البداية فريق منسجم، ليتم تفعيل شعار المستحيل ليس طنجاويا.

خلال الموسم الكروي 2021/2022، تحمل أحكان رفقة مكتبه جُلّ الصعوبات وحاولوا توفير السيولة المالية المطلوبة إلى جانب الدعم المادي الَّذِي وفرته السلطات، وهي السيولة الَّتِي ساعدته على ضمان البقاء بالقسم الوطني الأول وهو ما تحقق، إذ تمكّن الفريق من ضمان البقاء خلال الدورة 29 من البطولة الاحترافية بعد ما حقّق نتيجة التعادل أمام نادي المغرب الفاسي بالملعب الكبير ابن بطوطة.

خلال هَذِهِ الفترة تميّزت مرحلة أحكان بالتواصل الجيد والدائم مع هيئة المنخرطين، فهو المكتب المسير الوحيد الَّذِي كان يُنظّم لقاءات تواصلية مستمرّة مع ذات الهيئة ليخبرهم بجُلّ التفاصيل بشكلٍ رسميٍّ، حتّى يبقى المنخرط على علم بكل كبيرة وصغيرة، الأمر الَّذِي لم يتم في عهد أي مكتب مسير آخر.

كما فتح المجال أمام كلّ المنخرطين الَّذِينَ يرون أنفسهم مستعدين للتطوع داخل النادي وفي جل اللجان الَّتِي تناسبهم، خصوصا خلال تنظيم المقابلات، التواجد بها دون أي عراقيل، كما فتح مرارًا الفرصة للمنخرطين لتنظيم زيارات جماعية للاعبين خلال فترة التداريب.

  • أحكان.. الإعلام المحلي يختاره رجل السنة

خلال متم أو نهاية سنة 2021 وبداية سنة 2022، اختير السيد محمد أحكان رئيس نادي اتحاد طنجة لكرة القدم، شخصية السنة في المجال الرياضي من طرف عدد من المنابر الإعلامية المحلّيَّة، ومنها  اخترته رجل السنة للمدينة على صعيد جُلّ المجالات.

فالرجل خلال الفترة القصيرة الَّتِي تحمل فيها المسؤولية أبان عن علو كعبه ونزاهته في العمل وحبه وعشقه غير العادي للنادي الَّذِي يترأسه.

  • جرت المياه بما لا تشتهيه السفن.. الموسم الكروي الأخير لأحكان كرئيس للنادي

جرت المياه بما لا تشتهيه السفن، فخلال الموسم الكروي 2022/2023، أصبح النادي يعيش وضعًا ماديًا أكثر تأزمًا، خصوصا بعد تنفيذ الجامعة المغربية لكرة القدم عددًا من الأحكام الصادرة ضد النادي والقاضية بمنح التعويضات للاعبين الذين رفعوا شكايات ضد الفريق وجلهم كانوا خلال فترة المكاتب السابقة، أو من خلال مغادرة عددٍ كبيرٍ من اللاعبين للفريق، وعدم إبداء رغبتهم في الاستمرار اللعب مع النادي، الأمر الَّذِي جعل عملية انتداب اللاعبين من الطراز الكبير صعب للغاية؛ لأنّ الأمر يتطلب إمكانات مالية كبيرة.

محمد أحكان رفقة بعض أعضاء المكتب قرروا تبني مشروع كروي بعيد المدى تبرز ملامحه على مدى أربع سنوات، إذ قاموا بجلب بعض اللاعبين الشباب الذين يحتاجون لبعض الوقت والخبرة ليتطور أدائهم ويمكن أن يصبحوا لاعبين كبارًا بالفريق أو بالبطولة مثل «إسماعيل الغزالي» الَّذِي التحق بشباب السوالم أو «إسماعيل العالمي» المحترف بالدوري الليبي، إذ يُعدُّ من أبرز اللاعبين اليوم بالدوري الليبي، وتلقى عروضًا من بعض الفرق بالدوري المصري، واللاعب «سبول» الَّذِي كان معارا من النادي الرجاء البيضاوي واليوم هو محترف بالدوري الفرنسي، وتلقى عروضًا من بعض الفرق بالدوري المصري و«الرحماوي» أو اللاعبين المستمرين بالفريق مثل «جواد الغبرة» و«حسن الزرايبي» و«القيسومي» و«الكياني»، وكل ذلك تحت إشراف الإطار الوطني المدرب المغربي بادو الزاكي، الَّذِي أكَّد أن اللاعبين الذين تمّ جلبهم سوف يحقق معهم ضمان البقاء بالقسم الوطني الأول بشكل مريح خلال السنة الأولى، فإنّ ما وقع أمر آخر، إذ لم يستطع الفريق خلال خمس مقابلات تحقيق ولو نقطة واحدة، كما أن مستوى بعض اللاعبين الآخرين، خصوصًا الأجانب كان ضعيفًا للغاية، ليدخل بعد ذلك الفريق في أزمة كبيرة على جُلّ المستويات، فهل تعرض أحكان إلى خيانة ما؟

المُقرّبون من المكتب المسير لنادي اتحاد طنجة، يعرفون جيّدًا أن محمد أحكان تعرّض لخيانة من بعض أعضاء المكتب المسير للنادي، خصوصًا هناك شخص استغل ثقته وطيبوبته، لكي يورطه في أمور لم تكن في الحسبان، أمور أدخلت أحكان في التيهان وفي مشاكل لا علم له بها.

الكل قرر فجأة إيقاف الدعم لمحمد أحكان ولتجربته داخل النادي، دون سبب حقيقي، فرغم تحقيق الفريق نقطتين فقط خلال ثماني دورات، فالأمر لم يكن مستحيلًا، إذا ما تظافرت المجهودات من أجل إنقاذ النادي لكن خيانة البعض له من بينهم «مول البالون» دفعته لتقديم استقالته بكل جرأة يوم 30 نونبر 2022، إبان كأس العالم قطر، ليخرج مرفوع الرأس إذ ظل الجل يحترمه نظرا للمجهودات الكبيرة المبذولة وأيضا للدعم المالي المهم الَّذِي ساهم به للفريق الَّذِي تجاوز 200 مليون سنتيم.

  • أحكان الرئيس الذي حضر جميع مقابلات الفريق داخل وخارج المدينة

في تاريخ كرة القدم الطنجاوية، لم تشهد مدينة طنجة حضور أي رئيس لجميع مقابلات الفريق داخل أو خارج المدينة، أحكان كان دائمًا إلى جانب اللاعبين ورغم كل الظروف الصحية والانشغالات الَّتِي كان يمر منها فإنّه حضر ما يقارب 32 مقابلة نصفها خارج مدينة طنجة، فسافر مع الفريق لوجدة وأكادير وأسفي والجديدة وبركان وفاس والبيضاء والمحمدية والرباط وتطوان غيرها من المدن.

  • أحكان رغم الاستقالة يستمر في دعم الفريق

رغم تقديمه للاستقالة من رئاسة النادي، فإنّ مرحلة الفراغ الَّتِي عاشها النادي، خصوصًا أنَّ الفريق ظل لمدة شهر ونصف دون مكتب مسير أو لجنة مؤقتة، فقد ظلّ يقدم الدعم المالي المطلوب رفقة بعض أصدقائه، إلى حين تمكن النادي من إيجاد شخص يتحمّل مسؤولية تسيير الفريق.

خلال الفترة الَّتِي تحمل فيها محمد الشرقاوي مسؤولية قيادة النادي، استمرّ أحكان في تقديم الدعم المادي والمعنوي للنادي وللرئيس الجديد للفريق، إذ عبَّر عن سعادته الكبيرة حينما حصل ابن طنجة الشاب محمد الشرقاوي على دعم وثقة المنخرطين لكي يسير الفريق، الأمر الَّذِي نجح فيه وتمكن من تحقيق إنجاز تاريخي تمثل في ضمان البقاء لفريق اتحاد طنجة بالقسم الوطني الأول، رغم أنَّ النادي كان يحتل الرتبة الأخيرة بنقطتين إلى حدود الدورة 16.

خلال الموسم الكروي الحالي، لم يتوقف محمد أحكان عن دعمه المادي وفق إمكانيته الخاصة للنادي، حتّى يتمكن الفريق من تجاوز الأزمة المالية الخانقة الَّتِي يمر منها، وحتّى يتمكن أيضًا من ضمان البقاء بالقسم الوطني الأول، خصوصًا أنَّ الفريق يحتل المرتبة ما قبل الأخيرة، فالرجل يعبر دائمًا عن دعم اللامشروط للنادي ولكلّ شخص يريد أن يخدم الفريق، وأن يظل المحب الوفي والعاشق الولهان لفريقه بعيدا أن أي مسؤولية كيف ما كانت.

محمد أحكان، وصل إلى النضج الكافي الَّذِي جعله يؤمن أن من يعشق النادي يجب عليه أن يدعمه بعيدًا عن الحسابات الضيقة وبعيدًا عن المنافسة من أجل الحصول على منصب قد لا يفيد الفريق في شيء.

«إذا كانت للأناقة عنوان، فللعمل الخيري والجمعوي والرياضي عنوان، وعنوانه محمد أحكان، وإذا كانت للعلاقات الإنسانية ولمفهوم المجايلة عنوان فعنوانه أيضًا «أحكان»، وإذا كانت طنجة قد تميزت بإنجاب أسماء ورموز وقامات ومهمّات تفوقت في تخصصها، فطنجة فخورة بالمحامي والجمعوي والمسير الرياضي «محمد أحكان»، الَّذِي تميز وتألق وتفوق في حبه لمدينته وفي الوفاء لها، فـ 43 سنة كانت كافية لإبراز طينة الرجل

تابعنا على الفيسبوك