تواصل معنا

في الواجهة

جماعتها أصبحت فاعلة في مجال الدبلوماسية الموازية.. وشراكات تربطها بدول إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية من برشلونة إلى هافانا.. طنجة تستعيد تدريجيًا وهجها الدبلوماسي وَفق مبدأ «رابح–رابح»

إلى حدود الخمسينيّات كانت طنجة أوّل عاصمة دبلوماسية للمملكة، فالمدينة الَّتِي احتضنت أوّل سفارة أمريكية في القرن الثامن عشر، وكانت مقرًا لوزارة الخارجية المغربيّة وللبعثات الدبلوماسية الأجنبية، ثُمّ وطّدت موقعها كملتقى لدول العالم خلال الفترة الدولية المستمرّة إلى سنة 1957، ارتبط اسمها طويلًا بالعمل الدبلوماسي، الَّذِي خفت بعد ذلك تدريجيًّا، لكن الآن أصبح يستعيد بريقه شيئًا فشيئًا، من خلال عمل «الدبلوماسية الموازية» الَّذِي تقوم بها جماعتها.

وخلال الأيّام الماضية، بدأت تُرسم ملامح جديدة للدور الدبلوماسي الجديد الَّذِي يمكن أن تلعبه مدينة طنجة في المستقبل القريب، من خلال دبلوماسية المدن، وتحديدًا مع مدينة برشلونة ثاني أكبر المدن الإسبانيّة، الَّتِي حل بها رئيس مجلس جماعة طنجة منير ليموري، في زيارة عمل إلى إقليم كتالونيا، كان من بين محطاتها لقاؤه بعمدة هَذِهِ المدينة جاوما كولبوني، من أجل الشروع في إعداد خارطة طريق لعلاقات ثنائية أقوى ذات تأثير متوسطيّ.

  • شراكة مستقبلية مع برشلونة

وللتعرّف على أهمية هَذِهِ الزيارة تكفي العودة إلى ما نشره عمدة برشلونة على حسابه بمنصة «إكس» حيث قال إنَّ جماعتي المدينتين تتشاركان الرغبة في جعل طنجة وبرشلونة فضاءات للنّمو الاقتصادي المستدام، مبرزًا أنَّ لقاءه بليموري أتى من أجل «تبادل الخبرات والوصول إلى أفضل الصيغ للعمل على القضايا الاستراتيجية، الَّتِي تُعنى بالثقافة وتنمية المواهب الرقمية والنقل»، وهي كلها أمور يضعها مجلس جماعة طنجة حاليًا في صدارة اهتماماته.

من جهتها، أعلنت جماعة طنجة أن ليموري، ونظيره عمدة برشلونة، توصلا إلى اتّفاق يقضي بالشروع في مرحلةٍ جديدةٍ واعدة من العلاقات الثنائية بين المدينتين، تقوم على مجموعة من الشراكات والمشاريع، بما فيها ذات البعد المتوسطي، مُبرزةً أنّه على هامش رحلة عمل قام بها عمدة طنجة إلى برشلونة، نهاية الأسبوع الماضي، جرت لقاءات رفيعة المستوى جمعته بوزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، ورئيس حكومة إقليم كاتالونيا، بيري أراغونيس، وشخصيات أخرى.

وللوقوف على مدى الأهمية الدبلوماسية لهَذِهِ الخطوة، في إطار العمل داخل نطاق الدبلوماسية الموازية في بعدها المحلّي، المُكمّل للعمل الرسمي الَّذِي يقوده الملك محمد السادس، الَّذِي أفضى إلى مجموعةٍ من النتائج الإيجابيّة بخصوص العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية، وأهمها إعلان مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، يكفي أن نعلم أن كولبوني، هو أحد قيادات الصف الأوّل في الحزب الاشتراكي الكتالوني، النسخة الإقليمية للحزب الاشتراكي العُمّالي الَّذِي يقوده سانشيز، ما يعني أنَّ هَذِهِ العلاقات تتماشى ورغبة الرباط ومدريد في توطيد علاقاتهما المشتركة.

ويتّضح ذلك من خلال سعي ليموري وكولبوني إلى أن تكون علاقات المدينتين بذرةً لمشروع أكبر، ويتعلّق الأمر بـ«تحالف متوسطي» كما وصفته مصادر جماعية، الأمر الَّذِي يتماشى وسعي المملكتين للاستفادة إلى أقصى درجة مُمّكنة من موقعهما الجغرافي باعتبارهما الدفتين الغربيتين لحوض البحر الأبيض المتوسط، ما برز بشكل واضح، خلال تقديمهما الملف المشترك، مع البرتغال، لاحتضان كأس العالم 2030، الَّذِي تبرز فيه برشلونة وطنجة من خلال ثاني ورابع أكبر ملعبين في البطولة تواليًا.

  • دور جديد لمدينة طنجة

الدور الَّذِي تلعبه مدينة طنجة في إطار التقارب مع إسبانيا، من خلال العلاقات الثنائية مع مختلف مدنها، أصبح يتبلور تدريجيًا في عهد العمدة الحالي، ففي 23 فبراير 2023، وبمدينة برشلونة أيضًا، اجتمع ليموري بعمدة مدينة صوريا كارلوس مارتينيز مينغيز، وهو اللقاء الَّذِي جرى خلاله طرح العديد من القضايا الَّتِي تهمُّ الشراكة بين المدينتين، وأخرى ذات نطاق أوسع تشمل العمل المشترك بين مؤسّسات تدبير الشأن العامّ المحلّي في المغرب وإسبانيا، وَفْق ما أوردته جماعة طنجة في بلاغ رسميّ.

وحسب المصدر نفسه، فإنّه خلال هَذَا الاجتماع، ناقش ليموري ومينغيز العلاقات الثنائية بين طنجة وصوريا، وسبل تطويرها على جميع المستويات عن طريق شراكات عملية تشمل عدة مجالات ذات الاهتمام المشترك، كما تباحث الطرفان فكرة احتضان مدينة طنجة النسخة المؤتمر المُقبل لمنظمة المدن والحكومات المحلّيَّة المتّحدة.

وكان ليموري، الَّذِي يحمل أيضًا صفة رئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات، هو أول عمدة مغربي يزور إسبانيا بعد رحلة سانشيز إلى المغرب بتاريخ 7 أبريل 2022، للقاء بالملك محمد السادس في الرباط، والوصول إلى إعلان مشترك أنهى رسميًّا الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، حيث حل عمدة طنجة يوم 12 أبريل بالعاصمة مدريد مركز القرار السياسيّ الإسباني.

وبعد ذلك، انتقل عمدة طنجة إلى مدينة الجزيرة الخضراء الَّتِي تجمعها بطنجة قضايا مصيريّة، خصوصًا فيما يتعلق بمجالات الاقتصاد والنقل والهجرة، وتحديدًا التدبير المشترك لعملية «مرحبًا» سنويًا، أكبر عملية عبور للمهاجرين بين بلدين، وهناك استقبل من طرف كارلوس دانييل كارسيس، الأمين العام للفيدرالية الإسبانية للبلديات والأقاليم، وعمدة الجزيرة الخضراء، خوسي إغناسيو لاندالوسي.

  • إفريقيا.. طموح مملكة

لكن موقع مدينة طنجة على خارطة الدبلوماسية الموازية، لا يتوجّه صوب إسبانيا فقط، فالمدينة بمقدورها أن تلعب أدوارًا محوريةً وغير تقليديّة في العلاقة بين المملكة والدول الإفريقيَّة، خصوصًا في منطقة غرب القارة، في ظل نوع آخر من الدبلوماسية القائمة على التعاون الاقتصاديّ، الأمر الَّذِي يحيلنا على مجموعة من التوجيهات الملكية في هَذَا الشأن، وآخرها ما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 2023، حين أعلن العاهل المغربيّ وضع البنى التحتية المغربية رهن إشارة البلدان الإفريقيَّة.

وجاء في الخطاب «إنَّ المشاكل والصعوبات، الَّتِي تُواجه دول منطقة الساحل الشقيقة، لن تُحلّ بالأبعاد الأمنيّة والعسكريَّة فقط، بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة، لذا نقترح إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي»، وأضاف: «غير أنَّ نجاح هَذِهِ المبادرة، يبقى رهينًا بتأهيل البنيات التحتية لدول الساحل، والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليميّ، و«المغرب مستعد لوضع بنياته التحتية، الطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة هَذِهِ الدول الشقيقة؛ إيمانًا منّا بأن هَذِهِ المبادرة ستُشكّل تحولًا جوهريًّا في اقتصادها، وفي المنطقة كلها».

وتجد طنجة نفسها مرتبطة بشكل وثيق بهَذَا المسار الدبلوماسي–الاقتصادي، فالأمر يتعلق بالمدينة الَّتِي تملك أفضل ميناء في إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، والرابع عالميًا من حيث الكفاءة، بالإضافة إلى أنَّها تتوافر على بنيات تحتية مُهمّة، خصوصًا على مستوى النقل، على غرار خذ القطار فائق السرعة «البراق» الَّذِي يربطها بالقنيطرة والرباط والدار البيضاء، الَّذِي ينتظر أن يصبح مستقبلًا جزءًا من منظومة سكك لقطارات «التيجيفي» تشمل مدن مراكش وأكادير وفاس ومكناس ووجدة، بل يمكن، في حال تنزيل مشروع الربط القاري مع إسبانيا، أن تكون المدينة نقطة الربط السككي بين إفريقيا وأوروبّا.

  • مدينة البوغاز.. بوابة الأفارقة

وعلى هَذَا الدرب، نجد أنَّ جماعة طنجة تعمل، خلال الولاية الحالية، على ربط علاقات دبلوماسية أقوى مع دول القارة السمراء، بناءً على شراكات وتبادل للتجارب تهمُّ الشأن الاقتصاديّ والثقافي وكذا تدبير الشأن العام المحلّي، وهكذا نجد أنَّ عمدة المدينة، بصفته أيضًا رئيسًا للجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، شارك في أشغال اللجنة التنفيذيّة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتّحدة الإفريقية، وقبل ذلك كان المجلس الجماعي لطنجة قد صادق على مجموعة من المشاريع المشتركة مع بلديات في جمهورية توغو، بما في ذلك تمويل وتنفيذ الخِدْمات المتعلّقة بمشروع إنتاج زيت النخيل وزيت نواة النخيل مع بلدية يوطو.

وفي ماي الماضي، استقبل عادل الدفوف، نائب رئيس المجلس الجماعي والمكلف بالعلاقات الخارجية، مرفوقًا بعمر أولاد بن حمان رئيس لجنة التعاون والشراكة، كوسيفي ديدتي تهادي عمدة بلدية أوكو 3 الطوغولية، وأبدى هَذَا الأخير انبهارَه بمستوى التطوّر الملحوظ الَّذِي عرفته مدينة طنجة في مختلف الميادين الاقتصاديّة والسياحيّة والثقافيّة والجمالية، وكذا على مستوى تعزيز البنيات الارتكازية، وأكَّد الجانبان بالمناسبة، ضرورة تعزيز التعاون بين جماعتي طنجة وأوكو 3 في المجالات ذات الاهتمام والفائدة المشتركة وتثمين الخبرات وتبادل التجارب الفضلى.

وأصبحت مدينة طنجة مرجعًا للعديد من الدول الإفريقيَّة، على غرار الكوت ديفوار، البلد الَّذِي تربطه علاقات تقليديّة قوية مع المملكة، ففي يوليوز الماضي -مثلًا- نجد أنَّ وفدًا من هَذَا البلد زار سوق الجملة للخضر والفواكه بالمدينة، للوقوف على نموذج عمل هَذَا المرفق والإطار القانونيّ والمؤسّساتي المُنظّم له، وعبَّروا عن رغبتهم في نقل هَذِهِ التجربة إلى بلادهم لتنزيلها محليًا، الأمر الَّذِي دفع الجماعة لتسخير مجموعة من مُوظّفيها ومُنتخبيها من أجل تقريب الوفد الإيفواريّ من الصورة الكاملة، وتمكينه من كلّ المعطيات والتوضيحات الَّتِي يحتاجها.

وكان عمدة طنجة قد مثَّل المملكة، خلال السنتين الأوّليين من ولايته، في عددٍ من الأحداث بمجموعةٍ من دول القارة الإفريقيَّة، مثل السنغال والكاميرون ونيجيريا، كما أجرى لقاءات ذات طابعٍ دبلوماسيٍّ مع مجموعةٍ من المسؤولين من دول أخرى زاروا مدينة طنجة، على غرار كينيا ومملكة اسواتيني والكوت ديفوار وليبيا، بما يشمل وزراء وسفراء وعمداء مدن وفاعلين اقتصاديّين، الأمر الَّذِي يعني أنَّ المدينة أصبح لها وضع دبلوماسيّ غير تقليدي، منسجم مع التوجهات الرسمية للمملكة، نحو إيلاء اهتمامٍ أكبرَ لامتداداتها القارية، بعدما كانت المدينة قرب الدول الغربية، خصوصًا بلدان أوروبّا والولايات المتحدة الأمريكيّة.

  • شراكات تحت شعار «رابح–رابح»

والواضح أنَّ مدينة طنجة، خلال السنوات القليلة الأخيرة، أصبحت أكثر انسجامًا مع المسار الدبلوماسيّ الجديد للبلاد، الَّذِي يقوده الملك محمّد السادس، وَفْق مجموعة من الضوابط الواضحة، خصوصًا أمرين اثنين، الأوَّل هو «الندية» فالمدينة لا تتعامل مع باقي المدن الَّتِي تربطها بها شراكات أو اتّفاقيات توأمة، على أنَّها هي الطرف الأضعف أو الأقوى، بل انطلاقًا من أن المصلحة المشتركة هي الَّتِي تحكم العلاقة بين الطرفين، ما يقودنا إلى الأمر الثاني، وهو مبدأ «رابح–رابح»، فأي عمل مُشترك مع مدينة أخرى لا بُدَّ أن تتّبعه مؤشرات على نجاح هَذِهِ الخطوة بعيدًا عن الكلام النظريّ والإجراءات البروتوكوليّة، ما يعني تحقيق مكاسب على المستوى الدبلوماسيّ أو الاقتصاديّ أو تطوير الكفاءات البشريَّة.

وكنموذج على ذلك، يتابع الطنجاويّون ما تمخض عن اتّفاقية التعاون، الَّتِي ربطت بين جماعة طنجة وبلدية سان جوست البلجيكيَّة، الَّتِي تمّ توقيعها رئيسًا مجلسي المدينتين بتاريخ 22 غشت 2022 بمقر قصر البلدية بطنجة، وبعد ذلك كان لهَذِهِ الشراكة انعكاسات واضحة على المدينة، من خلال مشاريع لتكوين المُوظّفين الجماعيين، والمساهمة في تجهيز منشآت اجتماعيّة، مثل معهد الأميرة لآلة مريم للأطفال الانطوائيّين، وحتّى توجيه المساعدات العينية لضحايا زلزال الحوز، هَذَا بالإضافة إلى مجموعةٍ من الخطوات الهادفة إلى توطيد العلاقة بين الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا، خصوصًا المنحدرة من مدينة طنجة، وبين وطنها الأم.

ولعبت هَذِهِ الاتفاقية دورًا آخر على مستوى تحقيق الإشعاع لمدينة طنجة داخل أوروبّا، في سياق رهان المجلس الجماعي حاليًا على استعادة المدينة لأدوارها الإقليميَّة المُؤثّرة، ففي ماي الماضي احتفت بلدية سان جوست بمدينة البوغاز، من خلال إطلاق اسمها على إحدى القاعات بمقر مجلسها المحلي، وذلك في إطار استمرارية علاقات الصداقة والتعاون الَّتِي تجمعها بالمجلس الجماعي لمدينة البوغاز.

وشارك عمدة طنجة، منير ليموري، إلى جانب عمدة سان جوست، إيمير كير، في مراسيم إطلاق اسم مدينة طنجة على إحدى القاعات الرئيسيَّة بمبنى البلدية البلجيكيَّة، بمشاركة نائبة العمدة ليلى تيكيت، ورئيس لجنة التعاون والشراكة عمر ولاد بن حمان، ورئيس الشؤون الاجتماعيَّة والثقافيَّة والرياضيَّة والعلاقة مع المجتمع المدني، عبد الواحد بولعيش، وشخصيات أخرى، وَفْق ما تمّ الإعلان عنه حينها من لدن المجلس الجماعيّ.

وخلال هَذِهِ الزيارة، استضاف عمدة سان جوس نظيره عمدة مدينة طنجة، وناقش الاثنان سبل دعم الشراكة بين مجلسيهما، وتعزيز الروابط بين بلجيكا والمغرب، المدعومة بالحضور المُهمّ للجالية المغربية في هَذَا البلد الأوروبيّ، خصوصًا أبناء مدينة طنجة، في إطار اتّفاقية 2022، الَّتِي تهدف إلى تعزيز العلاقات البينيّة وتوطيد أواصر الروابط الثنائية بينهما في مختلف المجالات، استكمالًا لاتّفاقية الصداقة الموقعة بينهما سنة 2014، الَّتِي كان بريقها قد خفّت لمدة غير قصيرة.

  • دبلوماسية لاتينية رفيعة المستوى

ودائمًا في إطار مواكبة الدبلوماسية الموازية لمدينة طنجة، لخطوات الدبلوماسية الرسمية للمملكة، والتكامل الحاصل بين الطرفين، نجد أنَّها أصبحت أكثر بحثًا عن تنويع الشركاء، حيث وجهت بوصلتها إلى قارات أخرى، وبرزت مساعيها لإذابة الجليد الحاصل في العلاقات بين العديد من البلدان.

ففي أكتوبر من سنة 2022، استقبل ليموري بمقر الجماعة، السفير المُفوّض فوق العادة لجمهورية كوبا بالمغرب، خافيير دوموكوس رويث، في زيارة هي الأولى من نوعها للدبلوماسي الكوبي، وحينها قالت الجماعة، إن ذلك يُمثّل «تفعيلًا لآليات التواصل الدبلوماسي الموازي للجماعة، وتماشيًا مع سياسة المملكة المغربية الانفتاحية، وكذا انسجامًا مع جهودها في مجال السياسة الخارجية».

وأبان الطرفان عن رغبتهما في إقامة علاقة تعاون وشراكة بين مدينة طنجة والعاصمة الكوبية (هافانا)، لما تتوفران عليه من قواسم مشتركة، بُغية تنظيم تظاهراتٍ تُخصص للثقافة الكوبيّة بطنجة وللثقافة المغربية بهافانا، تقام فيها أنشطة ثقافية وفنية ومعارض بهدف ضمان التبادل الثقافي لكلا الشعبين، إلى جانب تنظيم لقاءات تبرز غنى الموروث الإنسانيّ بالبلدين والمدينتين.

وحينها، أبدى ليموري ودوموكوس تفاعلهما مع مشروع إقامة علاقة توأمة بين مدينتي طنجة وهافانا، واستعداد كليهما لتعزيز هَذِهِ العلاقات على مختلف الأصعدة، إلى جانب العمل على تبادل الخبرات بين المدينتين بالنظر لأوجه التشابه الجغرافي الَّتِي تربط بينهما من حيث كونهما ساحليتين وأيضًا لاحتضان كليهما ميناءً تجاريًا دوليًا.

ويمكن الوقوف على ذلك أيضًا من خلال الانفتاح على دول أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل جمهورية الشيلي، الَّتِي كان بعمدة طنجة مباحثات مع سفيرها بالرباط، رافاييل بويلما كلارو، في شتنبر من سنة 2022، إحياء اتفاقية التوأمة الَّتِي تجمع بين مدينة طنجة وبلدية فال باراييسو الساحلية، ثُمّ بعدها بعام وقَّع رئيس البلاد غابرييل بوريك، مرسومًا يُعيّن بموجبه ليموري قنصلًا شرفيًا لبلاده على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة.

تابعنا على الفيسبوك