تواصل معنا

مجتمع

الخردلي بالشنوك : إلزامية التلقيح تحرم المقاهي من الفلاسفة والمنظّرين

تحقَّقت نبوءات الفئة المؤيدة لإلزامية التلقيح، الَّتِي نظرت للأمر -في بدايته- بمجلس المقاهي الَّذِي تصدر عنه جميع الفتاوى في الدين والسياسة والمجتمع، وحتى الجانب العلمي لم يسلم من مناقشات أروقة فلاسفة ومُنظّري علم التحششات داخل المقاهي، ولعلّ نشوة الفئة المنتصرة في هَذِهِ المجالس اختلطت مع نشوات أخرى، حين صدر بلاغ يلزم روّاد الأماكن العمومية بالإدلاء بجواز التلقيح، ما فتح الباب على مصراعيه للاحتفاء بالنصر المُحقّق للقاطنين داخل المقاهي المنقسمين في هَذَا الشأن إلى ثلاثة أصناف.

صنفٌ يتدخّل في جميع الأمور، ولا يترك مجالًا للرأي الآخر، ويثبت في الدفاع عن رايه، كدفاعه عن مكانه داخل المقهى، هَذَا المكان الَّذِي يتحوّل مع مرور الأيام إلى ملكية خاصة، لا يحكمها شرع أو قانون. صاحب المقهى وهو الصنف الَّذِي يحتسي كاسًا في اليوم من المقهى، ويجلب معه كؤوسًا متنوعةً من المنزل بين الفينة والأخرى وهو الأكثر التصاقًا بالكرسي وتشبثًا بالمنصب داخل الفضاء ولا يغيب عنه إلا إذا مات، وطبعا هَذَا الصنف يُحلّل وينظّر ويرفض كلَّ دخيل إلى الجسم كاللقاح أو الدواء، ما عدا مادة واحدة للتخدير، وغالبًا ما يكون من هَؤُلَاءِ عشَّاق السبسي، وهي الفئة الَّتِي لم ولن تلقح ولو فرض عليها ما فرض.

وصنف ثانٍ يطربه حديث المقاهي، ويشتغل في أعمال المياومة، وهَذِهِ الفئة الأكثر خطرًا، فهي تُنظّر وتحارب وتُحلّل بتقنيات لا تملكها حتّى المؤسسات المعنية، وكلامها دائمًا يكون مصاحبًا بدلائل وبراهين يصعب إبطالها، وغالبا ما تكون هي المصدر الرئيس لجميع الشائعات المغلوطة، وهَذِهِ الفئة تحديدًا لها من المكر ما يجعلها تتلقّى جرعة فوق جرعة، وتدفع غيرها إلى التعنت بمكر وخداع، ولها في الفضاء نصيب محترم وتجعل من المقهى وكرًا لجميع الممارسات مكتب عمل دائم فض نزاعات الشغل، مداولة آخر المستجدات، والانفتاح اللامتناهي على حياة الناس وأمورهم الخاصة، وهَذِهِ الفئة لا تعبأ بتلقيح أو غيره، ولا يهمها من العملية كلها إلا الاستحواذ على مجالس المقاهي، وكسب رهانات الموافقة والمعارضة عند الاتّباع.

صنف ثالث آخر، لا يقل شأنًا عن سابقه، وهو فئة أصحاب الفتوة والقوّة والتعنت، وهي فئة الزعيم «خي حمد وهَذِهِ نبذة عن مساره خي حمد دايما كيطيب براد أتاي في الدار، وكيديه معاه نالقهوة كيقول نالبرمان: سخنو وقل نــكاماريرو يجيبولي في السينية انا كالس في الطبلة لي في الطيراسة وبقوة الخوف، البرمان وكاماريو كيعملو لي قالوم، وحتى مول القهوة كيشوف وهو ساكت دابا هادا مخدم البرمان وكاماريو فابور.  ومول القهوة خاسر معاه، شكون يقدر يشوفوا جواز التلقيح قبل ما يدخل نالقهوة؟».

تابعنا على الفيسبوك