الجهة
معرض لمنحوتات الفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني في جبال تطوان

تشهد مدينة تطوان تنظيم «رواق كينت» معرضًا للفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني في منطقة طوريطا بتطوان، عند سفح جبل بوعنان، في الفترة من 22 يوليوز إلى 31 غشت 2023، وسيقام حفل افتتاح هَذَا المعرض الاستثنائي يوم السبت 22 يوليوز، ابتداءً من الساعة السابعة مساءً.
معرض «الوزاني.. من الفدان إلى طوريطا» يستحضر تلك الانطلاقة المؤسِّسة لهَذَا الفنان التشكيلي في ربيع 1979، إلى جانب رفاقه التشكيليين، في «معرض الربيع» الَّذِي أقيم في ساحة الفدان التاريخية، كما شيّدها المهندس الإسباني خوصي غوتييريث ليسكورا، في قلب تطوان، بإشراف فني من ماريانو بيرطوتشي، مؤسس المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، الَّذِي تخرج منه الوزاني ورفاقه.
وبعد «معرض الربيع»، يأتي «معرض الصيف» اليوم، ليقام في سفح جبل بوعنان، في شارع طريف بن مالك، بمنطقة بوعنان، الَّتِي تنتمي إلى جبل غرغيز. هَذَا الجبل الَّذِي كان الوزاني يطل عليه في طفولته، من بيت أسرته في «عمارة الصحافة» المعروفة بتطوان. وها هو الطفل الوزاني يطل اليوم على أعماله التشكيلية قبل نصف قرن من إبداعها. وهو الفنان الَّذِي لا يزال يبدع بجدية الطفل الَّذِي يلعب، كما يقول خورخي لويس بورخيس.
أما الكاتب الفرنسي فيليب غيغي بولون، فقد أكَّد، وهو يقدم هَذَا المعرض التشكيلي، أن رواق كينت اختار أن يعرض «خارج الجدران»، وهو يُقدّم أعمالًا لعبد الكريم الوزاني تعرض لأوّل مرة في الهواء الطلق، لتعانق الضوء في حديقة جبلية فسيحة تطل على مدينة تطوان. ويرى الكاتب الفرنسي أنَّ هَذَا المعرض إنما يأتي بعد أربعين سنة أو يزيد على معرض الفدان، أو «معرض الربيع» الَّذِي دشَّنه الوزاني رفقة أصدقائه التشكيليين، الَّذِي كان منطلقه في الإبداع، واختياره الأساس الَّذِي حدَّد منهج اشتغاله مدى الحياة. هكذا، «يعانق الوزاني الفضاءات الخارجية المفتوحة من جديد، ليبدع أعمالًا بأحجام وقياسات كبيرة تعرض في مرتفعات «طوريطا»، وهي تطل على مدينة تطوان، تحت سقف سماء واحدة، وتحت الأضواء والنجوم ذاتها الَّتِي كان يتطلع إليها هَذَا الفنان التشكيلي في شبابه».
لهذا، يزعم فيليب غيغي بولون أنَّ الوصول إلى أعمال عبد الكريم الوزاني في هَذِهِ الحديقة، بمرتفعات طوريطا، وعلى الجانب الأيمن من وادي مرتيل، يشبه الصعود إلى جنة تشكيلية من أجل تحقيق المتعة وابتغاء الحكمة، عبر التطلع إلى تجربة فنية قضت أزيد من نصف قرن، وعبرت الألفية الثالثة من غير أن يُؤثّر فيها العالم، حيث لا تزال وفية لطفولتها وعنفوانها. بل إنَّ هَذَا العالم لا يزال يحتمي بأعمال الوزاني ويحتضنها ويضعها في المراتب الأسمى لطبقات الفنانين التشكيليين بالمغرب.
