في الواجهة
لماذا تجاهلت جماعة طنجة تأبين المبدع السينمائي المغربي نور الدين الصايل في ذكراه الأربعينية؟

تنسى كأنّك لم تكن هو، الشعار الَّذِي اتّخذته جماعة طنجة، كردّ اعتبار للقامة السينمائيَّة الكبرى، الَّتِي غادرتنا إلى دار البقاء، رحل ابن مدينة طنجة نور الدين الصايل، وهو لا يدري أن المدينة الَّتِي نشأ فيها وحمل لها كبير المحبّة والتعظيم، لن تقيم له ذكرى تأبين، ولو افتراضيًا، كما جرت العادة في الظرفية الراهنة، وأن ذكراه الأربعينيّة ستمرّ مرور الكرام دون التفاتة من مجلس الجماعة، الَّذِي يرى أنَّ تأبين الشخصيات الَّتِي تركت بصمات واضحة في مجالات مختلفة، لا يتم إلا بمعايير يصعب الإفصاح عنها، وإلا كيف بإمكاننا تفسير هَذَا التعتيم ولو بمجرد ذكرى لمناقب الراحل أو على الأقل تخصيص جناح باسمه أو شارعٍ من شوارع ابن بطوطة إن وُجد له مكان داخل أحياء قطاع المراعي والأعشاب؟
تحلّ اليوم الذكرى الأربعينيّة لمبدع السينما المغربيَّة، المدير السابق للمركز السينمائيّ المغربي، وجماعتنا المباركة لاهية عن إحياء ذكرى، حول سيرة الراحل، وأهمّ أعماله، ولو من باب إنصاف أعلام ساهموا في الرفع من قيمة مدينتهم.
ذكرى بإمكانها مؤازرة أسرة الراحل وذويه ومحبّيه، كما تُمثّل تشجيعًا للسائرين على خطاه، الَّذِينَ يُفشلهم حدث تنكّر المدينة لشخصية قدَّمت الكثير لوطنها، وعتّمت مباشرة بعد رحيلها، واستثقل عمدة المدينة إقامة تأبين لذكرى رحيل صامت.
مجلس جماعة طنجة يُكرّس بسلوكه هَذَا، عند جميع شرائح المجتمع الطنجيّ، أنَّ العمدة لا يلم بجميع المواضيع، وأنَّ فريق نوَّابه المحيط به، لا يخدم إلا لصالح مصلحته، وأنَّ مدينة كبيرة بهَذَا الحجم يصعب فيها إرضاء النوَّاب وإغضاب المواطنين، وسلوك مسلكٍ من معي وفي صفي، تقام له الدنيا وتقعد في كلّ مناسبة، ومن لا يقف في صفي لا يعبأ به حيًا وميتًا، رحم الله ابن مدينة طنجة نور الدين الصايل، وله من ساكنة المدينة تابينٌ أبديٌّ لا ينقضي بانقضاء مدة جلوس العمدة على كرسي المجلس.
