تواصل معنا

ثقافة

عين على أبناء طنجة الحلقة السابعة عشر:عبد الواحد استيتو أيقونة الشباب المغربي في عالم الأدب والإبداع

من طنجة انطلقت تجربته الرائدة

لا يختلف اثنان، كون أنَّ مدينة طنجة أو طنجى أو طنجيس، ليست كجُلّ أو باقي المدن الأخرى، فهي مدينة الاستثناء في وطننا الحبيب هذا، كيف لا وهي الَّتِي أنجبت طوال امتداد عقود وسنوات مضت، جيلًا من النخب والأطر المثقّفة والسياسيَّة والأكاديميَّة، وجيلًا من رجال المقاومة الوطنيَّة سواء كانوا أعضاء بالحركة الوطنيَّة أم بجيش التحرير، وأيضًا أنجبت مئات من الخبراء ومن الأساتذة الجامعيين ومن الفنَّانين، كما أنجبت عددًا من الرياضيين ومن المُسيّرين وغيرهم من الباحثين والمختصين في مجالات مختلفة ومتعدّدة، بالإضافة إلى أنَّها احتضنت كفاءات كبيرة في مجالاتها، لكن من الصعب أو النادر أن تجد شخصيَّة قرَّرت تكريس نفسِه لخدمة مدينته ووطنه، إذ لا تحب تسليط الأضواء عليها، بقدر ما تعشق التفاني في العمل، فكل من يعرفونه يقرون بصدقِه ووفائِه وعطائِه، إذ أصبحت قدوةً للعطاء وللإنصات وللتواصل.

كما من الصعب أن تجد شخصيَّة كرَّست نفسها للتكوين والتأطير والدراسة لتنجح في مسارها الحياتي والمهني والجمعوي، بل قادرة على المساهمة في إعطاء إشعاع كبير لبلدها كيف لا وهي الَّتِي قرَّرت طوعًا أن تناصر الفئات الهشّة وأن تدافع عن حقوق المرأة ومقاربة النوع والدفاع عن حقوق الطفل وعن الحقوق الإنسان بشموليتها وكونيتها، وأن تُكرّس وقتها للعمل إلى جانب الفئات الهشة، بل تحاول زرع فيهم قيم التضامن والتعاون وحب الوطن وحبّ الآخرين، وهي نفس القيم الَّتِي تحاول أن تزرعها في كل من يحيط بها.

حسن تواضعها وتواصله وإصغاؤه أيضًا للآخرين، جعل منه رمزًا للشاب الَّذِي يحتذى بها في صفوف كل من عايشوه، فهو يحسن التواصل مع جُلّ الفئات العمريَّة، شيوخا كانوا أم كبارا، شبابًا أم أطفالًا، وهَذَا ما يجعله محبوبًا لدى الكل، ويجعله يؤمن بمفهوم المجايلة فعلا وممارسة، قولا ومضمونًا.

لا يمر يوم واحد إلا وتجدها تعبر عن عشقه وحبه لمدينة طنجة الَّتِي ترعرعت فيها وعن حبها وعشها لمدينة الحسيمة ولسلسلة جبال الريف وهي المنطقة الَّتِي شهدت على ولادتها، فهي الإنسانة الَّتِي لا يمكن أن تتوانى عن خدمة أصدقائه ورفاقه، حيث كان منزلها دائما مفتوح لاحتضان كلّ من هو في حاجة للمساعدة، دون أن تُعدُّ ذلك منة أو صدقة، بل واجب عليها اتجاه الآخر، وإن كان ذلك على حساب صحتها ووقتها، فالمدينة والوطن من أهم أولوياتها.

اليوم وفي إطار سياسة جريدة «لاديبيش»، الَّتِي تحاول رصد كلّ الشخصيات الشمالية والطنجاويَّة الناجحة بامتياز وتقدير في مجالها، ارتأت أن تتوقَّف عند شاب طنجاوي كلَّما تقدم في السن إلا وازدادت حكمة ونضجًا وعطاءً لمدينته ووطنه، وراكم نجاحًا ذاتيًّا يشهد به العدو قبل الصديق.

اختيار هَذِهِ الشخصيَّة الطنجاويَّة، لم يكن عبثًا، وإنَّما التفاتة لكلّ ما يقدّمه في مجال صعب للغاية، لهَذَا لاديبيش كان لا بُدَّ أن تلتفت في هَذَا بورتريه الَّذِي وصل للحلقة 17 إلى هَذِهِ الشخصيَّة.

  • عبد الواحد استيتو الكاتب الطنجاوي.. 47 سنة من العطاء والكفاح المستمر

لم يكن «عبد الواحد استيتو» المزداد سنة 1977 بمدينة طنجة وبالضبط بمنطقة كسابراطا، يعي أنَّه سوف يصبح يومًا من الأيام أديبًا وصحفيًا مشهورًا بمدينته، بل مؤثرًا في متتبعيه، وفي الفضاء الَّذِي يشتغل فيه أو حتَّى في المجالات الَّتِي قرَّر أن يتطوّع فيها ويبدع فيها أيضًا.

فعبد الواحد استيتو، الَّذِي أطفأ شمعته 47، يحاول أن يشقّ طريقه بكل ثبات، حتى يترك بصمته في المجالات الَّتِي يشتغل ويعمل فيها، بكل جديَّة وتفانٍ، الأمر الَّذِي أصبح معروفًا به.

عبد الواحد، متزوج وأب يحاول أن يُلقّن أولاده جُلّ قواعد حبّ الوطن والصدق والاحترام والعطاء حتى تكون خير خلف لخير سلف، هَذِهِ القيم يزرعها عبد الواحد استيتو في كلّ المقربين منه بشكل عفويّ وبسيط للغاية، وهَذَا هو سر قبوله وحبّه من طرف الآخرين.

فعبد الواحد استيتو يطمح دائمًا في العيش كريم، في وطن وبلد مثل المغرب يتّسع للجميع ويفتح أحضانه لأبنائه ويشجع الكفاءات ويدعمها، حتى تقود الوطن نحو الازدهار والتقدم.

  • النشأة والتربيَّة في وسط محافظ على القيم والعادات منفتح على العلم والدراسة

نشأ وتربى منذ نعومة أظافره بمنطقة كسابراطا الغنيَّة عن التعريف الَّتِي توجد بمقاطعة السواني بمدينة طنجة العالية.

ظل عبد الواحد استيتو العاشق والمغرم بمدينة طنجة وبكل تفاصيلها، مرتبطًا بهذه المدينة الهادئة الجميلة، الَّتِي جمعت في ثنياها ما فشلت جُلّ مدن العالم أن تجمعه، فطنجة الدولية وطنجة مدينة سلم والسلام وطنجة ملتقى البحرين وملتقى الحضارات ومهد الأديان والتعايش، ومدينة تلاقح الثقافة وبوابة إفريقيا نحو أوروبا، كيف لا يعشقها ويعشق تفاصيل طفولته، الَّتِي قضاها بمنزل والدته بحي كسابراطا.

بمنطقة كسابراطا بدأت تتشكل ملامح عبد الواحد الطفل ثم اليافع أو المراهق فعبد الواحد الشاب، هناك حيث لكسابراطا تاريخ عريق بدأ وعيه يتشكل شيئا فشيئا.

طبعا المجال المكاني الأول هو الحي ومن خلاله كان انفتاحه على باقي فضاءات مدينة طنجة، وبالنسبة له في فترة الطفولة كان مبهورا بمصطلح(المدينة) فكان هو الأكثر ترددًا واستعمالًا من اسم المدينة، كانت المدينة وزيارتها والغوص في عوالمها حلما وعشقا، خصوصا عندما تسمع «سيدي بوعراقيَة والجبل الكبير وحسنونة والسوق دبرا والسوق الداخل والقصبة والحافة ومرشان والبلاية ووكسبراطا والسواني..».

كل اسم كان له بمنزلة تحدٍّ من أجل الاستكشاف، من أجل معرفة (أمم) هَذِهِ المدينة السرمديَّة، وكل حي كان يرتبط في استكشافها بغرض أو موضوع، وغالبًا كان التحدي يرفع بعد سماع قصص المنطقة الَّذِينَ يكبرونها سنًا وعن مغامراتهم وزياراتهم والصداقات الَّتِي كونها مع أبناء تلك الأحياء، الَّتِي كانت هي حافة العالم الَّتِي ينتهي عندها كل شيء.

طبعا كل تلك العوالم المشكلة لفضاء المدينة في أبعادِه الزمانيَّة والمكانيَّة، كان لها الأثرٌ الذهنيٌّ والنفسيٌّ والسوسيلوجيٌّ في تشكيل شخصيَّة عبد الواحد استيتو الطفل ثم الشاب، ثم عبد الواحد الرجل والأب والروائي بداية بتخيل المكان/ الفضاء والتموضّع فيه لاحقًا حسًّا وواقعًا.

كل هَذَا أسهم في تقويَّة شخصيَّة «عبد الواحد استيتو» في السنوات الأخيرة بسبب انخراطه الواعي والمسؤول أيضًا في العمل والجمعوي، واهتمامه بالقضايا الوطنيَّة المتعلقة بحقوق الإنسان والفئات الهشّة، فالرجل اليوم يبدي اهتمامًا كبيرًا بكلّ ما يقع بالمدينة وبشأنها المحلي، فهو متابع جيد لكل التفاصيل الدقيقة الَّتِي تعيشها أو تعرفها المدينة بشكلٍ يوميٍّ بل لحظيٍّ، الأمر الَّذِي يساعده في تحقيق النجاح على جل المستويات.

  • عبد الواحد استيتو.. هوايات متعددة ومختلفة

لعبد الواحد استيتو هوايات متعدّدة ومختلفة، هوايات ربما استمدها من عمق المحيط الَّذِي عاش فيه، فهو المحب العاشق للموسيقى الهادئة الهادفة والملتزمة بالقضايا، تربى على الأغاني الملتزمة، هواية الاستماع إلى الأغاني الهادفة ساهمت أيضا في تكوين شخصيته القويَّة والحادة، الَّتِي لا يتنازل فيها على مواقفه ومبادئه مهما حدث.

إلى جانب الموسيقى، فعبد الواحد استيتو، يعشق السينما العالميَّة الواقعيَّة، فهو متابع جيد لجل الأعمال السينمائية الجديدة عالميا، خصوصا تلك الَّتِي تحصد جوائز عالميَّة مثل جائزة أوسكار.

والى جانب عشقه وسماعه للموسيقى ومشاهدة للسينما، فهو قارئ جيّد في جل المجالات، فالقراءة تغدي الروح وتنمي العقل وتجعلك مرتبطًا دائمًا مع الواقع، يقرأ أيضًا كل المستجدات المتعلقة بمجال عمله وتدخله.

عبد الواحد استيتو، له أيضا هواية الانفتاح على مجالات معرفيَّة، فهو أيضا من عشّاق البحر وذلك راجع ربما لانحداره من مدينة ساحلية فهي ملتقى البحرين الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.

الرجل يعشق السفر والمغامرات، خصوصا المناطق الَّتِي تجمع بين الجبل ليكتشف أسراره وما بين البحر ليكتشف أغواره.

  • عبد الواحد استيتو.. مسار علمي وتكويني متنوع ومختلف

لعبد الواحد استيتو مسار دراسي سلس ومتنوع بامتياز، فهو الشخص الَّذِي يعي جيّدًا ما يفعل، ويعرف أن المسار العلمي والأكاديمي وحده قادرٌ أن يساعده للوصول إلى ما يحلم به وما يهدف له أيضا، فلا يمكن لك أن تكون قدوة للآخرين ومؤثرا فيهم، وأنت لا تهتم بالمجال العلمي، ففضاء الَّذِي يوجد به، لم يكن عائقا يوما ما لكي يكافح من أجل تحقيق الذات بداية عبر الدراسة.

عبد الواحد استيتو درس مرحلة الابتدائي، وحاول أن يمزج بامتياز بين التعلم والدراسة وبين اللعب والتمتع بطفولته، كيف لا وهو ابن كسابراطا، القريب من ملعب ابن خلدون ومن «كامبو الشريف»، ومن غالبيَّة الأحياء الشعبيَّة، ورغم ذلك بصم على مسار ابتدائي جيّد ومتميّزٍ.

وكان دائما حسب أصدقائه ما يشارك في الأنشطة المدرسيَّة، وكان يبدع فيها فعبد الواحد استيتو المغامر المحب للإبداع برزت موهبته منذ الصغر.

في أواخر الثمانينيات، انتقل استيتو إلى مرحلة الإعدادي، وكان يعي جيّدًا أنَّ هَذِهِ المرحلة مُهمّة جدًا في المسار التعليمي، رغم أنَّها السن الَّتِي يدخل فيها للمراهقة، فكل المغريات لم تكن سببًا حقيقيًّا يقف ضد عبد الواحد استيتو الابن البار لمدينة طنجة العالية. هَذِهِ المرحلة بالنسبة لعبد الواحد، ما هي إلا قنطرة نحو مرحلة أكثر أهميَّة في تاريخ الشخص، فهي الَّتِي تحدد مساره الدراسي والشخصي أيضًا.

مباشرة بعد ذلك واصل عبد الواحد استيتو مساره الدراسي الثانوي، بمدينة طنجة المرحلة الَّتِي سوف تمنح له شهادة بكالوريا وتفتح له مجال مسار علمي آخر أكثر تميزًا، حيث تمكن في سنة 1995 من الحصول على شهادة البكالوريا في العلوم التجريبيَّة، وبالتالي تمكن عبد الواحد من الوصول إلى كل ما كان يخطط له.

مباشرة بعد ذلك، انتقل استيتو إلى معهد التكوين المهني، حيث درس سنتين متتاليتين، حصل من خلالها سنة 1997، على دبلوم «الهندسة المعماريَّة»، مع إجراء عددٍ من التدريبات والتكوينات في المجال، حيث يصقل كل ما درسه ويجمع ما بين النظري والتطبيقي.

لم يقف المسار العلمي لدى عبد الواحد استيتو في هَذَا الحدّ، بل قرَّر أيضا التخصص في المجال الإعلامي وهو المجال الَّذِي كان «موضى» آنذاك، فكان لا بُدَّ من تعلم الإعلاميات خصوصًا ما دخول اللإنترنت إلى المغرب بشكل كبير آنذاك.

عبد الواحد استيتو حصل بعد كل هَذَا المجهود الكبير الَّذِي بذله في المجال العلمي على دبلوم في الإعلاميات سنو 1999، وكان يبلغ آنذاك 22 سنة، بمعنى أنَّه لم يكن يضيع الوقت بشكل نهائي.

عبد الواحد استيتو، أيضًا خضع لمجموعة من التدريبات والتكوينات في مجال الإعلام والصحافة، مكنته من تطوير عمله وصقل موهبته، فرغم أنَّه كان يدرس مسارًا علميًّا، فإنّ اهتماماته كانت أدبيَّة محضة، لا علاقة له بما كان يدرس.

  • عبد الواحد استيتو.. مسار مهني حالم وطموح

لعبد الواحد استيتو مسار مهني متميز وملهم، حيث لم يخرج عن دائرة هوايته واهتمامات، ظلّ مرتبطًا بشكلٍ كبيرٍ بالمجال الأدبيّ والثقافيّ، فعشق فنّ الكتابة والإبداع، فإذا دائم التفكير ليبدع لنا روايات، فهو دائم الكتابة لينتج لنا ربورتاجات وتحقيقات تستمد هويتها من نبض الواقع.

عمل عبد الواحد في مجال الإعلام والصحافة، إذ كان من أوائل الصحفيّين، الَّذِينَ عملوا بالمنابر الإعلاميَّة الإلكترونيَّة سنة 2007، سواء المحلّيَّة أو الجهويَّة وحتَّى الوطنيَّة وفي بعض الأحيان العربيَّة. وبعدها عمل مدير تحرير الأخبار بموقع البوابة العربيَّة لتقنيَّة المعلومات، وكانت له تجارب متنوعة وفريدة.

وشارك في العديد من البرامج وفاز بالعديد من الجوائز بفضل تميّزه وإبداعه الأدبي، عمل أيضًا بالمنبر الإعلامي هسبريس، وخلال هَذِهِ التجربة ذاع صيته، من خلال المقالات والربورتاجات والتغطيات الَّتِي كان يعدها بكلّ احترافيَّة وإبداع وبتقنيَّة عالية من الحرفيَّة.

عبد الواحد له تجارب أيضًا بمواقع عربيَّة ثقافيَّة وببعض الجرائد الورقيَّة والمنابر المحلّيَّة، حيث كان مديرًا للنشر وأشرف على انطلاقها، ليستقر عمله مؤخرًا بإذاعة كاب راديو، حيث يشرف على تقديم برنامج ثقافي.

عبد الواحد، من الصحفيّين القلائل بالمغرب، الَّذِي يعملون في مجال الإعلام الثقافي، وهو المجال الَّذِي لم يعد يهتم به الكثيرون، لكنه خاض هَذِهِ المغامرة وحاول إحياء المجال الثقافي عبر الإعلام، نظرا للجدلية الَّتِي تربط الإعلام بالثقافة.

  • عبد الواحد استيتو والإعلام

عبد الواحد العاشق الولهان للصحافة والإعلام والأدب والرواية والقصة، له علاقة خاصة بالإعلام منذ القدم ولمدة تفوق 25 سنة، فإنّ علاقته بالإعلام لا تقف عند احترافه لهَذِهِ المهنة فقط.

لعبد الواحد مشاركات كثيرة في مجال الإعلام عبر حوارات ومشاركة في البرامج، له حوارات في كل من: إذاعة طنجة، وإذاعة المملكة المغربيَّة، والقناة الرابعة… أم بي سي الثقافي «التحدي، إذاعة طنجة، ميدي1 راديو وكاب راديو وعددا من المنابر الإعلاميَّة الإلكترونيَّة».

في سنة 2001 فاز بجائزة المبدعون الإماراتيَّة للرواية وفي سنة 2005 فاز بجائزة اتّحاد كتاب المغرب للقصة القصيرة للشباب.

  • عبد الواحد استيتو والعمل الجمعوي والتطوعي

عمله في العمل الجمعوي لم يكن من الفراغ وإنَّما بإيمانه بالمساهمة في هَذَا الحقل المهم عبر المجال الَّذِي يفقه فيه، هو مجال الإعلام والأدب، إذ أسهم في تأسيس تجربة جمعويَّة زاخرة ومهمة وناجحة في نفس الوقت.

عبد الواحد استيتو كان من مؤسّسي المركز الإعلامي المتوسطي، وهو المركز الَّذِي تمكن في أقل من سنتين من أن ينجح بشكل كبير ومتميز انفرد عن باقي التنظيمات الَّتِي تعمل في حقل الإعلام والثقافة، وكان لعبد الواحد استيتو نصيبٌ في هَذَا النجاح.

لعبد الواحد استيتو مجموعة من العمال التطوعيَّة، خصوصًا في تأطيره بعض الورشات في الكتابة سواء داخل المؤسسات التعليميَّة أو خارجها، فقط فهو الشخص الَّذِي يريد أن يعمل دون تسليط الضوء أو اهتمام الكاميرا به.

  • أدب عبد الواحد استيتو

تحفل نصوص عبد الواحد استيتو بصور الأشياء الواقعيَّة ويمنحها حيزًا أدبيًّا واسعًا، شخصيات استيتو وفضاءات نصوصه ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعيش اليومي. ويُعدُّ عبد الواحد استيتو «الكاتب الطنجاوي» الَّذِي جعل من بيئته قضيَّة للكتابة، فكتاباته تكشف للقارئ درجة حبّه لمدينة طنجة، تحتل مدينة طنجة حيزًا مهمًّا ضمن كتابته، فقد كتب عن شخصيات عاشت في هَذِهِ المدينة.

  • أبرز أعمال عبد الواحد استيتو
  • إصدار مجموعة «هروب» عن اتّحاد كتاب المغرب.
  • كل الطرق تؤدي إلى… طنجة (27 أكتوبر، 2009 مغربي! (قصة قصيرة).
  • الرواية العربيَّة المشتركة، أول فكرة من نوعها على الصعيد العربي.
  • إصدار كتاب «هيا إلى النجاح» عن دار طويق للنشر والتوزيع بالسعوديَّة سنة 2010.
  • السمفونيَّة الطنجاويَّة (قصة قصيرة).
  • فلنضحك جميعا (قصة قصيرة) 11 فبراير، 2010.
  • أين ذهبـــــــوا؟
  • مدينة كان اسمها… طنجة.
  • على بعد ملمتر واحد فقط (اعتبرت أول رواية فيسبوكيَّة تفاعلية).
  • مواجهة من نوع آخر.
  • رواية الدهاليز
  • الجوائز الَّتِي حصدها استيتو

خلال مساره الأدبي والروائي، تمكن عبد الواحد استيتو من أن يبصم تاريخًا متميزًا، إذ فاز بعدة جوائز رسخَّت له اسمًا كبيرًا في مجال الأدب.

ففي سنة 2001، فاز عبد الواحد استيتو بجائزة المبدعون الإماراتيَّة للرواية سنة 2001، كما فاز بجائزة اتّحاد كتاب المغرب للقصة القصيرة للشباب سنة 2005.

وفاز سنة 2018 بجائزة الإبداع العربي – فرع الأدب من طرف مؤسسة الفكر العربي.

  • من أقواله الخالدة

شعرة واحدة.. ثانيَّة واحدة.. حركة بسيطة.. كل هَذِهِ التفاصيل الَّتِي لا نلقي لها بالا، قد يكون لها -أحيانا كثيرة- تأثير كبير على حياتنا. بل قد تغير حيواتنا إلى الأبد، وبشكل كامل. ترددّ على بعد ملمتر واحد قد يحول دفة مركب الحياة إلى اتجاه لم نكن نعلمه….(على بعد ملمتر واحد فقط – رواية).

ما أصعب الاستيقاظ باكرا في طنجة.. كل من زار المدينة يعرف ذلك. لطنجة مناخها وأجواؤها الَّتِي تجعلك ترغب في البقاء في الفراش لمدة أطول.. يقولون إن الطنجاويين كسالى. الحقيقة أنهم فقط أبناء محيطهم ولا يد لهم في ذلك.. ليل طنجة الرائع يجعلك تسهر حتى وقت متأخر من الليل.. صباحها الناعس الَّذِي يتمطـّـى بكسل يجعلك تؤخر استيقاظك لساعة أو ساعتين.. (على بعد ملمتر واحد فقط – رواية).

هناك دائما أسوأ من الأسوأ… أسوأ من عدم وجود علاقة.. علاقة ٌ مبتورة. أسوأ من الغياب.. غيابٌ لا تستطيع أن تُدرك صاحبه. أسوأ من الوحدة.. أنيسٌ يغيب فجأة بسبب غير مقصود. (على بعد ملمتر واحد فقط – رواية).

عم الصمت من جديد. انتهى الصخب الإلكتروني كما بدأ. شعر ببعض الوحشة. لم يفهم كيف ملأت تلك المجهولة عالمه فجأة! ليس متسرعا أبدًا. بل هو ممتلئ حدّ التخمة بتجارب تجعله يكره التسرع. لكنه – بينه وبين نفسه – اعترف أن شيئًا غامضًا وغريبًا يلوح من هَذِهِ المرأة. وليخرج من أسر هَذِهِ الأفكار أطلق بسبسة صغيرة، واتجه إلى ركن يطلق عليه اسم المطبخ مجازا. (على بعد ملمتر واحد فقط – رواية).

هناك سمفونيات وسمفونيات… هناك سمفونيات بيتهوفن الممتعة، وهناك سمفونيات موتزارت الحالمة… وهناك سمفونيَّة طنجاويَّة لا تسمع بها إلا في طنجة، وخصوصا في فصل الصيف. وخصوصا خصوصا ليلا. تبدأ السمفونيَّة الأولى عندما تضع رأسك على الوسادة متوكلا على الله محاولا أن تنظف قلبك مما علق به من أضغان على بقال الحي، وعلى جارك الَّذِي مر أمامك دون أن يسلم عليك. محاولا ما أمكن أن تلقى الله بقلب سليم إن أمسك روحك وأنت نائم. (السمفونيَّة الطنجاويَّة).

  • عبد الواحد استيتو والعمل السياسي أية علاقة؟

ككل مواطن مغربي يحب وطنه ومدينة، عبد الواحد استيتو متتبع جيد لكل مستجدات المدينة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، لكن ذلك لم يغريه يومًا لكي يمارس العمل السياسي المنظم والمؤسس، أو أن ينخرط بأي هيئة سياسيَّة.

فعبد الواحد استيتو الَّذِي لا تربطه أي علاقة بالعمل السياسي، كباقي الأحرار بوطن يتسع للجميع، وطن يقوم فيه كل واحد بدوره وبممارسة واجباته، فهو متتبّع جيّد لكلّ الأحداث الَّتِي تشهدها المدينة خصوصًا والبلاد عمومًا.

  • استيتو والتكريمات

خلال مساره الحافل بالعطاء والتضحيَّة، كان لا بُدَّ لهَذَا الرجل أن يحظى بتكريم مباشر وباعتراف بمجهوداته، وأن يحظى بدعم معنوي مهم للغاية، وهو الدعم الَّذِي يحتاج إليه أي شخص.

فالرجل سبق وأن على عدّة مستويات من بينها بيت الصحافة مباشرة بعد ما فاز بجائزة الإبداع العربي بالإمارات، كما كرم أيضا من طرف جمعيَّة مركز الإعلامي المتوسطي. وتم تكريمه أيضًا من بعض أو من طرف بعض الهيئات المدنيَّة أو جمعيات المجتمع المدني، الَّتِي قدرته.

  • الموت يفجع عبد الواحد استيتو

لكل شخص في الحياة لحظات فرح بالمقابل لحظات حزن وأسى، لحظات قد تشعرك بالضعف أحيانا، وقد تكون مساهمة في بناء شخصيَّة قويَّة لك.

لعبد الواحد استيتو لحظات حزن وأسى أهمها لحظات الفراق فموت بعض أصدقائه وأقربائه، كان يفجعه.

  • عبد الواحد استيتو.. محطات أمل

في مقابل لحظات الحزن مرّ بها عبد الواحد استيتو، بفترات وأحداث كان لها أثر التخفيف، خصوصًا بعد ما رزق الله بأطفاله وهو في ريعان شبابه، وأيضًا عندما لامس تضحياته تتحول إلى إنجازات على أرض الواقع.

تابعنا على الفيسبوك