في الواجهة
صيف طنجة.. إقبال خيالي وخدمات رديئة و«عشوائية»

على غير العادة، انطلق الموسم الصيفي بطنجة هَذَا الموسم باكرًا، خلافا للمواسم السابقة، تماشيًا مع قرار الصادر عن جماعة طنجة، بتنسيق مع السلطات الولائية ومختلف الشركاء؛ نظرًا لارتياد المصطافين الشواطئ مبكرًا خلال هَذِهِ السنة، الَّتِي تُعدُّ استثنائية في كلّ شيء.
اتخاذ مثل هَذَا القرار، تطلب مجهودًا إضافيًا من المجلس الجماعي، وبتنسيق مع كل الشركاء حتى يتم الاستعداد بشكل جيد وتُعبأ كلّ الموارد، خصوصًا أنَّ طنجة تعرف إقبالًا كبيرًا من طرف المصطافين والسيَّاح وزوّار المدينة وعشَّاقها من داخل الوطن وخارجه.
أينما وليت وجهك في طنجة ووطأت أقدامك، إلا وواجهتك أمواجٌ بشريّةٌ لا «تعدو أو تحصى»، إقبال غير طبيعي سجلته المدينة، جعلها تُعدُّ من بين أهم وأبرز المدن المغربية، الَّتِي سجَّلت إقبالًا كبيرًا وغير عادي، لدرجة جُلّ الفنادق المصنفة كانت مملوءة عن آخرها، بل كان الطلب أكثر من العرض بكثير، كما أن عرض الشقق المفروشة لم يُلبِّ الطلب واضّطر العديد من العودة إلى مدنهم أو تغيير مكان الاصطياف، الأمر الَّذِي ينطبق في جُلّ المجالات المطاعم والمقاهي والملاهي وكراء السيارات وزيارة الأماكن التاريخية وغيرها.
لا يمكن القول إنَّ المسؤولين عن طنجة وتسييرها لم يبذلوا أيَّ مجهود يُذكر من أجل أن يكون هَذَا الموسم استثنائيًّا، إذ تم تعبئة الموارد الممكنة وتأهيل جُلّ البنيات، لكن يبقى السؤال هل التدبير واكب هَذِهِ المجهودات؟
- شواطئ طنجة
رغم محاولة تأهيل جُلّ شواطئ المدينة الصالحة للسباحة والاصطياف، من أجل استقبال الآلاف الَّتِي تستقبلها مدينة طنجة، حتّى يتم ملامسة المجهودات المبذولة فإنّ هناك أشياءَ كادت أن تفسد الموسم الصيفي بعروس الشمال، أو عاصمة البوغاز.
في البداية بدا كلُّ شيءٍ طبيعيًا وعاديًا، بتوفير المراحيض العمومية ببعض الشواطئ، وفتح المكان الخاص بالرشاشات، وتوفير بعض المظلات المجانية للمواطنين، وخلق بعض الفضاءات الخاصة بأصحاب ذوي الإعاقة، والحرص على نظافة الشواطئ، ومحاولة ضبط عملية انتشار الكراسي والطاولات الخاصة للكراء؛ بالمقابل سجَّلت طنجة أشياءَ مضادةً بشواطئها، كـ«الاستيلاء على المظلات «العمومية» من الأشخاص الحاصلين على رخص كراء المظلات»، فغالبية الشواطئ الموجودة بمدينة طنجة الَّتِي سجَّلت أرقامًا كبيرةً من حيث استقبال المصطافين عرفت عشوائية في تدبيرها.
كراء المظلات والكراسي وصل في بعض الشواطئ مثل المريسات وأشقار وغيرها إلى 70 و80 درهمًا، مع انعدام إمكانية جلب المواطنين للمظلات الخاصة بهم، وحتّى إن جُلِبَتْ فلن يجدوا مكانًا يسمح لهم بتثبيتها والاستفادة منها، كأنّ الشواطئ العمومية أصبحت مكانًا خاصًّا يتحكّم فيه بعض الأشخاص وفق أهوائهم ووفق مصالحهم الخاصة.
- لطيفة.. حولوا الشواطئ إلى ممتلكاتهم الخاصة
لطيفة امرأة مغربية تبلغ 53 سنة، تنحدر من مدينة بركان وتقيم بالديار الألمانية، اعتادت وَفْق تصريح خصّت به جريدة «لاديبيش»، بقضاء جزءٍ من عطلتها الصيفية رفقة عائلتها بشواطئ طنجة، لأنَّ أولادها يعشقون هَذِهِ المدينة، لكنّها لم ترَ تغييرًا كبيرًا على مستوى البنيات التحتية والخِدْمات المُقدّمة، خصوصًا الأماكن الَّتِي يرتادها المصطافون ويكون عليها إقبالٌ كبيرٌ.
لطيفة عددت وأحصت الشوائب الَّتِي رصدتها خلال قضاء عطلتها، وابتدأت من عشوائية ركن السيَّارات، إذ استنكرت الطريقة الَّتِي تُسيّر بها ساحات ركن السيَّارات، فحراس السيارات يبتزون أصحاب السيَّارات ويحددون أثمنة غير منطقية، كما أنَّ الاكتظاظ كان العنوان الأكبر وعدم مراقبة السيَّارات أيضًا مشكلة كبيرة.
لطيفة أضافت في معرض حديثها مع الجريدة، كراء المظلات لا يقل عن 70 درهمًا، ناهيك عن الازدحام والتصاق المصطافين مع بعضهم بعضًا، إذ تُنتهك الخصوصية، الأمر الَّذِي يلخص جشع أصحاب المظلات، الَّذِينَ لا يخضعون -بشكل نهائي- إلى المراقبة، رغم عدم احترام المساحة المخصصة لهم وفق دفتر التحملات، فشواطئ طنجة احتُلّت بشكل كلي.
- حميد.. 8 سردينات بـ 40 درهمًا.. هذا هو المنكر
من جهته، أكَّد عبد الحميد القادم من سوق الأربعاء في تصريح له لجريدة «لاديبيش»، أن أثمنة المحددة للمأكولات بشواطئ طنجة خيالية، كيف يسمح لشخص ببيع «شواية سردين» لا يتعدى فيها ثماني سردينات مشوية بـ40 درهمًا، هَذَا هو المنكر، كيف يمكن إذن أن نُشجّع السياحة في ظل هَذَا الاستغلال والجشع؟
يضيف حميد، يجب ضرب بقبضة من حديد على يد من سمح لنفسه استغلال المواطنين دون وجه حق، فقط ليلبّي أطماعه ورغباته الشخصية، وهو أمر مرفوض تمامًا. كما رصد عددٌ من المصطافين بعضَ مظاهر العشوائية، وكأنَّنا في مخيمات «تندوف»، وليس في المغرب وبطنجة الدولية، فالعديد من المصطافين يحولون الشواطئ إلى أماكن خاصة، يستعملون «ليزارات» ويستقدمون الأكل بشكل مستفز، ومنهم مَن يستعمل قنينة غاز صغيرة بالشاطئ، وكأنك بالمنزل، وليس بمكان عمومي، يجب الاحترام فيه خصوصية المواطنين والمواطنات.
- المقاهي والمطاعم
لا يمكن الاختلاف على رصد جشع أصحاب المقاهي والمطاعم بطنجة، خلال فترة الصيف، مع ضعف الخِدْمات والجودة في غالبيتها، فأغلب المقاهي والمطاعم المشهورة، رفعت تسعيرة المأكولات والخِدْمات المقدمة بشكل معلن ومباشر، الأمر الَّذِي استفز عددًا من الزبناء، خصوصًا الزبناء الدائمين على طول السنة.
فحتّى المطاعم والمقاهي الَّتِي تقدم المأكولات والواجبات السريعة، إن لم تعلن عن بعض الزيادات بذريعة ارتفاع الأسعار، فهي تنقص من حجم وكمية هَذِهِ المأكولات المقدمة للزبناء.
- نوفل.. المقاهي والمطاعم يقدمون خِدْمات رديئة
نوفل شاب من مدينة تطوان، يزور طنجة باستمرار ويُفضّل قضاء العطلة بها، أكَّد أنَّ بعض الأماكن زادت في عدد من الخِدْمات والمأكولات الخفيفة، وهي زيادات غير مقبولة تمامًا، ولا تراعي قدرة المواطنين، كما أنَّ بعض الأماكن لم تُراعِ الخِدْمات الَّتِي تقدمها الأثمنة المطروحة.
نوفل أكَّد أن بعض المقاهي كانوا يشترطون، حتّى طريقة طلب المأكولات، وأن نادل المقهى لا يرحب بالأشخاص الَّذِينَ يجلسون في المقهى لمدة تفوق مثلًا ساعة والنصف نظرًا لكثرة الطلب، وهو أمر غريب وغير مقبول.
هَذَا وقد أضاف المتحدث ذاته، أنه يجب على السلطات المختصة، أن تخضع هَذِهِ الأماكن والمقصود بها المقاهي والمطاعم للمراقبة، خصوصًا على مستوى الأسعار والجودة، ويؤكد المتحدث ذاته، لا توجد للأسف أي لجنة تراقب أسعار المقاهي والمطاعم، لهَذَا يشعرون بحُرّية تحديد ما يريدون، غير أبهين لوضعية الزبناء ومصلحتهم.
إن الأثمنة مع الجودة المطروحة حاليًا، يجعل العديد من المسؤولين يتساءلون عن الجهة المسؤولة بشكل مباشر الَّتِي لا تمارس مهامّها المطلوبة لأسباب يجهلها الكلّ ولا يعلمها إلا هم.
من جهتها، أفادت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، بأنها توصلت بمجموعة من الشكايات حول الزيادات المتكررة لبعض المطاعم والمقاهي بمدينة طنجة، تجاوزت في بعض المقاهي 200 في المئة، وهي زيادة يعتبرها المستهلكون «غير منطقية وغير مبررة ومبالغًا فيها»
ما ورد في شكايات المشتكين من إقدام أرباب بعض المقاهي والمطاعم على رفع الأسعار بشكل غير منطقي، أكَّدته زيارة ميدانية لممثلي الهيئة الحقوقية المذكورة إلى مقاهٍ في طنجة كانت موضوع شكايات مواطنين، إذ أعلنوا أنهم وقفوا على «وجود أثمنة مرتفعة للمنتوجات تتجاوز بكثير كل الأثمنة المتعارف عليها، كما أنَّها لا تتماشى مع طبيعة الخِدْمات المقدمة لا من حيث الجودة ولا من حيث النوع».
غضب الكثير من المغاربة من ارتفاع أسعار الخِدْمات السياحية، في المطاعم والمقاهي، تؤججه المقارنة بين المغرب ودول أخرى، لا سيَّما في أوروبا، مثل إسبانيا، الَّتِي أصبح كثير من المغاربة مقتنعين بأن قضاء العطلة فيها يكلف أقلّ من المغرب.
رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين تبنّت بدورها هَذَا الطرح، مبرزةً أنَّ الأسعار المطبقة في بعض مقاهي مدينة طنجة «تتجاوز بأضعاف مضاعفة أثمنة مقاهٍ بالمعايير نفسها بالمدن الإسبانية المجاورة، مثل مدينة ماربيا»، واصفة الزيادات الصاروخية في الأسعار محليا بـ«الاستغلال التعسفي للمستهلكين».
استنكار المواطنين إقدام بعض أرباب المقاهي والمطاعم على الزيادة في الأسعار ودعوتهم إلى اتّخاذ إجراءات للحد من «استغلالهم»، يجدان صدًى إيجابيًّا حتّى في صفوف مهنيين بالقطاع، الَّذِينَ يعبرون عن رفضهم لتطبيق «أسعار فاحشة».
حسن المودن، مهني في القطاع عضو سابق في المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، قال إن «الأسعار يجب أن تتماشى مع الوضعية العامة للسوق»، في إشارة إلى الزيادة الَّتِي عرفتها المواد الأولية، غير أنه استدرك بأنّه «حين تزيد الأسعار عن الحد المقبول، فهَذَا سلوك غير مقبول من قبَل البعض وليس عامًا، خاصّةً في المدن الساحلية».
وبالرغم من كثرة شكاوى المغاربة من «الزيادات الصاروخية» في الأسعار في قطاع السياحة، فإنّ المودن اعتبر، في تصريح إعلاميّ له، أنَّ «هناك نسبة قليلة فقط من أرباب المقاهي والمطاعم هي الَّتِي تستغل فصل الصيف لرفع الأسعار، لتعويض الركود الَّذِي يشهده القطاع خارج العطلة الصيفية».
- الشقق المفروشة والفندق
شهدت مدن منطقة الشمال، خلال فصل الصيف الجاري، وفي مقدمتها طنجة، كما سلف الذكر خلال هَذَا «الربورتاج» اكتظاظًا غير مسبوق نتيجة توافد العديد من الأسر المغربية عليها لقضاء عطلة الصيف، وهو ما انعكس بشكلٍ واضحٍ على أسعار كراء المنازل والفنادق في المدينة، الَّتِي ارتفعت بشكل غير مسبوق؛ نتيجة لزيادة الطلب الكبير على الإقامة فيها، خاصّةً بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى.
فطنجة عرفت اكتظاظًا فاجأ ساكنة المدينة والمسؤولين وحتى المصطافون أنفسهم، الَّذِينَ لم يعتقدوا نهائيًا أن يجدوا طنجة كما وجدوها خلال الموسم الصيفي الجاري، الَّذِي عُدّ مغايرًا للسنوات الماضية، خصوصًا بعد مرور جائحة «كورونا».
وفي هَذَا السياق، صرَّح الصيباري أسامة، أحد الزوّار الَّذِينَ قضوا أيّامهم الأخيرة في طنجة، قائلًا لجريدة «لاديبيش»: «لقد كنا نأمل في قضاء عطلة هادئة وممتعة هنا، ولكنّنا فوجئنا بارتفاع مفاجئ في أسعار الإقامة، يبدو أنَّ الطلب الكبير على الإقامة في المدن الشمالية أدَّى إلى رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث يُعدُّ استغلالًا للزوار ومصيبة حقيقية». رضى أيضًا أكّد في تصريح خص به جريدة «لاديبيش»، أنَّ الشقق المفروشة أيضًا عرفت ارتفاعًا مهولًا وغير مقبول في طنجة، فهناك شقق وصلت ثمنها لـ3000 ألف درهم في اليوم الواحد، أما إذا تحدثنا عن الشقق العادية الَّتِي يتم اكتراؤها طوال الموسم بـ300 مئة درهم فهي فاقت الألف درهم، وأصبح الثمن العادي وسط المدينة، رغم أن الشقق عادية جدًا 1200 درهم. رضى يؤكد أنَّ إسبانيا الدولة المجاورة لنا تُقدّم عروضًا أفضلَ منا بأثمنة أقل وبجودة عالية، الأمر الَّذِي يُؤكّد أنَّ المسؤولين المباشرين على قطاع السياحة ببلادنا لا يمتلكون رؤيةً واضحةً، حتى تصبح طنجة مدينة سياحية عالمية يزورها الملايين خلال السنة الواحدة، وهو المطلوب نظرًا للاهتمام المولوي لهَذِهِ المدينة الَّتِي حظيت برعاية خاصة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- بالإضافة إلى موقعها الجغرافي ولما تحظي بها من مناظر طبيعية خلّابة.
من جانبها، قالت خديجة، أحد السكان طنجة العالية، عن قلقها إزاء الأوضاع المرورية المتراكمة والازدحام الشديد الَّذِي تعانيها المدينة. وأضافت خديجة لـ«لاديبيش»: «منذ بداية هَذَا الصيف، لم أرَ ازدحامًا بهَذَا الحجم في شوارعنا، الطرق مكتظة بالسيارات والحركة بطيئة جدًا. يجب أن تتّخذ إجراءات فورية للتخفيف من هَذَا الازدحام الَّذِي يعوق حركة الناس ويُؤثّر في حياتنا اليومية». وأضافت المتحدثة ذاتها، أنها صدمت أيضًا بأثمنة الفنادق المصنفة وغير المصنفة بطنجة، وأضافت بحثت عن الغرف في الفنادق لأسرة صديقة لعائلتي، وصدمت أولا بامتلاء غالبية الفنادق المصنفة طيلة الصيف الحالي، فغالبية الفنادق تخبرك أن الغرف مملوءة، والغريب أن هناك من يرفض حجز ليلة أو ليلتين، أما الأثمنة فقد عرفت ارتفاعًا كبيرًا فاق 70 في المئة. وأكَّدت أنّه حتى الفنادق غير المصنفة في طنجة خضعت لارتفاعٍ كبيرٍ، فهناك فندق كان دائمًا يُحدّد ثمنه في 200 درهم هَذَا الصيف حددها في 400 درهم، مع انه لم يغيّر نهائيًا في الخِدْمات المقدمة من طرفه بشكل نهائي.
- احتلال الملك العمومي.. السيبة وقانون الغاب
تنامت، خلال الآونة الأخيرة، ظاهرة احتلال الملك العام بشوارع طنجة بشكل مفزع من لدن الباعة الجائلين والمحلات التجارية والمقاهي والمقشدات والمطاعم، خصوصًا بوسط مدينة طنجة وبشوارعها الاستراتيجية، كما هو الحال بشارع المكسيك المدين، ما يتسبب في عرقلة حركة السير، ما يثير استياء المارة الَّذِينَ يضطرون إلى المشي وسط الطريق، ما يشكل خطرا على حياتهم.
شارع باستور، شارع مكسيك، شارع محمد السادس، وشوارع وأزقة ببني مدادة بن ديبان وغيرها تتّخذ من العشوائية عنوانًا لها، احتلال للأرصفة دون أن تتدخل المصالح الإدارية المعنية من أجل تطبيق المقتضيات التنظيمية المؤطرة للمجال، بعدما أصبحت “السيبة” تسيطر على مفاصل المدينة.
ويعتبر وسط المدينة المنطقة الأكثر تعرضًا للاستغلال والاحتلال للملك العمومي بطنجة، نظرًا إلى الرواج التجاري الَّذِي تعرفه هَذِهِ المنطقة؛ غير أنَّ العديد من أصحاب المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية يؤكّدون أنّهم يؤدون الضريبة الخاصة برخصة الاستغلال.
وتقتصر حملات السلطات العمومية على محاربة الباعة الجائلين فقط، فيما يستمر المخالفون الآخرون في أنشطتهم غير القانونية؛ ما يتطلّب تدخلًا عاجلًا لتحرير الأرصفة العمومية، خصوصًا مع حلول فصل الصيف وتوافد السياح والزائرين على المدينة، حيث يستحيل السير والجولان بصفة نهائية، لذلك نتمنى أن يتم تدارك الأمر.
- كريم.. هذا هو المنكر
كريم أحد أبناء حي المصلى، أكَّد في تصريح خص به جريدة «لاديبيش»، أن ما يقع من احتلال الملك العمومي بطنجة منكر، وسط صمت رهيب للمسؤولين، إذ جشع الباعة فاق كل التصورات، ولم يعد للمارة ماكن يمكنهم من المرور به في أمان ودون خطورة السيارات، فالسير والجولان أصبح مستحيلا بطنجة، فالكراسي والطاولات وغيرها من الأشياء احتلت الأرصفة.
يقول كريم، الغريب في الأمر أن المقشدات احتلّوا الأرصفة وحرموا الناس من المرور بالإضافة إلى الغلاء الَّذِي يفرضونه وقلّة الجدوة، وعندما تتحدث تتعرض لأبشع أنواع التعنيف اللفظي، فطنجة لها الله فقط، خصوصَا أنَّ المدينة بدأت تتعرض للاحتلال من نوعٍ خاصٍّ، احتلال يفقد المدينة جماليتها ورونقها، ويكسيها ثوب الجشع والاستغلال وسوء التسيير والتدبير المعقلن.
- السير والجولان
شهدت معظم المحاور الطرقية بطنجة، اكتظاظًا شديدًا، خلال الموسم الصيفي الحالي، الَّذِي ما زال مستمرًا وإن كان بشكل أقل، خصوصًا أنَّ المدينة استقبلت أعدادًا كبيرةً من الوافدين سواء من ديار المهجر أو من المدن المغربية.
وتشهد شوارع وسط مدينة طنجة اختناقًا مروريًا كبيرًا وغيرَ مشهود، خلال هَذِهِ الفترة من السنة، لا سيَّما بعد التوافد الكبير لآلاف المهاجرين المغاربة صيف هَذِهِ السنة، فهل ستنجح رغم جُلّ مجهودات الجهات المختصة في تسهيل حركة السير والجولان، رغم أنها ظلت غير كافية نهائيا، لدرجة أن المتجول بوسط المدينة يجبر على قضاء دقائق عديدة من الجحيم.
وأكَّدت جُلّ المؤشرات، أن طنجة عاشت اختناقًا مروريًّا هو الأكبر خلال السنوات الماضية، رغم الممرات تحت أرضية المحدثة في إطار برنامج طنجة الكبرى، الَّتِي لم تستطيع الحد من أزمة السير والجولان الَّتِي تعاني أزمةً بنيويةً خطيرةً.
- زهير.. السير والجولان يدخل طنجة إلى جحيم
زهير سائح مغربي، أكَّد في تصريح لجريدة «لاديبيش»، أنَّ المرور والسير بطنجة يجعلك تدخل لساعات من الجحيم، لدرجة لا تستمتع بعطلتك نهائيًا رغم جمالية وروعة هَذِهِ المدينة، الَّتِي أعتبرها مدينة أوروبيّة بامتياز.
زهير يؤكد أنّه يجب إيجاد حلول مستقبلية لتسهيل عملية المرور بمدينة جميلة مثل طنجة، فالاكتظاظ الحاصل يُسيء لهَذِهِ المدينة العالمية.
- الأماكن الخاصة بركن السيارات
خلال فترة الصيف تصبح مسألة ركن السيارات بالمرأب شبه مستحيلة، بل منعدمة في بعض الأماكن والأحياء، إذ يتطلب منك الأمر دقائق عديدة حتى تجد مكانًا يمكن لك ركن سيارتك، رغم من إحداث عدد من المرائب الجديدة بالمدينة، لكنها غير كافية، ولم تُسهم في إيجاد حلول لهَذِهِ الإشكالية.
- فيصل.. لا نجد مكانًا نركن فيه سيارتنا
أكَّد فيصل في تصريح لجريدة «لاديبيش»، انهم لا يجدون مكانًا يركنون فيه سيارتهم، وهو أمر يصعب من عملية الاستجمام، فالعملية تتطلب منك إهدار وقتٍ كبيرٍ لإيجاد مكان تركن فيه السيارة بأريحية كبيرة، فطنجة الكبرى تستحق الأفضل، وتستحق وضعًا أحسنَ مما هو عليه الآن. فيصل يُؤكّد، وجب دق ناقوس الخطر ووجب إيجاد رغبة سياسية في تحويل طنجة إلى مدينة دولية بامتياز على جُلّ الأصعدة، نأتي من أماكن بعيدة من المغرب لكي نستمتع بهَذِهِ المدينة الرائعة، لهَذَا وجب العمل والتضحية من أجلها أكثر، فهي واجهة المغرب.
- الحفلات والسهرات
طنجة تميّزت هَذِهِ السنة بتنظيم سهرات عمومية بالأماكن العمومية، سواء بالشواطئ أو ببعض الأماكن المعروفة، وهي السهرات الَّتِي سجلت حضورًا جماهيريًا خُرافيًا، خصوصًا أمام النجوم الكبار الَّذِينَ حضروا، مثل فنان الراب مسلم ومراد الحر وعلي صامد، وزكرياء الغافولي، وحاتم عمور وفكري وغيرهم من النجوم.
بالمقابل هَذَا الحضور الجماهيري الَّذِي فاق المتوقع، لم تواكبه عملية تنظيم متطورة، فالازدحام الحاصل في الحضور وعلى المستوى السير والجولان، أسهم في قلق راحة المشاهدين الَّذِينَ أتو من كل حدب وصوب لحضور الفنانين خصوصًا سهرات الفنان الطنجاوي مسلم.
أحد الفنانين المشهورين والمشاركين في هَ0ذِهِ الحفلات، فضَّل عدم ذكر اسمه، أكد لجريدة «لاديبيش»، أن الحفلات كانت في المستوى العالي، والحضور الجماهيري كان خُرافيًا وغير منتظر، لكن التنظيم يجب إعادة النظر فيه، حتى نتمكن من الحديث عن سهرات في المستوى العالي. ويضيف طنجة ليست ككلّ المدن وكلّ شيء فيها استثنائي، لهَذَا حتّى السهرات يجب أن تصبح استثنائية، بل عالمية، وهَذَا لن يحصل إلا بالتطور التنظيميّ الكبير والعالمي، فعدم الانتظام ينقص من جودة هَذِهِ السهرات رغم جُلّ المجهودات المبذولة.
- العمل الموسمي يفسد صيف طنجة
مع حلول كلّ موسم صيفي بطنجة، تبرز مهنٌ موسميّةٌ في أماكن عديدة ومتعددة، ومن أبرز هَذِهِ المهن بائعو القهوة بالشواطئ والشوارع العمومية، للمارة وللمصطافين بالشواطئ. والسندويشات السريعة وغيرها من الخِدْمات. وأضحت هَذِهِ المهن الموسمية الصيفية، جزءًا لا يتجزأ من الديكور العام للشواطئ المغربية. وفي حين يرى البعض أنها خدمة مفيدة وطبيعية للغاية، يرى آخرون بأنها تحمل -في طياتها- عددًا من التحديات المتعلقة بجودة المنتجات، الَّتِي تُسوّق، والإزعاج الَّذِي قد يشعر به المصطافون، لا سيَّما عندما يتعلق الأمر باحتلال الشواطئ.
وخلال السنوات الأخيرة، اشتكى العديد من المواطنين، على الشبكات الاجتماعية بالخصوص، من ممارسات هَؤُلَاءِ المؤجرين الَّذِينَ يستحوذون على أفضل المواقع في الشواطئ، ما يُثير غضب المصطافين الَّذِينَ يعانون الأمرين من أجل إيجاد مكان لتثبيت المعدّات الخاصة بهم، خاصة خلال فترة الذروة.
- التسول في صيف طنجة
التسول في صيف طنجة أصبح غير مقبول، فهناك العديد من الأشخاص جعلوا من التسول مهنة، إذ يقصدون طنجة من مدن مختلفة، ويقومون بدراسة ميدانية، لكي يمارسون مهنتهم الَّتِي تجلب لها أموالًا بشكل سهل، لدرجة أن هَؤُلَاءِ اقتحموا الشواطئ الَّتِي أصبحت وجهتهم المفضلة.
في طنجة أصبح كلّ شيء ممكنًا، فأينما وليت وجهك الا وواجهتك جحافل من المتسولين، الَّذِينَ لم يقتصروا على أبواب المساجد، بل انتشروا في كل الأماكن وبأعداد كبيرة وغير مقبولة.
الجدير بالذكر، أنَّ طنجة إلى جانب باقي المدن الشمالية في المغرب تتمتع بمناظرَ طبيعية خلَّابة وشواطئ رائعة، ما يجذب العديد من السيَّاح والزوار خلال فصل الصيف. وعلى الرغم من الاكتظاظ الحالي والارتفاع في الأسعار، فإن هَذِهِ المدن لا تزال وجهة شهيرة للاستمتاع بالإجازة الصيفية والاسترخاء على الشواطئ الجميلة للشمال المغربي.
