تواصل معنا

مجتمع

بوحمرون” يعود بقوة إلى طنجة.. والتلقيح السبيل الوحيد لمكافحته‎

شهدت مدينة طنجة، في الآونة الأخيرة، ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بمرض الحصبة، المعروف محليًّا بـ”بوحمرون”، مما أثار قلقًا واسعًا بين المواطنين والسلطات الصحية.

هذا التفشّي دفع الجهات المعنية إلى اتِّخاذ تدابير عاجلة للحدّ من انتشار المرض، إذ تعد الحصبة مرضًا فيروسيًّا شديد العدوى، ينتقل عبر الهواء من خلال الرذاذ المتناثر عند السعال أو العطس.

ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى مضاعفات خطيرة خاصة لدى الأطفال، مثل التهاب الدماغ، والالتهاب الرئوي، وحتَّى الوفاة في بعض الحالات، وهو ما جعل السلطات الصحية تشدد على ضرورة التحرك العاجل لمكافحة تفشيه.

ومن الأسباب الرئيسية لتفشي الحصبة في طنجة، انخفاض معدلات التلقيح بين السكان، على الرغم من توفر لقاح فعّال وآمن منذ أكثر من أربعين عامًا. وتتردد بعض الأسر في تلقيح أطفالها، سواء بسبب نقص الوعي أو انتشار معلومات مغلوطة حول اللقاحات.

وقد أدَّت الأخبار الزائفة -التي راجت عبر وسائل التواصل الاجتماعي- إلى تعزيز هذه المخاوف، إذ يعتقد البعض أن اللقاح قد يتسبب في أمراض أخرى، وهو ما يعد من أبرز التحديات التي تواجه حملة التلقيح في المدينة.

واستجابة لهذا الوضع، أطلقت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في طنجة حملة توعية بالتعاون مع فيدرالية جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وتشمل تنظيم لقاءات تحسيسية في جميع المدارس، لنشر الوعي بشأن أهمية استكمال التلقيح ضد الحصبة، وذلك ضمن البرنامج الوطني للتمنيع الذي تشرف عليه وزارة الصحة.

ويهدف هذا البرنامج الوطني إلى تطعيم جميع الأطفال في السنّ المناسبة للوقاية من الأمراض المعدية، ومنها الحصبة، بهدف الحفاظ على صحة الأطفال والمجتمع عمومًا.

وفي هذا السياق، تُؤكّد التقارير الطبّية، أنَّ الحل الوحيد والفعال للوقاية من الحصبة هو التلقيح بجرعتين من اللقاح.

وقد أظهرت الدراسات، أنَّ التلقيح يحمي الأطفال بنسبة 95-98% من الإصابة بالحصبة، مما يقلل بصورة كبيرة من فرص تفشي المرض في المجتمع.

ويرى الخبراء الصحيون، أنَّ زيادة نسبة التلقيح في المجتمع تُسهم إسهامًا كبيرًا في خلق ما يسمى بـ”المناعة المجتمعية”، وهو ما يعني أنَّ نسبة قليلة من السكان التي لم تتلق اللقاح لا تتعرض لخطر كبير من الإصابة، بفضل حماية الأغلبية المحصنة ضد المرض.

وعلى الرغم من هذه الجهود، فلا يزال هناك الكثير من التحديات التي تواجه هذه الحملة، أبرزها بعض الأسر التي لا تزال تفضل عدم التلقيح بسبب الاعتقادات الخاطئة بشأن اللقاحات.

ولهذا تسعى السلطات إلى توفير مزيدٍ من المعلومات الموثوقة عبر مختلف القنوات الإعلامية لتعزيز الوعي بأهمية التلقيح وتوضيح فوائده الصحية، كما يتم عقد ورشات توعوية لأولياء الأمور والمعلمين في المدارس، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوضيح تأثير التلقيح في الوقاية من الأمراض السارية.

وإلى جانب التوعية الصحية، تجدر الإشارة إلى أهمية تكثيف حملات التطعيم في المناطق التي تشهد تزايدًا في حالات الإصابة، إذ يسعى المسؤولون في طنجة إلى إتاحة اللقاح مجانيًّا وبسرعة في مراكز الصحة المحلية، لتغطية أكبر عدد ممكن من الأطفال.

وفي هذا الصدد، دعت السلطات إلى ضرورة تكاتف الجهود بين الجميع، سواء من طرف المواطنين أو الهيئات الصحية، من أجل الحدّ من انتشار الحصبة وضمان حماية المجتمع. وتبقى الوقاية من الحصبة ضرورة ملحة تتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهة هذا المرض المعدي.

ويتوجب على الجميع الالتزام بالحملات التوعوية، والقيام بالتطعيم في الوقت المناسب لحماية الأطفال والمجتمع من تداعيات هذا المرض الذي يمكن أن يتسبّب في عواقب صحية خطيرة، إذا لم تتّخذ الإجراءات اللازمة.

تابعنا على الفيسبوك