في الواجهة
برؤوس ملأها الشيب.. سياسيون يواصلون القتال على الكراسي في أرذل العمر

رغم مطالبة صاحب الجلالة الملك محمّد السادس الأحزاب السياسيّة، بضرورة تجديد نخبها، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأنَّ أبناء اليوم، هم الَّذِينَ يعرفون مشاكل اليوم ومطالباته. كما يجب عليها العمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها، يواصل عددٌ من شيوخ السياسة بعمالة طنجة أصيلة قتالهم على الكراسي مهما بلغت التكلفة.
حاكم أصيلة الأبدي، الَّذِي تجاوز 84 ربيعًا، الَّذِي يُشبّهه البعض بـ«فيديل كاسترو» أصيلة، تواصل بشكل شخصي مع عددٍ من الصحافيّين من أجل تمرير خبر ترشحه لرئاسة مجلس المستشارين، ومن ثَمَّ الضغط على عبد اللطيف وهبي، وابتزازه سياسيًا، غير أنَّ حادثة الاعتداء اللفظي على المستشار أحمد الجعيدي، ووصفه بعبارات «مخلة بالآداب» و«مستفزة» في أوّل دورة للمجلس المصادقة على القانون الداخلي، أثرت بشكل سلبي في مخطط الشيخ بنعيسى.
محمد الزموري، الَّذِي اعتذر عن ترؤس جلسة انتخاب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، بصفته العضو الأكبر سنًا، تبنّى شعار «السياسة من المهد إلى اللحد»، معتمدًا على استراتيجية انتخابيّة فريدة وتعتمد تقنية «سيدي المخفي في التواصل مع الأصوات، الَّتِي يملك شهادة «تحفيظها» بنفس الطريقة الَّتِي يتعامل بها مع ممتلكاته العقارية الممتدّة على مساحات شاسعة بعاصمة البوغاز. ورغم حصيلته البئيسة على مستوى الأسئلة الشفويّة والكتابيّة، فإنّ الشيخ الزموري ينشط داخل لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة ويدافع بشكل مستميت عن المصالح الشخصية.
وعلى الرغم من متابعته بتهم تتعلق بالاختلاس وتبديد أموال عمومية، نجح محمد الحميدي في الظفر برئاسة مجلس عمالة طنجة أصيلة، معتمدًا على تقنيات تعود لأزمنة غابرة للتغلّب على منافسته سمية العشيري، الَّتِي لم تحظى بأيّ صوت من أصوات الأعضاء الحاضرين. وساهم في فوز الحميدي كلّ من محمد أقبيب وعبد السلام أربعين، اللذين حاولا تنفيذ توصيات كتاب «عودة الشيخ السياسي إلى صباه» وتحركا بشكل كبير داخل القاعة.
