تواصل معنا

آخر الأخبار

المواطنون يبحثون عن رسائل طمأنة من الأمن بعد تكرار فواجع القتل المرعبة طنجة أم كولومبيا؟ هكذا تحولت المدينة إلى مسرح مفتوح للجرائم الهوليوديَّة

زمنٌ عجيبٌ ومرعبٌ ذاك الَّذِي أصبحت تعيشه مدينة طنجة، هَذِهِ هي العبارة الَّتِي يكاد جميع الطنجاويّين يتّفقون عليها خلال السنوات الماضيَّة، بحكم ما أصبحوا يسمعونه، وأحيانًا يعيشونه ويرونه مباشرة، من جرائم لا يكاد يستوعبها عقلٌ، لربَّما مَن يسمعها لأوّل مرة يعتقد أنَّ الأمر يتعلّق بسيناريوهات أفلام الجريمة والرعب المُمعنة في المبالغة.

الكثيرون أصبحوا يرون أنَّ الوضعَ الأمنيَّ في مدينة طنجة لم يعد كما كان في الماضي، فالمُؤكّد أنَّ معدلاتٍ الجريمة في المدينة، بمختلف أنواعها، ارتفعت مع ارتفاع أعداد السكّان والتوسُّع العمراني وأيضًا التعقيدات الاجتماعيَّة والضغوطات اليوميَّة الآخذة في الارتفاع، لكن في العديد من الحالات، خصوصًا في جرائم القتل، لا يستطيع العقل كما القانون، تقبّل أي تبرير بسبب بشاعة طريقة التصفيَّة أو نتيجة سيناريو إخفاء معالم الجريمة.

  • مفاجأة دفين الحائط

الحديث عن الجرائم الدراماتيكيَّة لا يمكن إلا أن يبدأ بآخر مفاجأة صادمة عاش على وقعها سكان مدينة طنجة يوم السبت 1 يونيو 2024، عندما اكتُشف أنَّ أسرةً مُتورّطةً في جرائم الاتِّجار في المخدرات، سبق أن قلتت الأب ودفنته في جدار المنزل، هَذَا الأخير الَّذِي يقولون إنه كان يمارس الشعوذة.

وفي قصاصة إخباريَّة للأمن، قالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، إنَّها أجرت بحثًا قضائيًّا بإشراف النيابة العامة المختصة، زوال يوم السبت الماضي، لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات وفاة شخص عثر على جثته مدفونة بجدار منزله بمنطقة طنجة البالية.

وحسب المعلومات الأوّليَّة للبحث، فقد جرى اكتشاف جثة الهالك بشكل عرضي في أثناء مجريات البحث التمهيدي مع زوجته وأربع من أبنائه، الَّذِينَ أُوْقِفوا في قضيَّة تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث جُمِّعت شكوك قويَّة بشأن اختفاء الزوج في ظروف مشبوهة وبخلفيات إجراميَّة.

وحسب المعطيات نفسها، فقد مكنت الأبحاث المعمقة والخبرات التقنيَّة المنجزة من التحقّق من اختفاء الزوج المتغيّب، منذ ست سنوات في ظروف مشبوهة، إذ عُثر على جثته واستُخرجت بعدما دفنتها عائلته في جدار إسمنتي بمنزل يوجد بمنطقة طنجة البالية.

وقد أُودعت جثة الهالك -الَّتِي تعرضت للتحلل شبه الكامل- بمستودع الأموات رهن إشارة التشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة والكشف عن ملابساتها الحقيقيَّة، بينما أُخضعت زوجته وأبناءه للبحث القضائي الَّذِي تجريه النيابة العامة المختصّة، لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهَذِهِ القضيَّة.

وكان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بطنجة قد أمر بإيداع المشتبه فيهم بالسجن، وعددهم 6 أشخاص، حيث تم توجيههم إلى مدينة أصيلة بالإضافة إلى السجن المحلي طنجة 2، بعدما استُمع إليهم لأوَّل مرة يوم الأحد الماضي بعد تقديمهم من طرف الضابطة القضائية في حالة اعتقال.

ووفق ما رشح عن هَذِهِ الجلسة، فإنَّ الأمر يتعلّق بجريمة حدثت في سنة 2018 في منزل بحي المُوظّفين التابع مقاطعة السواني، والفاعلان الرئيسيان همّا الأم والابن الأكبر، اللَّذان كانا على خلاف مع الأب بسبب امتهانه الشعوذة، وَفْق روايتهما، وقد أقدما على حبسه قبل أن يكتشفا أن من بين ضحاياه ابنته الصغيرة، ليتشاجرا معه ويُوجّه إليه الابن ضربةً قاتلةً. وإثر ذلك، فإن الأم والابن الأكبر، وبمساعدة الأبناء الآخرين، الَّذِينَ كانوا لا يزالون قاصرين، أخفوا جثة الأب ونقلوها إلى المنزل حديث البناء بحي طنجة البالية في سيارة لنقل البضائع على أساس أنَّها جزء من الأثاث، وهناك جرى دفنه وسط الجدار، أمَّا بالنسبة للجيران الَّذِينَ تساءلوا فيما بعد عن غياب الأب عن المشهد، فقد كان يتم إخبارهم بأنه انتقل إلى الباديَّة، حيث مسقط رأسه وهناك اختفت أخباره.

وكانت مداهمة عناصر الأمن لمنزل الأسرة بغرض آخر، يتعلّق بالاتّجار في المخدرات، لكنها اكتشفت أن الأب مختفٍ، لذلك سألوا الأم والابن الأكبر عن سبب اختفائه، وهناك لاحظ المحقّقون تضاربًا كبيرًا في كلامهما، وما زاد من غموض الموقف هو أنَّ باقي الإخوة أبدوا ارتباكًا وترددًا في حديثهم، ليتأكد الأمنيّون من وجود خطب ما.

وهكذا فإنَّ الشرطة، وبعد تعميق البحث من المشتبه فيهم توصلت إلى وجود جريمة قتل أُخفيت معالمها، وبأمر من النيابة العامة، وبالاستعانة بالشرطة العلميَّة والتقنيَّة، نقبت الحائط لتعثر على جثة الضحيَّة في حالة تحللٍ كاملٍ، قبل أن تقوم بإخراجها من هناك وسط صدمة سكان الحي، وتم اعتقال المشتبه فيهم الستة.

  • جثة محروقة في حقيبة

وقبل جريمة «طنجة البالية» بأيام، كانت مدينة طنجة على موعد مع أخبار جريمة أخرى بشعة، راحت ضحيتها فتاة وُجدت جثتها محروقة وموضوعة داخل حقيبة للسفر ومُلقاة في منطقة خلاء بجماعة اكزناية، الأمر الَّذِي كان أشبه بأحداث فيلمٍ سينمائيٍّ يجمع بين الرعب والجريمة، أنَّه في البداية لم يكن يظهر مؤشر للتعرف على هويَّة الضحيَّة، وأيضًا لم تكُن هناك أي خيوط قد تقود إلى الاهتداء للمتورّطين في الواقعة، ما أدى إلى استنفار عناصر الدرك الملكي.

الجريمة كانت غريبة وبشعة بكلّ المقاييس، فالأمر لا يتعلق فقط بإزهاق روح فتاة، أكَّدت المعاينة الأوليَّة، أنَّها في مقتبل العمر، ولكن أيضًا أظهرت أن الدركيين سيتعاملون مع أشخاص ذات قلوب ميتة لم يتردّدوا في التمثيل بجثة الفتاة بعد قتلها، ثُمّ اجتهدوا في إخفاء معالم فعلتهم على أمل أن تقيد الجريمة ضد مجهول، وكانت الخطوة الأولى الَّتِي لجأت إليها مصالح الدرك الملكي هي فحص الحمض النَّوويّ للضحيَّة على أمل الوصول إلى هُويتها والتَّعرُّف على سنِّها، ثُمّ فحص الجثمان لمعرفة السببِ الحقيقيِّ للوفاة والتَّاريخ التقريبيّ لحدوثه.

وبالفعل استطاعت السلطات الوصول إلى أولى خيوط هَذِهِ الجريمة، أوّلًا من خلال التَّعرُّف على الهويَّة المفترضة للضحيَّة، ثُمّ من خلال تتبع مجموعة من تسجيلات الفيديو، الَّتِي أظهرت سيارة من نوع «ميني ليفان» زرقاء اللون مسجلة بعمالة الدار البيضاء، يشتبه في أنَّ المجرمين استعملوها لنقل الجثمان من مدينة طنجة إلى جماعة اكزناية، إذ تمكَّنوا من العثور عليها بالفعل في زنقة سليمة بحومة الدراوة، واتَّضح أنَّه تم التخلي عنها من قبل أحد المشتركين في الجريمة، والمفاجأة أنها في الأصل تعود ملكيتها إلى أم الضحيَّة.

كانت تلك البداية للوصول إلى المتورّطين المفترضين في الواقعة، لأنَّه بعد ذلك بساعات ستعيش منطقة النجمة في وسط المدينة على وقع عملية مداهمة اتَّضح أنَّ الهدف منها كان الوصول إلى المشتبه فيه الرئيسي، وهو شخص من تطوان يبلغ من العمر 39 سنة، يقال إنَّ له علاقة مع عمليات الاتِّجار في المخدرات، الَّذِي كان، على ما يبدو من خلال المعلومات الأوّليَّة، على علاقة عاطفيَّة مع الفتاة، قبل أن يقوم بتصفيتها بعد خلاف حادٍّ بينهما.

وعلى الرغم من أنَّ السلطات لم تعثر حينها على المعني بالأمر، الَّذِي يبدو أنَّه سارع إلى الهرب فور علمه بخبر العثور على الجثة، فإنَّها استطاعت الوصول إلى العديد من الدلائل المُهمَّة، من بينها بقع دم تتطابق مع الحمض النووي للضحيَّة وهي شابة ثلاثينيَّة من مدينة مكناس، وبدأ ينكشف سيناريو الجريمة الَّتِي يشتبه في أنَّها كانت عن سبق إصرار وترصد، إذ إنَّ الجاني عذَّب الضحيَّة وقتلها ثُمّ مثَّل بجثمانها قبل أن يعمد إلى حرقه.

هَذَا المسلسل المرعب الَّذِي لم يصل بعد إلى نهايته، ما زال يعد بالكشف عن عدّة مفاجآت، فالسلطات ما زالت تطارد مجموعة من الأشخاص، كما أنَّ الخبرة التقنيَّة أبانت أنَّ الجاني كان على علاقة غراميَّة طويلة بالضحيَّة، وسط الحديث عن دور مفترض مباشر أو غير مباشر لزوجته، بالإضافة إلى وجود قائمة من الأسماء حضرت الجريمة أو ساعدته على إخفاء معالمها.

  • لغز مقتل أنور

من بين الجرائم الَّتِي ما زالت آثارها السلبيَّة، إلى الآن، مطبوعة في عقول وقلوب ساكنة مدينة طنجة، جريمة قتل الطالب أنور، ابن مدينة العرائش، البالغ من العمر 19 عامًا فقط، عندما فارق الحياة سنة 2022، الَّذِي عُثر عليه مضرجًا في دمائه بعدما تلقى طعنةً قاتلةً على مستوى الرقبة، اتَّضح أنَّ المتسببة فيها فتاة قاصر، لتلاحق الشائعات لغزًا ما زالت تفاصيله الكاملة لم تتضح بعد، بين من يقول إنَّ الأمر عبارة عن دفاع عن النفس من طرف القاتلة المفترضة، وبين من يعدُّ أن الأمر ليس سوى تصفيَّة حسابات أفضت إلى جريمة مخطط لها لتكون متكاملة الأركان.

ومباشرة بعد العثور على جثمان الطالب في منزل بحي مسنانة، تحوَّل الأمر إلى قضيَّة رأي عام، لكون الضحيَّة شابًا في مقتبل العمل عثر عليه ميتًا بطريقة بشعا، خصوصًا أنه من عائلة معروفة بالاستقامة كما أنَّ خاله فاعل سياسي معروف، سيصبح بعد ذلك أمينًا عامًا لحزبٍ يساريٍّ له تمثيلية في مجلس النواب، لينطلق مسلسل طويل من التكهنات لن ينتهي حتَّى بعدما تم الوصول إلى المشتبه فيها وهي فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، اتَّضح أنها كانت على معرفة سابقة بأنور.

الجريمة كانت تزداد غموضًا يومًا بعد يومٍ، وكان أول قرار للنيابة العامة هو وضع المشتبه فيها الرئيسيَّة رهن تدابير الحراسة النظريَّة، وهو ما ينطبق أيضا على خالها لأنَّه ساعدها على التخلُّص من متعلقات الجريمة بالإضافة إلى عدم التبليغ، ثُمّ تم وضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي، ليبدأ مسلسل طويل من الأبحاث، بلغت منعطفًا حاسمًا عندما وضع دفاع المتهمة شهادة طبيَّة لموكلته تكشف عن أنَّها مصابة بخلل نفسي منذ سنة 2020.

وذهبت القضيَّة في اتجاه آخر، عندما صرَّحت الفتاة بأنها تعرضت «للتغرير» من طرف الضحيَّة، وأنَّها تلقّت منه دعوة للمشاركة في حفلة يقيمها في مسكنه، لكنها عند وصولها اكتشفت أن الأمر يتعلق بـ«محاولة لاغتصابها»، موردة أنَّها أصيبت بالخوف من أن يعتدي عليها بعدما أظهر الشاب نيّاته، لتقوم بحمل سكين وطعنه ثم الفرار، وأخذت السكين معها إلى منزلها وهي في حالة ذعر شديد، وعندما وصلت إلى المنزل غادرته فورا إلى مدينة مارتل حيث تم اعتقالها.

القضيَّة دخلت بعد ذلك مرحلة المحاكمة، الَّتِي لم تنتهِ تفاصيلها إلى غاية الآن، بسبب ظهور العديد من المعطيات الجديد ما كان يدفع الهيئة إلى الإعلان عن تأجيلها مرارًا، خصوصا بعدما تحدثت مصادر عن بروز شبهات عن وجود أشخاص آخرين قد يكونون مشاركين في الجريمة، ثم الحديث عن أنَّ الضحيَّة كان قد تعرَّض للتخدير قبل الإجهاز عليه، وهي كلُّها أمور تنضاف إلى أن القاضي أبدى شكوكًا بخصوص سيناريو الجريمة، بالنظر للقوة الجسمانيَّة الَّتِي كان يتمتَّع بها أنور بالنظر لأنه شابٌ رياضيٌّ، في مقابل البنيَّة الهزيلة للفتاة.

  • حتى لا نتحول إلى كولومبيا

ارتفاع معدلات الجريمة في طنجة، وسيناريوهاتها غير الطبيعيَّة، أصبحت هاجسًا أمام مصالح الأمن بالمدينة من أجل تغيير الصورة الحالية، الَّتِي تسير بسرعة في اتجاه ترسيخ فكرة سلبيَّة نمطيَّة، مفادها أنَّنا أصبحنا قريبين إلى نموذج «كولومبيا»، الأمر الَّذِي يمكن أن نستشفه من خلال حديث والي أمن طنجة عبد الكبير فرح، يوم 16 ماي 2024، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الثامنة والستين لتأسيس الأمن الوطني، أمام والي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، يونس التازي، وأكّد أنَّ مختلف المصالح عملت على التنزيل الأمثل للاستراتيجيَّة الأمنيَّة المسطرة من طرف المديريَّة العامة للأمن الوطني، من خلال نهج خطّة شموليَّة، واكبت من خلالها المستجدات وعملت على تطوير مواردها البشريَّة وتجهيزاتها اللوجستيَّة، من أجل ضمان نجاعة التدخلات وخفض مؤشرات الجريمة، مبرزًا أنَّ هَذِهِ الجهود جاءت لمواكبة التحوّلات الاقتصاديَّة الَّتِي تعرفها منطقة طنجة ولمواجهة تطور مختلف أشكال الجريمة.

وتابع والي أمن طنجة في حضور مسؤولين من المديريَّة العامة للأمن الوطني والمديريَّة العامة لمراقبة التراب الوطني، والسلطات العسكريَّة والقضائيَّة، وممثلي المجالس المنتخبة والمصالح اللاممركزة، والمصالح القنصلية المعتمدة بطنجة، قائلًا إنَّه في مجال مكافحة الجريمة، قامت ولاية أمن طنجة بتسخير جميع مواردها البشريَّة واللوجيستيكيَّة لمكافحة مختلف صور الجريمة، مع تغليب الجانب الوقائي والاستباقي بغيَّة توطيد الإحساس بالأمن لدى المواطن، إذ تكلَّلت هَذِهِ الجهود بإيقاف ما مجموعه 58.496 شخصًا، وحجز 24 طنًا و540 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا، وأكثر من طنٍّ واحدٍ و988 كيلوغرامًا من مُخدّر الكوكايين، و14 كيلوغرامًا من مُخدّر الهيروين، فضلًا عن 511.539 قرصًا مُهلوسًا.

وبغض النظر عن المُعطيات الرسميَّة، الَّتِي تُصرّح بها ولاية أمن طنجة، فإنَّ سيناريوهات الجرائم الَّتِي تعيشها مدينة طنجة بشكل متواصل، وبسيناريوهات لا يمكن وصفها إلا بأنَّها مفزعة، تحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد إحصائيات ومعطيات، يبدو أنَّها، على أهميتها، لا تبث رسائل الطمأنة في نفوس المواطنين، خصوصًا مع التعاطي الهوليودي مع تلك الجرائم، الَّذِي تجاوز وسائل الإعلام إلى منصات التواصل الاجتماعي، الَّتِي يُعدُّ رأسمالها الأساسي هو «البوز» الَّذِي يتفرَّخ أساسًا في مناخ من الشائعات.

هَذَا الوضع الَّذِي يجب أن يبقى «شاذًا» وألَّا يتحوَّل إلى «قاعدة»، يحتاج إلى مقاربة أمنيَّة ومعها حلول ذات طابعٍ اجتماعيٍّ ونفسيٍّ، تستحضر السرعةَ الكبيرةَ، الَّتِي يتحوّل فيه وجه المدينة، حتَّى لا تصبح سمعة مدينة البوغاز مماثلة لمدن أخرى بخصوص معدلات الإجرام، مثل سلا وفاس والدار البيضاء، وحتّى لا تصبح «كولومبيا المغرب» لقبًا صادقًا يصف واقع حال المدينة.

تابعنا على الفيسبوك