تواصل معنا

سياسة

البق ما يزهق : فك شفرة الحمامي في شرفة المقاطعة

على غير العادة الاحتفالية، قام أنصار الفائز بتسيير أكبر مقاطعة على المستوى الوطني، «مقاطعة بني مكادة» يوم تنصيب الرئيس، الَّذِي مرَّ من نفس المجلس لسنين خلت، لم يمرَّ عليها الكثيرُ باحتفالية أشبه ما يكون باحتفالية رؤساء الدول في بعض المشاهد المسرحية المعروضة، أو لنقل تحديدًا على طريقة الزعيم عادل إمام.

المشهد الَّذِي تداولته العديد من صفحات التواصل الاجتماعيّ، يظهر كمَّ الفرح الكبير لمجموعة من المتربّصين بصاحب المنصب فيهم «السمسار العقاري» و«السمسار الانتخابي» وأصحاب مصالح خاصّة، وبعض الأفراد الَّذِينَ لا شأن لهم من قريب أو بعيد سوى الاحتفال مع مَن انتصر والبكاء مع مَن انهزم.

فرح هَذِهِ العينة لا يعني فرح أغلبية الساكنة بهَذَا التمثيل، بقدر ما يفرحها ما وراء هَذَا الاحتفال، من إصلاح لمنتظر وتحقيق وعود انتخابيّة، وقطع الصلة مع الصورة النمطية، الَّتِي يحملها البعض عن هَذِهِ المنطقة، بسبب عوامل معروفة وتأكيد ذلك عبر تصريحات للجالسين على المجالس القابعين على الكراسي الطامحين لتحقيق مزيدٍ من مآربهم الشخصية الَّتِي لا تنقضي.

الاحتفال بالزعامة على جميع الأنماط وبكلّ الطرق ليس مُرتجى أصحاب الأصوات، الَّتِي أوصلت المنتشي بالنصر إلى شرفة المقاطعة، وما غاب عن الوجوه المحتفلة بالنصر بطريقة المشهد المسرحي، أنّ الأمور قد تغيَّرت بالمنطقة، وأن ما كان مباحًا بالأمس لم يعد اليوم كذلك، وأن معدل الوعي قد ارتفع بأغلب المناطق والأحياء، الَّتِي يطلق عليها ظلمًا بالعشوائية، وأنّه أصبح من الممكن اليوم مراقبة البرنامج التنمويّ بالجماعات، كما أصبح ممكنًا وضع مقارنةٍ بين ما أُنْجز في فترة خلت وفترة حالية.

هَذِهِ الممكنات كلها عليها ألَّا تغيب من بال المُحتفلين، وأن ما ينتظر مجلس مقاطعة بني مكادة عن حقّ، هو عدم تكرار السيناريو السابق، وأنَّ استباق العزف على الوتر الحساس بالمنطقة «رخص البناء» لا يعني نسيان الماضي، فللمواطن ذاكرة بإمكانها معاقبة الشخص ولو قدم بألف وجه ووجه.

تابعنا على الفيسبوك