تواصل معنا

في الواجهة

أصبح أصغر من تلبية متطلبات المدينة ومطارات عديدة تجاوزته في استقطاب المسافرين وجودة الخِدْمات

واجهة طنجة الجوية الَّتِي تعاني المشاكل والفضائح بسبب تأخر مشروع التطويرمطار ابن بطوطة.. 

مرَّ المغرب إلى السرعة القصوى في مجال تطوير العديد من البنيات التحتيَّة، وكانت مدينة طنجة إحدى المحطَّات الأساسية في هَذَا الإطار، فسواحل طنجة المتوسطية، هي الَّتِي تضمُّ حاليًا أكبر ميناء في القارة الإفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب احتضان المدينة لأهم ميناء ترفيهي في المملكة، ثُمّ جاء مشروع القطار فائق السرعة «البراق» الَّذِي يربط طنجة بمدن القنيطرة والرباط والدار البيضاء، بالإضافة إلى شبكة الطرق السيَّارة والبنى التحتية الصناعيَّة والتجاريَّة والاجتماعيَّة.

لكن حظَّ مطار طنجة ابن بطوطة، كان قليلًا جدًّا، بالمقارنة مع مرافق أخرى، فرغم أنَّ الأمر يتعلق بأهمّ مطار في جهة طنجة تطوان الحسيمة، وأقرب محطة جوّيّة مغربيَّة للقارة الأوروبية، فإنَّ الانطباع السائد هو أن هَذَا المطار تجاوزه الزمن، ولم يعد ملائمًا لمدينة بحجم وقيمة طنجة، لا من حيث كونها البوابة الرئيسيَّة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، ولا من ناحية استقطابها أعدادًا متزايدة من السيَّاح الأجانب، وأيضًا بالنظر لكونها أهمّ نقاط الجذب للمستثمرين من مختلف دول العالم.

  • فوارق كبيرة مع الدار البيضاء ومراكش وأكادير

وتُؤكّد الأرقام الرسمية، أنَّ مطار طنجة ابن بطوطة ما زال بعيدًا عن منافسة أهم 3 مطارات بالمملكة، وللتحقّق من ذلك نعود إلى بلاغ المكتب الوطني للمطارات الصادر بتاريخ 21 أبريل 2023، بخصوص حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من سنة 2023، إذ نجد أنّه استقبل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية 387.113 مسافر، ما يجعله في الرتبة الرابعة، بعد مطار محمّد الخامس بالدار البيضاء، صاحب الرتبة الأولى بـأكثر من مليوني مسافر، ثُمّ مطار مراكش المنارة بأكثر من 1,71 مليون مسافر، وهو بعيد أيضًا حتَّى على مطار أكادير المسيرة، الَّذِي استقبل 567.269 مسافر.

ويتضح هَذَا الفرق أيضًا، من خلال مقارنة إجمالي حركة النقل الجوي لسنة 2022، فإذا كان عدد المسافرين الَّذِينَ وصلوا إلى المملكة عبر مختلف المطارات ناهز 20,6 مليون شخص، فإنَّ حصة الأسد كانت لمطار الدار البيضاء بأكثر من 7,63 مليون مسافر وبنسبة استرجاع بلغت 77 في المئة، مُقارنةً بسنة 2019، الَّتِي سبقت جائحة (كوفيد -19)، متبوعًا بمطار مراكش، الَّذِي تعدّى حاجز 4,9 مليون مسافر بنسبة استرجاع بلغت 77 في المئة، أمَّا مطار أكادير فسجل عبور 1,77 مليون مسافر، بنسبة استرجاع وصلت إلى 88 في المئة، في حين حلَّ مطار طنجة في المرتبة الرابعة بـ1,43 مليون مسافر، أي بنسبة استرجاع بلغت 106 في المئة، وهو الرقم الوحيد الَّذِي تفوق فيه على المطارات الثلاثة الأخرى الَّتِي سبقته في الترتيب.

  • أقل جودة بين المطارات الرئيسية

وأصبح تواضع مطار طنجة، مُقارنةً بأهمّ مطارات المملكة واضحًا، حتَّى على مستوى الجودة، وهو الأمر الَّذِي تضمّنه تقرير المكتب الوطني للمطارات الخاصّ بسنة 2022، فهَذِهِ المنشأة سجَّلت 3,8 نقط على مؤشر استطلاع الجودة الخاصّ بسنة 2019، وهو أدنى معدل على الإطلاق ضمن جميع المطارات الثمانية المشمولة بالتصنيف، حيث حقَّق مطار محمد الخامس 4,77، بينما حقق مطار مراكش المنارة 4 نقاط، مقابل 3,898 لمطار الرباط سلا و4,05 بالنسبة لمطار فاس سايس و4,13 لمطار وجدة أنجاد، و4,33 لمطار أكادير المسيرة.

وحسب ما ورد في الوثيقة نفسها، الَّتِي جرى عرضها على أنظار البرلمان، فإنَّ مطار طنجة ابن بطوطة حقَّق أسوأ فارق مقابل متوسط النمو بإفريقيا بناقص 0,2 نقطة، بعده مطار الرباط سلا بناقص 0,1 نقطة ومطار فاس بصفر نقطة، في حين حقَّق مطار مراكش ومطار وجدة فارقًا إيجابيًّا بزائد 0,1 نقطة، أمَّا مطار أكادير فحقَّق زائد 0,3 نقطة، في حين كان الفارق الأفضل هو ذاك الَّذِي حقَّقه مطار محمد الخامس في الدار البيضاء بزائد 0,9 نقطة.

وتتّضح النتائج المتواضعة لمطار طنجة أيضًا عند معاينة الفرق في جودة الخِدْمات مقابل متوسط النمو حسب كلّ مطار، وَفْق تقرير المكتب الوطني للمطارات أيضًا، فبعد مطار مراكش الَّذِي حقَّق رقمًا سلبيًا بناقص 0,29 نقطة، يأتي مطار ابن بطوطة بناقص 0,28 نقطة، في حين سجَّل مطار الرباط سلا ناقص 0,04 نقطة، أمَّا باقي المطارات فحقَّقت فوارقَ إيجابيّةً، حيث بلغت زائد 0,56 نقطة بالنسبة لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء وزائد 0,32 لمطار أكادير، ثم 0,11 لمطار وجدة، وأخيرًا زائد 0,04 نقطة بالنسبة لمطار فاس.

  • فضائح في التنظيم والأمن

لكنّ مشكلة مطار طنجة لا تكمن في الأرقام فقط، بل يمكن للمسافرين أن يلمسوها على أرض الواقع، وحتّى لا نذهب بعيدًا نعود فقط إلى يوم 24 أبريل الماضي، حين عاش المطار على وقع احتجاجات من طرف المئات من المعتمرين، الَّذِينَ قدرتهم مصادر من عين المكان بنحو 400 شخص، بعدما عجزت إدارة هَذِهِ البوابة الجوية على تنظيمهم وتوفير الخِدْمات اللازمة لهم، الأمر الَّذِي أجبرهم على الانتظار لساعات طويلة من أجل إتمام عملية مراقبة جوازات سفرهم وباقي الإجراءات الجمركية.

وكشفت هَذِهِ الواقعة، أنَّ مطار طنجة ابن بطوطة لم يعد قادرًا على الاستجابة لحركية النقل الجوي للخطوط المرتبطة به، إذ إنَّ المعتمرين المتعبين من السفر الطويل بين مطار جدة في المملكة العربية السعودية والمغرب، وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الانتظار في طوابير طويلة نتيجة الخصاص البشري واللوجستيكي، لكن ما زاد الطين بلة، وما دفع الكثير منهم للاحتجاج، هي المعاملة التفضيلية، الَّتِي حظي بها أحد المسافرين، بفضل «توصية» من مجهول، وهي ليست المرة الأولى الَّتِي يحتج فيها المسافرون على سلوك مماثل.

وقبل ذلك، وتحديدًا في مارس الماضي، كان مطار طنجة على موعد مع فضيحة جديدة، عندما تمكن مشخص من تفادي المراقبة الأمنية والوصول إلى طائرة تابعة لشركة «ريان إير»، حيث استقل طائرة متوجهة إلى العاصمة البريطانية لندن عبر المنطقة المخصصة لشحن الأمتعة، ولم يُكتشف أمره إلا عند وصوله إلى مطار «ستانستيد».

واتّضح أنَّ المعني بالأمر استطاع التسلل عبر سيَّاج المطار والدخول من مدرج الطائرات، مرتديًا سترةً صفراءَ جعلته تبدو وكأنّه أحد العمَّال، رغم أنَّها كانت تحمل شعار إحدى الشركات العالمية المكلفة ببعض أرصفة ميناء طنجة المتوسطي، ثُمّ توجّه إلى منطقة الشحن، ومنها تسلَّل رفقة أمتعة الركاب، وهي خطة نجحت رغم «سذاجتها»، ما طرح الكثير من علامات الاستفهام بخصوص تأمين مطار يفترض أنّه دولي، بل تساءل كثيرون، ماذا لو كان الأمر يتعلق بشخص مسلح؟

  • محدودية في استقطاب السياح رغم القرب من أوروبا

وإذا ما ذهبنا إلى أرقام وزارة السياحة، الَّتِي تهمّ الفترة ما بين 2013 والنصف الأوّل من سنة 2022، نجد أنَّ مطار طنجة ابن بطوطة بعيدٌ جدًّا في مجال استقطاب السيّاح، مُقارنةً بما يُحقّقه مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ومطار مراكش المنارة، على الرغم من أنَّنا نتحدّث عن أقرب المطارات المغربية إلى القارة الأوروبيَّة، ما يعني أنَّ مطار ابن بطوطة لم يستطع -إلى الآن- الاستفادة من موقعه الجغرافي لاستمالة السيَّاح الأوروبيّين، خاصّةً من إسبانيا والبرتغال.

وهكذا، فإن مطار طنجة شهد وصول 552.301 مسافر من السياح سنة 2013، ثم في سنة 2014 وصل عبره 504.430 مسافر، في حين وصل 514.425 مسافر سنة 2015، أما سنة 2016 فعرفت وصول 569.166 سائح، بينما وصل 711.604 سائح خلال 2017 ودخل عبره 692.511 سائح إلى غاية نهاية 2018.

ووصل 697.941 سائح خلال 2019، وهي السنة المرجعية الأخيرة قبل جائحة (كوفيد 19) الَّتِي أوقفت عمليًا النشاط السياحي، أمَّا في سنة 2022، فقد حصد مطار طنجة الدولي خلال الأشهر الستة الأولى من 2022 نسبة 9 في المئة من معدل استرجاع حركة الطائرات المسجلة سنة 2019 والبالغة 72 في المئة إجمالًا على الصعيد الوطني، بما مجموعه 70.680 حركة.

أمَّا مطار مراكش فسجل 1,94 مليون مسافر سنة 2013 و2,12 مليون مسافر سنة 2014، ثُمّ ما يزيد عن مليوني سائح سنة 2015، أمَّا في 2016 فوصل الرقم إلى 1,83 مليون مسافر، ثُمّ عاد ليرتفع إلى أكثر من مليوني مسافر في 2017، في حين سجَّلت سنة 2018 أكثر من 2,55 مليون سائح فضلوا دخول المغرب عبر مطار المنارة، وفي العام الموالي، أي سنة 2019، فتجاوز هَذَا الرقم حاجز 3 ملايين مسافر، قبل جائحة «كورونا».

ولنبقَّ في نطاق المقارنات دائمًا، نجد أنَّ مطار محمد الخامس بالدار البيضاء يُحقّق -بدوره- أرقامًا كبيرةً جدًّا، مُقارنةً بمطار طنجة، وإن كان مطار مراكش قد تمكّن من اللحاق به وتجاوزه، وعلى هَذَا الأساس سجل سنة 2013 وصول 2,24 مليون سائح، ثم 2,28 مليون سائح سنة 2014، وتراجع هَذَا الرقم إلى أقل من 2,2 مليون سائح سنة 2015، قبل أن يرتفع مجددًا إلى 2,3 ملايين سائح في 2016، ووصل عدد المسافرين الوافدين الَّذِينَ اختاروا هَذَا المطار سنة 2017 حوالي 2’27 مليون سائح، أمَّا في 2018 فارتفع إلى أكثر من 2,54 مليون، وتجاوز عتبة 2,52 مليون سنة 2019 المرجعية بالنسبة للسياحة المغربية.

وحسب آخر الأرقام الرسمية للمكتب الوطني للمطارات، فإنَّ معدل استرجاع مطار طنجة ابن بطوطة الدولي، خلال الفصل الأول من العام 2023، بلغ 142 في المئة، وبلغ عدد المسافرين المسجلين بهَذَا المطار، من بداية يناير إلى نهاية مارس 2023، نحو 387 ألفًا و113 مسافرًا، مقابل 273 ألفًا و60 مسافرًا في الفصل الأول من سنة 2019.

وحسب التقرير الدوري للمكتب الوطني للمطارات، فإنَّ مطار طنجة ابن بطوطة، استعاد خلال شهر مارس الماضي 137 في المئة من حجم النشاط المسجل قبل جائحة (كوفيد -19)، إذ وصل عدد المسافرين إلى 134 ألفًا و89 مسافرًا، مُقابل 97 ألفًا و748 مسافرًا، خلال سنة 2019، وأكَّد المكتب، أنَّ هَذَا المطار من بين 5 مطارات على الصعيد الوطني، حقَّقت نسب نمو تجاوزت 10 في المئة، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 42 في المئة.

  • عمليات تطوير متأخرة

افتقار مطار طنجة للقدرة على المنافسة، مشكلة أصبحت تتّضح -بشكل كبير- عند معاينة التقارير السنوية للمكتب الوطني للمطارات، لكن ذلك مرتبط أيضًا بتأخر عمليات تطوير هَذِهِ المنشأة الحيوية، فبالعودة إلى العرض الَّذِي قدَّمته المديرة العامة للمكتب، حبيبة لقلالش، بتاريخ 4 أبريل 2023، حول وضعيته المالية أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، نجد أنّه خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ 2016، عرفت العديد من مطارات المملكة أعمالَ توسيع لتطويرها وتحسين بنيات الاستقبال فيها، لكنَّ مطار طنجة ابن بطوطة بقي خارج هَذِهِ المشاريع.

وهكذا نجد أنّه في سنة 2016 شملت تلك المشاريع مطار مراكش المنارة، ثُمّ مطار فاس سايس سنة 2017، والمحطة الجوية رقم (1) بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء سنة 2019، وفي نفس السنة شهدت مطارات كلميم وزاكورة والرشيدية أعمال توسيع، إلى جانب المركز الجهوي لمراقبة سلامة الملاحة الجوية في أكادير، أمَّا بعد جائحة «كورونا» وتحديدًا سنة 2021، وُسّع مطار الناظور العروي، وعلى مستوى جهة الشمال، نجد أيضًا أنَّ الأشغال انطلقت بالفعل بمطار تطوان سانية الرمل، حيث خصص المكتب لأشغال تطويره 461 مليون درهم، في حين يستفيد مطار الحسيمة من مشروع مماثل بقيمة 263 مليون درهم.

لكن بخصوص مطار طنجة ابن بطوطة، فقد دخل في المشاريع المستقبلية للمكتب الوطني للمطارات، في إطار خطة لاستقبال 37 مليون مسافر سنويًا في المطارات المغربية، ابتداءً من سنة 2030، ثم الارتقاء بالمغرب إلى الثلث الأول من التصنيف العالمي في غضون سنة 2035، لكن عاملًا آخر يجعل من تطوير مطار طنجة أمرًا لا مفر منه في القريب العاجل، هو تقديم المغرب ملف الترشيح المشترك مع إسبانيا والبرتغال لاحتضان كأس العالم 2030، ويوجد ملعب المدينة ضمن الملاعب المرشحة لاحتضان هَذَا الحدث، الَّذِي يتطلب توفير بنى تحتية بمستوى عالٍ.

وبالرجوع إلى تقرير المكتب الوطني للمطارات، نجد أنّه سيُخصص لمطار ابن بطوطة مليارًا و464 مليون درهم، من أجل بناء محطة جوية جديدة، استجابةً للنمو المرتقب لحركة النقل الجوي في هَذِهِ المنشأة، إذ تُشير توقعات المكتب إلى أنَّ المطار سيستقبل سنة 2040 3,2 مليون مسافر، أما في سنة 2050 فسيرتفع هَذَا الرقم بمليون مسافر ليصل إلى 4,2 مليون، وحسب ما أعلنته المؤسّسة فإنَّ بداية الدراسات الهندسية ستكون في صيف سنة 2023، على أن تصل الأشغال لنهايتها في صيف سنة 2028.

وبالمقارنة مع سنة 2019، الَّتِي تُعد مرجعية على مستوى استقبال المسافرين، نجد أنَّ مطار طنجة حقَّق مستوى الخدمة الجيد لـ700 ألف مسافر، مقابل 1,5 مليون مسافر تلقوا المستوى الأدنى من الخدمة، وهي أرقام أقل بكثير ممَّا حقق مطار مراكش، الَّذِي حقق رقم 4 ملايين مسافر بالنسبة لمستوى الخدمة الجيدة و6,5 مليون مسافر بالنسبة للمستوى الأدنى من الخدمة، وأقل حتَّى مما حققه مطار أكادير بـ 1,1 مليون مسافر بالنسبة لمستوى الخدمة الجيد، و2,2 مليون مسافر للمستوى الأدنى.

وتطلب الأمر ضخّ استثمارات من طرف المكتب الوطني للمطارات في إطار التحسينات السريعة من أجل الرفع من الطاقة الاستيعابية، وعلى هَذَا الأساس حقَّق مطار طنجة تحسنًا طفيفًا، تمثل في 1,1 مليون مسافر استفادوا من مستوى الخدمة الجيّد، و2,3 مليون مسافر حصلوا على المستوى الأدنى من الخدمة المماثل لسنة 2019، لكن مع ذلك ظلَّت هَذِهِ المنشأة بعيدة عما حقَّقه مطارا مراكش وأكادير، فالأوَّل حقَّق رقم 5,5 مليون مسافر بالنسبة لمستوى الخدمة الجيدة و8 ملايين مسافر بالنسبة للمستوى الأدنى من الخدمة، أمَّا الثاني فوصل إلى 1,4 مليون مسافر بالنسبة لمستوى الخدمة الجيّد، و3 ملايين مسافر بالنسبة لمستوى الخدمة الأدنى.

تابعنا على الفيسبوك