تواصل معنا

آخر الأخبار

نحو الرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس.. ما الذي ستستفيده طنجة من الخط فائق السرعة الثاني؟

المـــــدد‭ ‬الزمـــــنيـــة‭ ‬ستتقـلــص‭ ‬أكـثر‭ ‬فــي‭ ‬انتظار‭ ‬ثورة‭ ‬سككية‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬مدن‭ ‬الجــهـــة

أعطى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬يوم‭ ‬24‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬إشارة‭ ‬الانطلاق‭ ‬لأشغال‭ ‬إنجاز‭ ‬خط‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬القنيطرة‭ ‬ومراكش،‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬جاهزًا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬2030،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬احتضان‭ ‬المغرب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬نفسها‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬والبرتغال،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يتوفّر‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬خط‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المتوسطيَّة‭.‬

وقد‭ ‬يبدو‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى،‭ ‬أنَّ‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬التي‭ ‬نصيبها‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬بفضل‭ ‬رحلات‭ “‬البراق‭” ‬التي‭ ‬أعطى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬انطلاقتها‭ ‬رفقة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون،‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬نونبر‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬طنجة‭ – ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬الرباط‭ – ‬أكدال،‭ ‬واستغرقت‭ ‬ساعة‭ ‬و20‭ ‬دقيقة،‭ ‬غير‭ ‬أنَّ‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬فمدينة‭ ‬البوغاز‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬نصيبٌ‭ ‬كبيرٌ‭ ‬من‭ ‬إيجابيّات‭ ‬الخط‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬سيجعل‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬الرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬ومراكش‭ ‬مهمّة‭ ‬أكثر‭ ‬يُسرًا،‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬سيُسهل‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬الرحلات‭ ‬المتوجهة‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬فاس‭ ‬ومكناس‭.‬

*تـقـليــص‭ ‬المــدة‭ ‬الـــزمــنيـــة‭ ‬       

التعرف‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬ستحقّقها‭ ‬طنجة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخط‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬ستبدأ‭ ‬فيه‭ ‬الرحلات‭ ‬التجريبية‭ ‬سنة‭ ‬2029،‭ ‬يفرض‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقارنات؛‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬الحيز‭ ‬الزمني‭ ‬الذي‭ ‬تحتاجُ‭ ‬إليه‭ ‬الرحلات‭ ‬حاليًا،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬أنَّ‭ ‬خط‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬المخصص‭ ‬للرحلات‭ ‬عالية‭ ‬السرعة‭ ‬كان‭ ‬يمتدّ‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬تقارب‭ ‬200‭ ‬كيلومترٍ‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬البوغاز‭ ‬وتنتهي‭ ‬في‭ ‬القنيطرة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬باقي‭ ‬الرحلة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬العاصمة‭ ‬الإداريَّة‭ ‬الرباط‭ ‬والعاصمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬كانت‭ ‬تُجرى‭ ‬عبر‭ ‬قطار‭ “‬TGV‭” ‬لكن‭ ‬فوق‭ ‬سكك‭ ‬حديدية‭ ‬عادية‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬وصول‭ ‬القطار‭ ‬إلى‭ ‬سرعته‭ ‬القصوى‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬320‭ ‬كيلومترًا‭ ‬في‭ ‬الساعة‭.‬

البداية‭ ‬بالرحلة‭ ‬من‭ ‬طنجة‭ ‬إلى‭ ‬الرباط،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬المدّة‭ ‬الزمنية‭ ‬بين‭ ‬المدينتين‭ ‬هي‭ ‬ساعة‭ ‬و20‭ ‬دقيقة،‭ ‬وعند‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الخطّ‭ ‬الحالي‭ ‬ستتقلّص‭ ‬إلى‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬ما‭ ‬يُعدُّ‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النقل‭ ‬بالمغرب،‭ ‬إذ‭ ‬إنَّ‭ ‬بعض‭ ‬الرحلات‭ ‬داخل‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬تستغرق‭ ‬ساعة‭ ‬بالسيارة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الذروة،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المسافرون‭ ‬للتنقل‭ ‬من‭ ‬طنجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوان‭ ‬عبر‭ ‬الطريق‭ ‬الوطنية،‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬التفكير‭ ‬بجدية‭ ‬في‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ ‬القطار‭ ‬الجهوي‭ ‬بين‭ ‬المدينتين،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بتقليص‭ ‬مدة‭ ‬السفر‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬مدينتين‭ ‬بالجهة‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬دقيقة‭ ‬فقط‭.‬

أما‭ ‬الرحلات‭ ‬نحو‭ ‬مدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستغرق‭ ‬ساعتين‭ ‬و10‭ ‬دقائق،‭ ‬فستتقلّص‭ ‬إلى‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬و40‭ ‬دقيقة‭ ‬فقط،‭ ‬إذ‭ ‬سيكسب‭ ‬المسافرون‭ ‬حيزًا‭ ‬زمنيًّا‭ ‬قوامه‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬فالمسافرون‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬طنجة‭ ‬سيكون‭ ‬بإمكانهم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬مرورًا‭ ‬بالرباط‭ ‬في‭ ‬ساعة‭ ‬و35‭ ‬دقيقة،‭ ‬وهو‭ ‬الربط‭ ‬السككي‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬أيضا‭ ‬ملعب‭ “‬الحسن‭ ‬الثاني‭” ‬الذي‭ ‬يتمُّ‭ ‬بناؤه‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬ابن‭ ‬سليمان‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمدينة‭ ‬مراكش،‭ ‬فإن‭ ‬طنجة‭ ‬ستكون‭ ‬مرتبطةً‭ ‬بها‭ ‬برحلات‭ ‬مباشرة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬مدتها‭ ‬عن‭ ‬ساعتين‭ ‬و40‭ ‬دقيقة،‭ ‬ما‭ ‬سيقلّص‭ ‬الحيز‭ ‬الزمني‭ ‬الحالي‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬ساعتين،‭ ‬فالمسافرون‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬البوغاز‭ ‬حاليًا‭ ‬يقضون‭ ‬في‭ ‬الرحلة‭ ‬5‭ ‬ساعات‭ ‬ونصف،‭ ‬تشمل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬عبر‭ ‬قطار‭ “‬البراق‭” ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬القطار‭ ‬العادي،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد‭ ‬سيُمكن‭ ‬سكان‭ ‬طنجة‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬أسرع‭ ‬مع‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المغرب،‭ ‬مثل‭ ‬فاس‭ ‬ومكناس،‭ ‬اللتان‭ ‬سيتمُّ‭ ‬ربطهما‭ ‬بالقطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬القنيطرة،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬العادية،‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬سرعته‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬150‭ ‬إلى‭ ‬160‭ ‬كيلومترًا‭ ‬في‭ ‬الساعة‭.‬

*مشروع‭ ‬ملكي‭ ‬استراتيجي

الفهم‭ ‬التام‭ ‬للمشروع‭ ‬الملكي‭ ‬السككي‭ ‬الجديد‭ ‬يتطلَّب‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البلاغ‭ ‬الرسمي،‭ ‬الذي‭ ‬يتضمَّن‭ ‬المعطيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬الذي‭ ‬أوضح‭ ‬أنَّ‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬السككيَّة‭ ‬للمغرب‭ ‬ستتعزّز‭ ‬بإطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬مهيكل‭ ‬بقيمة‭ ‬96‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬تمَّ‭ ‬تمديد‭ ‬خط‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مراكش،‭ ‬وتحديث‭ ‬الأسطول‭ ‬الوطني،‭ ‬وتطوير‭ ‬شبكة‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ثلاث‭ ‬مدن‭ ‬كبرى‭ ‬وبروز‭ ‬منظومة‭ ‬صناعية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬تنقل‭ ‬مستدام‭ ‬وشامل‭ ‬وتنافسي،‭ ‬بطموح‭ ‬قاري‭ ‬ومتّجه‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭.‬

وقد‭ ‬أشرف‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬انطلاقة‭ ‬إنجاز‭ ‬الخط‭ ‬السككي‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬LGV‭ ‬بين‭ ‬القنيطرة‭ ‬ومراكش،‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬يناهز‭ ‬430‭ ‬كيلومترًا،‭ ‬ويعكس‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬حسب‭ ‬البلاغ‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬المستنيرة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬العرض‭ ‬السككي‭ ‬الوطني،‭ ‬ويندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التوجهات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للمملكة،‭ ‬بقيادة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لا‭ ‬سيَّما‭ ‬تعزيز‭ ‬حلول‭ ‬التنقل‭ ‬الجماعي‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون،‭ ‬كما‭ ‬يجسد‭ ‬العزم‭ ‬الراسخ‭ ‬للمغرب‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تطوير‭ ‬شبكة‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬الوطنية،‭ ‬إذ‭ ‬تضطلع‭ ‬بدورها‭ ‬الكامل‭ ‬كعمود‭ ‬فقري‭ ‬لمنظومة‭ ‬نقل‭ ‬مستدامة‭ ‬وشاملة‭.‬

ويُشكّل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬المهيكل،‭ ‬بغلاف‭ ‬مالي‭ ‬قدره‭ ‬53‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬المعدات‭ ‬المتحركة،‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬طموح‭ ‬تطلب‭ ‬تعبئة‭ ‬استثمارات‭ ‬إجمالية‭ ‬بقيمة‭ ‬96‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬ويهم‭ ‬أيضًا‭ ‬اقتناء‭ ‬168‭ ‬قطارًا‭ ‬بمبلغ‭ ‬29‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬موجهة‭ ‬لتجديد‭ ‬الحظيرة‭ ‬الحالية‭ ‬للمكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬ومواكبة‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬بـ14‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬ستمكن‭ ‬على‭ ‬الخصوص‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬ثلاث‭ ‬شبكات‭ ‬للنقل‭ ‬الحضري‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مدن‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬والرباط‭ ‬ومراكش‭.‬

ووفق‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته،‭ ‬يشمل‭ ‬مشروع‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬بين‭ ‬القنيطرة‭ ‬ومراكش‭ ‬إنشاء‭ ‬خط‭ ‬سككي‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬يربط‭ ‬مدن‭ ‬الرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬ومراكش،‭ ‬مع‭ ‬ربط‭ ‬بمطاري‭ ‬الرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الجديد،‭ ‬ستصبح‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬بين‭ ‬طنجة‭ ‬والرباط‭ ‬ساعة‭ ‬واحدة،‭ ‬وساعة‭ ‬وأربعين‭ ‬دقيقة‭ ‬بين‭ ‬طنجة‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬وساعتين‭ ‬و40‭ ‬دقيقة‭ ‬بين‭ ‬طنجة‭ ‬ومراكش‭ ‬مع‭ ‬ربح‭ ‬حيز‭ ‬زمني‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬الساعتين،‭ ‬وسيمكن‭ ‬المشروع‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬الرباط‭ ‬بمطار‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬الدولي‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬35‭ ‬دقيقة،‭ ‬مع‭ ‬ربط‭ ‬كذلك‭ ‬بالملعب‭ ‬الجديد‭ ‬لبنسليمان‭.‬

كما‭ ‬يرتقب‭ ‬أيضًا‭ ‬تأمين‭ ‬خدمة‭ ‬للخط‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬بين‭ ‬فاس‭ ‬ومراكش‭ ‬في‭ ‬حيز‭ ‬زمني‭ ‬يقدر‭ ‬بثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬و40‭ ‬دقيقة،‭ ‬بقطارات‭ ‬فائقة‭ ‬السرعة‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬الخطوط‭ ‬العادية‭ ‬من‭ ‬فاس‭ ‬حتى‭ ‬شمال‭ ‬القنيطرة‭ ‬قبل‭ ‬المواصلة‭ ‬على‭ ‬الخطوط‭ ‬الجديدة‭ ‬فائقة‭ ‬السرعة‭ ‬إلى‭ ‬مراكش‭.‬

ويهم‭ ‬مشروع‭ ‬الخط‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬القنيطرة‭ – ‬مراكش،‭ ‬بالخصوص،‭ ‬تصميم‭ ‬وإنجاز‭ ‬خطٍ‭ ‬جديدٍ‭ ‬بين‭ ‬القنيطرة‭ ‬ومراكش‭ ‬بسرعة‭ ‬350‭ ‬كيلومترًا‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬وتهيئة‭ ‬مناطق‭ ‬المحطات‭ ‬بالرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬ومراكش‭ ‬أي‭ ‬أشغال‭ ‬على‭ ‬السكك‭ ‬المستغلة،‭ ‬والتجهيزات‭ ‬السككيّة،‭ ‬وبناء‭ ‬محطات‭ ‬جديدة‭ ‬للقطارات‭ ‬فائقة‭ ‬السرعة،‭ ‬ومحطات‭ ‬قطارات‭ ‬القرب‭ ‬وتهيئة‭ ‬المحطات‭ ‬الموجودة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬لصيانة‭ ‬وإصلاح‭ ‬العربات‭ ‬بمراكش‭.‬

وحسب‭ ‬البلاغ،‭ ‬سيتيح‭ ‬إنجازُ‭ ‬تمديد‭ ‬الخطّ‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬بين‭ ‬القنيطرة‭ ‬ومراكش،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬التقليديَّة،‭ ‬الفرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬خدمة‭ ‬حقيقية‭ ‬للقرب،‭ ‬تتمثَّل‭ ‬في‭ ‬قطارات‭ ‬القرب‭ ‬الحضريَّة،‭ ‬تغطي‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حاجيات‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسكان‭ ‬مدن‭ ‬الرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬ومراكش،‭ ‬وتُعدُّ‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬الجديدة‭ ‬لقطارات‭ ‬القرب‭ ‬الحضرية‭ ‬استجابة‭ ‬حقيقيَّة‭ ‬لتحديات‭ ‬التنقّل‭ ‬الحضري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتوفر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤهلات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المواعيد‭ ‬وجودة‭ ‬الخِدْمة‭ ‬والاستدامة‭.‬

*مشاريع‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬الخط‭ ‬الثاني‭ ‬

وتزامنًا‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬إنجاز‭ ‬الخط‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬الجديد‭ ‬القنيطرة‭ – ‬مراكش،‭ ‬أطلق‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬برنامجًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لاقتناء‭ ‬168‭ ‬قطارًا‭ ‬جديدًا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وتحديث‭ ‬مجمل‭ ‬أسطول‭ ‬معدّات‭ ‬خدمة‭ ‬المسافرين،‭ ‬وستتيح‭ ‬عملية‭ ‬الاقتناء‭ ‬هذه،‭ ‬وفق‭ ‬الـONCFK،‭ ‬التي‭ ‬خصّص‭ ‬لها‭ ‬استثمار‭ ‬بقيمة‭ ‬29‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬التشغيلي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الخدمات‭ ‬الجهوية،‭ ‬والاستجابة‭ ‬للزيادة‭ ‬المتوقّعة‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬المسافرين‭ ‬بحلول‭ ‬سنة‭ ‬2030‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬تهم‭ ‬العملية‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ ‬اقتناء‭ ‬18‭ ‬قطارًا‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬لمشروعات‭ ‬التمديد،‭ ‬و40‭ ‬قطارًا‭ ‬للربط‭ ‬بين‭ ‬المدن،‭ ‬و60‭ ‬قطارًا‭ ‬مكوكيًّا‭ ‬سريعًا‭ ‬و50‭ ‬قطارًا‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدن‭ ‬الثلاث‭.‬

كما‭ ‬سيتيح‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الطموح‭ ‬لاقتناء‭ ‬عربات‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬بروز‭ ‬منظومة‭ ‬سككية‭ ‬صناعية،‭ ‬وفق‭ ‬البلاغ،‭ ‬ومع‭ ‬معدل‭ ‬اندماج‭ ‬محلي‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬يُبرهن‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬قوي‭ ‬تجاه‭ ‬المقاولة‭ ‬والكفاءات‭ ‬المغربية‭ ‬وستكون‭ ‬له‭ ‬حتمًا‭ ‬آثار‭ ‬إيجابيَّة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وينقسم‭ ‬البرنامج‭ -‬على‭ ‬الخصوص‭- ‬إلى‭ ‬مكونين‭ ‬رئيسيين،‭ ‬أولهما‭ ‬ذو‭ ‬طابع‭ ‬صناعي‭ ‬ويهم‭ ‬إنشاء‭ ‬وتشغيل‭ ‬وحدة‭ ‬صناعية‭ ‬محلية‭ ‬لتصنيع‭ ‬القطارات‭ ‬وإرساء‭ ‬منظومة‭ ‬للموردين‭ ‬والمناولين،‭ ‬ويتعلق‭ ‬المكون‭ ‬الثاني‭ ‬بإحداث‭ ‬شركة‭ ‬مختلطة‭ ‬بين‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬والمكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬لتأمين‭ ‬الصيانة‭ ‬الدائمة‭ ‬والصناعية،‭ ‬التي‭ ‬تُغطّي‭ ‬مدة‭ ‬عمر‭ ‬القطارات‭ ‬مع‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬التكاليف‭.‬

وسيمكن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬الذي‭ ‬سيمتد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬وخلق‭ ‬عدة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر،‭ ‬ومع‭ ‬برنامج‭ ‬التحديث‭ ‬الجديد،‭ ‬تشهد‭ ‬شبكة‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬المغربية‭ ‬برمتها‭ ‬نهضة‭ ‬حقيقية،‭ ‬لا‭ ‬تتعلّق‭ ‬فقط‭ ‬بتمديد‭ ‬شبكة‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬إلى‭ ‬مراكش،‭ ‬وإنَّما‭ ‬أيضا‭ ‬بتحديث‭ ‬وتعزيز‭ ‬وتجديد‭ ‬أسطول‭ ‬قطارات‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬وإحداث‭ ‬شبكة‭ ‬سككية‭ ‬للنقل‭ ‬الجماعي‭ ‬وخلق‭ ‬منظومة‭ ‬صناعية‭ ‬جديدة‭ ‬واعدة‭.‬

وقد‭ ‬تمَّ‭ ‬إنجاز‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستثماري‭ ‬المهمّ‭ ‬لتحديث‭ ‬الشبكة‭ ‬السككية‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬خبرة‭ ‬مقاولات‭ ‬دولية‭ ‬ذائعة‭ ‬الصيت،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بشركة‭ “‬ألستوم‭” ‬الفرنسية‭ ‬للمعدات‭ ‬المتنقلة‭ ‬فائقة‭ ‬السرعة،‭ ‬والشركة‭ ‬الإسبانية‭ “‬كاف‭”‬،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬القطارات‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬بسرعة‭ ‬200‭ ‬كيلومترٍ‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬الشركة‭ ‬الكورية‭ ‬الجنوبية‭ “‬هيونداي‭ ‬روتيم‭” ‬المتخصّصة‭ ‬في‭ ‬قطارات‭ ‬القرب‭ ‬الحضرية،‭ ‬بشروط‭ ‬تمويلية‭ ‬تفضيليَّة‭.‬

*فــي‭ ‬انتــــظــار‭ ‬نصـــــيب‭ ‬جـــهـــة‭ ‬الشـــمــــال‭ ‬

التطوّر‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬خط‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬والأحداث‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬يحتضنها‭ ‬المغرب‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬خصوصًا‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2030،‭ ‬أصبح‭ ‬يتطلَّب‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬السرعة‭ ‬القصوى‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬شبكة‭ ‬النقل‭ ‬السككي‭ ‬الداخلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والجهوي،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬استفادة‭ ‬سكان‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬تنقل‭ ‬مريح‭ ‬ومتطوّر‭ ‬نحو‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬البعيد‭ ‬كما‭ ‬نحو‭ ‬المدن‭ ‬المجاورة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬طنجة‭ ‬محور‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الخط‭ ‬فائق‭ ‬السرعة‭ ‬وبين‭ ‬استفادة‭ ‬مدن‭ ‬جهة‭ ‬طنجة‭ – ‬تطوان‭ – ‬الحسيمة‭ ‬ككل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العروض،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬انعكاساتٌ‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعيَّة‭ ‬والاقتصاديَّة‭ ‬للمنطقة،‭ ‬المتّسمة‭ ‬حاليا‭ ‬بانعدام‭ ‬التوازن‭.‬

والظاهر‭ ‬أنَّ‭ ‬تطوير‭ ‬شبكة‭ ‬النقل‭ ‬عبر‭ ‬القطارات‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬طنجة،‭ ‬أصبحت‭ ‬محسومة،‭ ‬فمؤخرًا‭ ‬تأكد‭ ‬أن‭ ‬محطة‭ ‬مغوغة‭ ‬ستعود‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الإغلاق،‭ ‬إذ‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬الخاص‭ ‬بتوسيعها‭ ‬وتحديثها،‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬والقاضي‭ ‬بضمّ‭ ‬قطعة‭ ‬أرضية‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬الدولة‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬الملك‭ ‬العمومي‭ ‬للدولة‭ ‬بتراب‭ ‬عمالة‭ ‬طنجة‭ – ‬أصيلة،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بوعاء‭ ‬عقاري‭ ‬تقارب‭ ‬مساحته‭ ‬5‭ ‬هكتارات‭ ‬ونصف،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إحداث‭ ‬خطوط‭ ‬سككيَّة‭ ‬داخلية‭.‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬تتجاوز‭ ‬قيمته‭ ‬ملياري‭ ‬درهم‭ ‬بدأت‭ ‬دراساته‭ ‬الأولية‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬المدينة‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬العمومية‭ ‬والمواقع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المحطة‭ ‬الطرقية‭ ‬للحافلات،‭ ‬وأسواق‭ ‬منطقة‭ ‬سيدي‭ ‬احساين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬الذكية‭ “‬طنجة‭ – ‬تك‭”‬،‭ ‬وستكون‭ ‬المحطة‭ ‬الرئيسية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المجمع‭ ‬الحسني‭ ‬الذي‭ ‬يفصله‭ ‬شارع‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭ (‬طريق‭ ‬الرباط‭) ‬عن‭ ‬الملعب‭ ‬الكبير،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقّع‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬العمل‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬سنة‭ ‬2028،‭ ‬وتموله‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وجهة‭ ‬طنجة‭ – ‬تطوان‭ – ‬الحسيمة،‭ ‬ووزارة‭ ‬النقل‭ ‬واللوجيستيك،‭ ‬والمكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭.‬

هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬تتقاطع‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬معلومات‭ ‬أخرى‭ ‬تهم‭ ‬تطوير‭ ‬محطة‭ ‬القطار‭ ‬بمدينتي‭ ‬أصيلة‭ ‬والقصر‭ ‬والكبير،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تجويد‭ ‬خدمات‭ ‬النقل‭ ‬السككي‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬هاتين‭ ‬المدينتين،‭ ‬بما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬ربطهما‭ ‬بشبكة‭ ‬القطار‭ ‬فائق‭ ‬السرعة،‭ ‬لكن‭ ‬المشروع‭ ‬الأهم‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬يتمَّ‭ ‬الحسم‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬هو‭ ‬ذاك‭ ‬المتعلق‭ ‬بإحداث‭ ‬محطة‭ ‬للقطار‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تطوان،‭ ‬لربطها‭ ‬بمدينة‭ ‬طنجة‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬للربط‭ ‬الجهوي‭ ‬بالشمال،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أيضًا‭ ‬استفادة‭ ‬أقاليم‭ ‬أخرى‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الربط‭ ‬السككي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬المضيق‭ – ‬الفنيدق‭ ‬وشفشاون‭.‬

وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬بدأ‭ ‬الإعداد‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬فعليًّا،‭ ‬إذ‭ ‬حصلت‭ ‬شركة‭ “‬إينيكو‭” ‬الهندسية‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬دراسات‭ ‬الجدوى‭ ‬الخاصة‭ ‬بإنجاز‭ ‬خط‭ ‬القطار‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬مدينتين‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬طنجة‭ – ‬تطوان‭ – ‬الحسيمة،‭ ‬وهو‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬الشركة‭ ‬الإسبانية‭ ‬في‭ ‬تحالف‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬CID‭ ‬المغربية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬دراسات‭ ‬4‭ ‬مسارات‭ ‬عمل‭ ‬رئيسية،‭ ‬وتبلغ‭ ‬تكلفته‭ ‬الإجمالية‭ ‬2,7‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬ومدته‭ ‬14‭ ‬شهرًا‭.‬

وينتظر‭ ‬أن‭ ‬تخلص‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬صيغ‭ ‬الربط‭ ‬السككي‭ ‬بين‭ ‬المدينتين‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬85‭ ‬كيلومترًا،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬محطات‭ ‬أساسية‭ ‬مثل‭ ‬ملعب‭ ‬طنجة‭ ‬الكبير‭ ‬والمطارات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬خط‭ ‬نحو‭ ‬المدينة‭ ‬الجديدة‭ “‬الشرافات‭” ‬وجماعة‭ ‬اكزناية‭ ‬والمنطقة‭ ‬الصناعية‭ ‬للمدينة‭ ‬الذكية‭ “‬طنجة‭ – ‬تك‭”‬،‭ ‬وَفْق‭ ‬ما‭ ‬تمَّ‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭.‬

رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬جهة‭ ‬طنجة‭-‬تطوان‭-‬الحسيمة،‭ ‬عمر‭ ‬مورو،‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تنزيل‭ ‬مشروع‭ ‬الربط‭ ‬السككي‭ ‬بين‭ ‬مدينتي‭ ‬طنجة‭ ‬وتطوان،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬أشغال‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬مبرزًا‭ ‬أنَّ‭ ‬التحدي‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمشروع‭ ‬يبقى‭ ‬هو‭ ‬التمويل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬حثّ‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬واللوجيستيك‭ ‬السابق،‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الجليل،‭ ‬جميع‭ ‬الفرقاء‭ ‬المعنيين،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬المجالس‭ ‬المنتخبة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والجهوي،‭ ‬وكذا‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية،‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬الصيغ‭ ‬المناسبة‭ ‬لتمويل‭ ‬مشروع‭ ‬وإخراجه‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

تابعنا على الفيسبوك