تواصل معنا

مجتمع

مهن ووظائف جديدة ظهرت عقب انتشار جائحة كورونا بعاصمة البوغاز

أدَّى الانتشار الواسع لفيروس «كورونا» إلى بروز مجموعةٍ من الوظائف الجديدة، المرتبطة أساسًا بالمتغيرات، الَّتِي لحقت سوق العمل عقب انتشار جائحة (كوفيد)، الَّتِي خلَّفت خسائرَ في الأرواح والاقتصاد، وغيَّرت نمط التفكير المجتمعي لمفهوم العمل. مدينة طنجة –وعلى غرار باقي مدن المغرب– شهدت تحوّلات هيكليَّة كبيرة، مسَّت عددًا من القطاعات، هَذِهِ التحوّلات عجَّلت بالإقبال على العمل الحرّ كقاطرة للاندماج المهنيّ، عن طريق ابتكار طرقٍ حديثةٍ لتلبية متطلبات السوق المتزايدة.

  • انتعاش خدمات التوصيل المنزلي الذي أصبح أهم جزء في عمل المطاعم والمقاهي

وجد أربابُ المطاعم والمقاهي –عقب قرار الحجر الصحي– أنفسهم أمام ضرورة توظيف عددٍ من الشباب؛ لتوصيل الطلبيات إلى الزبائن، وتمكَّن عددٌ من الشباب من إيجاد فرص عمل، بعدما كانوا –حتى الأمس القريب– يعانون العطالة، خصوصًا أنَّ زبائن المطاعم ونتيجة الخوف من فيروس «كورونا» قرَّروا المكوث في المنازل وطلب الأكل عبر الهاتف، الشيء الَّذِي دفع معظم المطاعم إلى الإعلان عن وظائف مُؤقّتة للتوصيل، لتصبح بعد ذلك هَذِهِ الوظائف المؤقتة، وظائفَ مستقرّةً كون الغالبية الكبرى من الزبائن، حتّى بعد بدء حملة التلقيح، يُفضّلون طلبَ الأكل عبر الهاتف، وبالرغم من أنَّ العاملين في خِدْمات التوصيل المنزلي بمدينة طنجة، لا يستفيدون من عددٍ من الحقوق الَّتِي يضمنها لهم القانون؛ فإنَّهم يعتقدون أنَّ الإقبالَ الكبيرَ سيُمكّنهم من انتزاع مكتسبات في المستقبل القريب، فيكفي أن تكون ابن مدينة طنجة وتعرف أسماءَ الأحياء والأزقّة، وتملك دراجةً ناريّةً لتجد وظيفة بكلّ سهولة في أحد المطاعم الكبرى.

  • دراجات التريبرتور لتنظيف السيارات

بما أنَّ عددًا من أصحاب السيَّارات بمدينة طنجة –وبحكم انشغالاتهم العمليّة والمهنيّة– لا يجدون الوقت للذهاب إلى الأماكن المُخصّصة لغسيل السيَّارات، هَذَا الإشكال وجد فيه مجموعة من الشباب، مُنطلقًا لبدء مشروعهم الخاص، حيث حوّلوا درجاتهم النارية الثلاثية العجلات (أو ما يطلق عليه التريبرتور) إلى مغسل للسيَّارات، كما جهَّزوا مشاريعهم بعددٍ من المعدّات، الَّتِي تجعل زبائنهم، راضين عن الخِدْمات المُقدّمة لهم. فيما يكسب أصحاب هَذِهِ الدرجات دخلًا يوميًا يُجنّبهم شبح البطالة. الفكرة بدأت في مصر لتنتقل بعد ذلك إلى المغرب، وتجد إقبالًا كبيرًا؛ كونها لا تحتاج إلى رأس مال كبير، فقط العزيمة والإرادة، ويرى أصحاب هَذِهِ المشروع، أنَّ إشعال شمعة خيرٌ من لعن الظلام، (أي أنَّ البدء من الصفر والتوجه بخُطى ثابتة نحو المستقبل) أفضل من انتظار سياسات حكومية للتشغيل.

  • مُسيّرو صفحات منصات التواصل الاجتماعي

مصائب قوم عند قوم فوائده، بطريقة أو أخرى، تحوَّلت منصات التواصل الاجتماعيّ إلى عمل يدرّ دخلًا على الأفراد، فبعدما أصبحت جُلّ المقاولات والشركات تروج لمنتجاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، تمكّن عددٌ من شباب طنجة من إيجاد وظائف، من خلال تسيير صفحات شركات ومقاولات عن طريق وضع إعلانات، والإجابة عن تساؤلات الزبائن، والتعريف بمزايا الخِدْمات المُقدّمة وغيرها من الأمور الأخرى المرتبطة بطريقة عمل الشركات، الَّتِي تحاول الترويج لاسمها وسط مُرتادي العالم الافتراضي، ولأنَّ مفهوم التسويق تغيّر بعد زمن «كورونا» لم تعد الحاجة إلى البحث عن الزبائن شيئًا ذا أهمية، بل الأهمية تكمن في كيفية إيصال المنتج للزبون، وهو في منزله يتصفّح حسابه عبر «فايسبوك أو إنستغرام»، كما أنَّ ما بات يُعرف بالمُؤثّرين على السوشيال ميديا، تمكّنوا من عمل إشهارات لمجموعة من الشركات مقابل مبالغ مادية، ومنهم من أصبح يُسيّر صفحات شركات كبرى، هَذِهِ الأخيرة الَّتِي تعلن يوميًا عن طلب عمّال لشغل هَذَا المنصب.

  • ألو بريكولاج

هي خدمة يُقدّمها عددٌ من الشباب من تخصصات مختلفة (صباغة، إصلاح الماء والكهرباء، نجارة، بناء…). في الوقت الَّذِي أعلنت فيه الحكومة المغربيّة عن حجرٍ صحيٍّ شامل لمدّة ثلاثة أشهر، تفرَّغت مجموعة من الأسر إلى الاعتناء بمنازلها وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ولأنَّ الإغلاق شمل كلَّ القطاعات الحرفية، لجأ بعضُ الأفراد إلى تكوين فريق عمل من مجموعة تخصّصات، ووضعوا أنفسهم رهن إشارة الراغبين في تصليح منازلهم. فلسفة الفريق تقوم على إرسال عضوٍ أو أكثر إلى عنوان الزبائن المفترضين لتقديم خدمات (البريكولاج) بأثمنة معقولة. ففي السابق العامل هو مَن يُحدّد السعر والوقت الَّذِي يمكنه أن يشتغل فيه، لكن مع ظهور مقاولات البريكولاج، تغيّر كلُّ شيء. فالزبون أصبح مَن يُحدّد الوقتَ، ويختار الثمنَ الَّذِي يناسبه. هَذِهِ المقاولات –الَّتِي أُنشئت حديثًا– لاقت رواجًا كبيرًا، خصوصًا أنَّ الاستفادة تكون لصالح الطرفين. إنَّ الإقبالَ الكبيرَ، على هَذَا النوع الجديد من الخِدْمات، وفَّر فُرصَ شغلٍ للحرفيّين ومدخولًا إضافيًا لم يكن بإمكانهم تحقيقه في السابق.

  • بيع الملابس وأثاث المنازل من خلال المتاجر الإلكترونية

معظم الشباب بمدينة طنجة، كان –حتى الأمس القريب– يَعْدُل عن فكرة، بدء مشروعٍ خاصٍّ لبيع الملابس أو أثاث المنزل؛ بسبب ارتفاع ثمن كراء المحلات التجاريّة، لكن بعد فيروس «كورونا»، لم تعد هناك حاجة إلى كراء محل، والبدء في التجارة؛ لأنَّ فتح صفحة على (الفايسبوك) أو تأسيس متجر إلكتروني حلّ محلّ الكراء، بحيث تحوّلت منازل السكن إلى مستودعات لتخزين البضاعة، وما على الزبون سوى اختيار المنتج الَّذِي يريده ويُحدّد عنوانه ليتوصل ببضاعته في أقرب وقت، دون أن يُكلف نفسه عناء البحث في المتاجر والمساومة على الأثمنة، وهو الشيء الَّذِي دفع بهَؤُلَاءِ الشباب إلى تقنين عملهم والانخراط في مشروع المقاول الذاتي، فيسترد السلع من مدينة الدار البيضاء، ويضعها في متجره الإلكتروني، وينطلق في مشروعه، هَذَا النوع الجديد من التسويق، ولأنّه لا يحتاج إلى مبالغ مالية كبرى للبدء، مثَّل فرصةً للعاطلين للانطلاق سواء بشكل فرديّ أو تشاركيّ.

تابعنا على الفيسبوك