إقتصاد
مهنيو قطاع الصناعة التقليدية بطنجة يراهنون على موسم الصيف للتخفيف من وطأة الأزمة

لا تزال لغة الصمت تؤثر سلبًا في الصنّاع التقليديّين بمدينة طنجة، عكس ما كان متوقعًا من طرف عددٍ من العاملين في القطاع الَّذِينَ تفاءلوا بعد قرار الحكومة تخفيف الإجراءات الراميّة لاحتواء كورونا «إثر النتائج الإيجابيّة المسجلة والتقدم في حملة التلقيح» أنّهم سيتمكنون من العودة إلى العمل وتحقيق أرباحٍ تُخرجهم من حالة الركود، الَّتِي عاشوها لنحو سنة ونصف بسبب انتشار جائحة «كورونا».
على طول الشارع الموجود بالمدينة القديمة في طنجة، يقف مهنيو الصناعة التقليدية، أمام محلاتهم التجاريّة وكلّهم أمل في أن يتوافد الزوّار على المكان ليتمكنوا من بيع منتوجاتهم، الَّتِي طالها النسيان، وكسب المال لتسديد الفواتير والديون المتراكمة، إلا ألَّا صوت يعلوا هناك عن صوت العزوف، وهو ما يرجعه المهنيّون إلى الوضع الاجتماعيّ، الَّذِي يعيشه المواطن المغربي المتأثر بالجائحة.
كما أنّ جُلّ العاملين في القطاع تأثروا بنيران الأزمة الصحيّة، مع تراجع المداخيل مطلع هَذَا العام، حيث يراهن العاملون في قطاع الصناعة التقليدية حاليًا على موسم الصيف لتحقيق انتعاش يخفف من وطأة الأزمة، لكنّ النهوض المأمول يبدو «مُهدّدًا» في غياب برنامج واضح لفتح الحدود وتخفيف القيود المفروضة على التنقل.
وتأثر القطاع في عاصمة البوغاز بشكلٍ واضحٍ، خصوصًا أنّه لم يستفد من الدينامية الكبيرة، الَّتِي عرفها في السنوات الفارطة لعدم وجود سياسة واضحة، تجعل القطاع محصنًا من أيّ أزمة، وهَذَا بالضرورة يحيل إلى شلل الجهات الوصية وعدم قدرتها على وضع استراتيجية تضع نصب أعينها مجموعة من الاحتمالات كان من شأنها تجنيب العاملين في القطاع من تكبد الخسائر.
في هَذَا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنّ الصناعة التقليدية بمدينة طنجة، يُمكن أن تُشكّل رافعة أساسية للتنمية السوسيو–اقتصادية، في حالة إيلاء اهتمامٍ كبيرٍ لهَذَا القطاع، حتّى يستعيد مكانته، عن طريق مساعدة الحرفيين عبر مختلف الوسائل (قروض، وسكن اجتماعي، وتغطية صحية) كي يمضوا قدمًا ويساهموا في الحفاظ على هَذَا الإرث الثمين بالجهة.
