ثقافة
مندوبية الثقافة.. تغيير الأسماء لن يغير الواقع

عُيّنت -مؤخرًا- زهور أمهاوش مديرة جهوية لوزارة الثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عوضًا عن كمال بن ليمون، الَّذِي كان قد عُيّن سنة 2019، في عهد الوزير السابق محمد الأعرج. تغيير يأمل الكثيرون أن يطالَ البنيات الثقافية التحتية بالمدينة أيضًا، ويحدث تغييرًا ملموسًا على أكثر من مستوى.
لكنَّ المشكلةَ الحقيقيةَ، أنَّ الأمر لا يتعلق بتغيير اسم باسم فقط، فالأمر أكبر من ذلك، فقد بذل المديرُ السابقُ مجهوداتٍ كبيرةً، وكانت علاقته بكلّ المتدخلين جيّدة، لكنَّ الحال مع ذلك ظلَّ على ما هو عليه بشكل عام. وبالتالي، فحضور المديرة الجديدة لن يُضيف شيئًا لما هو موجود، ما لم يُنْظر إلى أصل المشكل وصلبه.
فالمشكل يكمن -بالدرجة الأولى- في قلة الموارد البشرية المؤهلة لتسيير عددٍ من المرافق الثقافية في المدينة، الَّتِي اكتمل بناؤها وتجهيزُها، لكنَّها -للأسف- بقيت «محلّك سر»، دون أن تقدم الدور المنوط بها، أو تعوض الميزانيات الكبيرة الَّتِي صرفت عليها. فقصر الثقافة والفنون، هَذَا البناء الرائع والفخم، يحتاج -على الأقل- إلى 35 موظفًا مُؤهلًا؛ من أجل تسييره، كما تحتاج المكتبة الوسائطية «اقرأ» إلى ما يقارب 20 موظفًا؛ كي يمكنها الاشتغال وتأدية دورها التثقيفي والمعرفي.
ومن المعلوم، أنّه لم تُحْدَث مناصبُ جديدةٌ في الوزارة بشكل سنوي في قانون المالية، لهَذَا فإن ما هو واضح للعيان أنَّ الحال سيبقى على ما هو عليه، مهما حدث من تغييرات على مستوى المناصب، لأنَّ أصل المشكل قائم وباقٍ.
