تواصل معنا

الجهة

لماذا يتم تهميش حي عزفة بالفنيدق رغم توافره على أحد أبرز المعالم التاريخية بالجهة؟

تسود حالة من الاحتقان والغضب لدى ساكنة حي عزفة بمدينة الفنيدق، نتيجة عدم وفاء رئيس المجلس الجماعي، بوعوده في تهيئة الحيّ، وإقصائه من برامج الإصلاح والبنية التحتيّة الأساسية جميعها، واعتبار سكان المنطقة قوّة ديمغرافية يجب استغلالها في الانتخابات فقط وليس كقوة اقتراحيّة من شأنها المساهمة جنبًا إلى جنب في إعادة الحياة إلى حيّ ليس كباقي أحياء الفنيدق.

حي عزفة ورغم أنّه يُعدُّ أقدم أحياء الفنيدق، بل أصل المدينة ومنبع كينونتها إلى جانب بني مزالة وحيضرة، فإن ساكنته تعيش حالة من التهميش وعدم اكتراثية المجلس الجماعي لنداء واستغاثة سكان المنطقة الراغبين في تهيئة الحيّ، الَّذِي يُوجد به أحد أهمّ المعالم الأثرية في جهة الشمال، ألا وهو ضريح سيدي أحمد العزفي آخر حكام إمارة سبتة.

وفي اتّصال هاتفي، قال الفاعل الجمعوي، ابن المنطقة أيوب السعود، لجريدة «لاديبيش الشمال» إنّ الساكنة، ومنذ سنوات عديدة، ما زالت في انتظار التفاتة المسؤولين لهَذَا الحيّ، الَّذِي يُؤرّخ لحقبة تاريخيّة وهوية مدينة الفنيدق من جهة، وكذا توفير مراكز ثقافيّة وترفيهيّة ورياضيّة من جهة أخرى، لكنهم لا يزالون في الانتظار.

وأضاف المتحدث، أنّ المجالس المتعاقبة على المدينة، وآخرها حزب العدالة والتنمية، فشل فشلًا ذريعًا في النهوض بالشأن الثقافيّ والاجتماعيّ بالمنطقة، بل أنه ساهم بشكل مباشر في طمس العديد من المعالم التاريخيّة، لو أنّ المجالس اهتمّوا بها وَفْق رؤية استراتيجيّة لتمكّنوا من خلق فضاءٍ سياحيٍّ له جذور ضاربة في التاريخ (حي عزفة على سبيل المثال).

وتابع المتحدث، أنّ هناك مرشحين من سكان الحيّ، لم يلتزموا بوعودهم تجاه الساكنة، وقرَّروا التخلي عن الحي وساكنته بشكلٍ كاملٍ في مراحل متعدّدة بدافع «انتقامي»، وذلك لعدم التصويت عليهم في الانتخابات، كما أنَّ جزءًا كبيرًا من الحي بالرغم من أنّه تابع للمجال الحضري فلا يتوافر على أبسط الشروط الواجب توافرها.

وبحسب المصدر نفسه، لا يتوافر الحي على مؤسّسات ثقافيّة أو رياضيّة، ولا حتّى مدارس قريبة رغم أنّ التعداد السكني في تزايد مُستمرّ، ما يطرح أسئلة آنية عن الأسباب الخفية وراء تهميش حيّ عزفة وعدم وجود مبادرات جدية لانتشاله من حالة التهميش الَّتِي يعيشها.

وفي الختام، أكّد المتحدث، أنّ الحي الَّذِي كان موضوعًا لعددٍ كبيرٍ من البحوث التاريخيّة، يعيش في طي النسيان حاليًا، ولم تنفع لا احتجاجات أو مراسلات في إيقاظ ضمائر المسؤولين، الَّذِينَ فضَّلوا صم آذانهم نهائيًا عن الاستماع إلى شكايات الساكنة المتضرّرة.

تابعنا على الفيسبوك