تواصل معنا

مقالات الرأي

لماذا لن تنجح حملة مقاطعة شركات زيوت المائدة ؟ ..هكذا تحولت الدولة الى فرصة إستتمارية لجمع الأموال وتحقيق المكاسب

أنوار المجاهد

في وقت يعاني منه المواطن المغربي الفقير وضعا إجتماعيا صعبا ، عادت الجهات التي تستغل غياب نظام سياسي بقواعده المعروفة ومعاييره المتفقة عليها ، لتلعب على وثر السلم الإجتماعي عن طريق زيادات في الماء والكهرباء وبعض المواد الغذائية الأساسية أخرها ” زيوت المائدة ، ما يؤكد أن الدولة تحولت الى فرصة إستتمارية لجمع الأموال وتحقيق المكاسب الشخصية على حساب الطبقات المسحوقة ، والواضح أن الجهات التي تقوم بهذه الأدوار ليست أحزاب أو تكتلات أو حتى مسؤولين حكوميين ، بل شركات وطنية راكمت من رأس المال ما يجعلها لوبي قوي يتعامل بمنطق الربح أو الخسارة ولايهمه الوضع الإجتماعي الصعب للمواطنين .
إن الحديث عن هذه الشركات يؤخدنا بالضرورة الى الحديث عن الجهات التي قامت بتسخير جميع الإمكانيات والوسائل المتاحة لدعمها ، حيث ان الملاحظ أن القطاعات الوزاررية تحولت الى مقاطعات إقتصادية لهذه الشركات ما ينفي الغاية الأساسية من تواجد المؤسسات الرسمية كون هذه الأخيرة تحولت الى سمسار يسهل على الشركات مراكمة أرباح بعيدا عن منطق المشروع والغير المشروع بل بمنطق السوق كما يقال رابح خاسر .
قبل بضع سنوات كان المغاربة مع موعد لبدئ حملة مقاطعات المنتوجات التي تم الزيادة فيها إلا أن الحملة التي كانت بدايتها ناجحة لم تستمر وفشلت دون تحقيق الغاية من بدايتها فمقاطعة شركة سنطرال، وشركة إفريقيا ، وسيدي علي…لم يكلل لها النجاح ولا يزال ثمن تلك المنتوجات كما كان عليه ، ولم يتم تخفيضه الشئ الذي يؤكد أن محاولة مقاطعة شركات زيوت المائدة في المغرب لن تنجح أبدا لسبب بسيط هو أن ” المقاطعة قامت بتقوية الشركات السياسية ، حيث يعتقد أنها قامت بإنتاج تكتل إقتصادي يعمل على شل مؤسسات الدولة من حيث الكفاءة والانتاج والجودة وغيرها وتحولت البلاد الى ساحة استيراد مفتوحة م يفسر إستفادة هذه الجهات من حتمية بقاء الوضع كما هو نتيجة شراهة لتحقيق الأموال .
وليس غريبا ، أن تفشل حملة المقاطعة هذه ، فالمسؤول الحكومي لم يعد قادرا على مواجهة جشع الشركات الرأسمالية في وقت تمكنت منه الشركات من تحصين تواجدها بمقومات سياسية واقتصادية واعلامية ، وستقوم بتسخبير كل قوتها للدفاع عن مصالحها ولو خرج المغاربة في إحتجاجات مليونية .

تابعنا على الفيسبوك