رياضة
كلاسيكو بنزيما

ستجري يوم غدّ الأحد على أرضية ملعب «نيو كامب» مقابلة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، مقابلة لا تشبه باقي المباريات، لا يهمُّ ترتيب الفريقين أو مستواهم التقني، لكنَّ الأهم هو روح المنافسة، الَّتِي ترتفع لدى اللاعبين وانتظارات الجماهير الَّتِي لا تقبل الخسارة.
لكننا إذا استقرأنا وضعية الفريقين قبل المباراة، سنلمس تفوقًا للنادي الملكي، الَّذِي سيصل برشلونة وهو منتعش بأهدافه الخمسة ضد شاختار دونست الأوكراني، في دوري أبطال أوروبّا، على عكس برشلونة الَّذِي انتصر بهدف يتيم فوق أرضية ملعبه على دينامو كييف، بمستوى غير مقنع دفع الجمهور القليل، الَّذِي حضر المباراة إلى التصفير احتجاجًا على بعض اللاعبين.
على مستوى الدفاع، يبدو ريال مدريد أكثر استقرارًا، خصوصًا مع عودة ميندي بعد ستة أشهر على إصابته، حيث برز في لقاء تشامبيونز فلعب سبعين دقيقة، ومرَّر تسعةً وعشرين تمريرةً ناجحة، ما أثبت للمدرب أنشلوتي وجماهير ريال مدريد، أن عودة مارسيلو مستحيلةً، دخول ميندي سيسمح لألابا بالتركيز على وسط الدفاع، أما ميليطا وناشو فسيتنافسان على المركز الآخر بجانب ألابا، دفاع الريال لا ينقصه إلا عودة كارفاخال المدافع الأيمن. أمَّا دفاع البارسا فهو ما زال تحت التجربة المستمرّة، لم يستقرَّ كومان على رباعي الدفاع، الشيء الوحيد الَّذِي نجح فيه المدرب هو إخراج أومتيتي من حساباته. بعد إصابة أراووخو وطرد إيريط كارثيا عاد دفاع برشلونة للاهتزاز -لحد الآن- لا يعرف من هو الأساسي أو البديل.
وسط ميدان ريال مدريد متكون من كاسيميرو ومودريتش وكروس، ثلاثة لاعبين يعرفون بعضهم جيّدا، بينهم انسجامٌ كبيرٌ، قضوا سنوات طويلة جنبًا لجنب، كروس مرَّر ثمانين تمريرة ناجحة في مقابلة «تشامبيونز ليغ» الأخيرة، كاسيميرو شكل سدًّا منيعًا أمام مهاجمي الفريق الخصم، ومودريتش تميّز في الشوط الثاني بتمريراته المتقنة لفنيسيوس، الَّتِي كانت سببًا في التهديف.
بالمقابل وسط ميدان برشلونة يفتقر للانسجام، بعد إصابة بيدري اضّطر كومان إلى تجريب عدد من اللاعبين كنيكو، كافي المتألق، ريكي.. في بعض الأحيان يشرك كوتينيو في الوسط أو سيرجي روبيرتو، الَّذِي يتحوّل في بعض المقابلات إلى مهاجم.. وسط الميدان هو الَّذِي يصنع شخصية أي فريق، وبرشلونة فاقد لهويته الكروية منذ فقد إنييستا وتشافي.
أمَّا الهجوم، فقد أصبح بنزيما نجم ريال مدريد دون منازع، يقارن بميسي وكريستيانو، سجل هَذَا الموسم أحد عشر هدفًا في إحدى عشرة مباراة رسمية، إضافة إلى هدفين مع المنتخب الفرنسي ومرَّر ثماني تمريرات انتهت بأهداف، في مقابلته ضد شاختار دونست، اختير بنزيما أحسن لاعب في المباراة، هَذَا دون نسيان المتألق البرازيلي فينيسيوس، الَّذِي سجَّل هدفًا رائعًا الثلاثاء الماضي.
أمَّا هجوم البارسا، فيمكننا قياس قوته بمقارنته مع السنوات السابقة، حيث كان متكونًا من ميسي وسواريز ونيمار، أمَّا الآن وفي غياب أنسو فاتي، فإنه أصبح متكونًا من لوك ديجونغ وديباي وبراتوايت المصاب، هَؤُلَاءِ الثلاثة باستثناء ديباي لا يستحقون اللعب في صفوف البارسا ولا حمل قميصه.
هناك عامل آخر -لا يقل أهمية عن كل ما ذكر- يجعل من ريال مدريد أفضل من البارسا في كلاسيكو يوم غد، هو رغبة لاعبي الريال في التألق وتسجيل الأهداف وطريقة لعبهم الَّتِي تبصم عن شخصية قوية للفريق، أمَّا برشلونة فهو دون شخصية ودون قائد للعب، مدربه غير مستقرّ في خطته مرة يلعب بـ5-3-2 و مرة أخرى بـ4-3-3، الَّتِي عُرفت وتألقت بها برشلونة، كما أنَّ شخصية كومان لا تساعده على تحفيز اللاعبين، بل يساهم في إحباطهم، خصوصًا في تصريحاته الصحفية الأخيرة، حيث أعلن أنَّ الفريق لا يمكنه المنافسة على أيّ شيء هَذَا الموسم، ما أغضب بعض لاعبي الفريق، الَّذِينَ ردّوا عليه في وسائل الإعلام قائلين: إذا كنا لن ننافس على أي لقب، ماذا نفعل هنا؟
رغم كل هَذَا قد تنقلب الموازين في أثناء المباراة، ويتفوق البارسا، خصوصًا أنّه أمام جمهوره، لكن بشرط التغلّب على نفسية الإحباط، الَّتِي تهيمن على الفريق، وإلا فإنّه سيعاني أمام فنيسيوس وبنزيما، الَّذِي يسعى للفوز بالكرة الذهبية.
