تواصل معنا

آخر الأخبار

قنصل تراكونا تلجأ إلى خدمات ” الدعارة الإعلامية

بقلم: عبد الرحيم الزباخ
نماذج كثيرةٌ من المسؤولين الَّذِينَ يدفعون دعاماتٍ ماليةً كبرى مقابل التسويق لصورتهم الشخصية وللخِدْمات المفروض تقديمها، في قالب يتوافق مع التدبير المعقلن المعمول به عند سائر الإدارات، وهَذَا أمر مفهوم إذا ما قارناه بالنمط السائد والمألوف لدى البعض، خاصةً مَن يستعينون لتحقيق هَذِهِ المآرب بالعمَّال والمُوظّفين أحيانًا، وبالهدر المالي للتسويق الإعلامي في أحايين أخرى، لكن يصعب هَذَا الفهم حين يلجأ البعض الآخر إلى التخلّي عن هَذِهِ الوسائل واستبدالها بوسائل أخرى أكثر قبحًا وبشاعةً، وتزداد قيمة ميزانيتها كلَّما قلَّت الكفاءة لدى هَذَا المسؤول.

المسؤولة عن القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة تارغونا، الأستاذة سلوى بشري، أضافت لهَذَا المجال بدعًا سيئةً، وخرقت كلَّ العوائد في الممارسة المهنيّة، واستغنت كُلّيًا عن صفات المسؤول اللبق، وفضَّلت سلوك منهج الارتجالية والتغريد خارج السرب، ومعينُها الأوحد في ذلك جمعيات مهترئة لا دخل لها بالعمل الإداريّ، ولا همَّ لها خارج الوطن، سوى التزلّف والتملّق لكلّ قادم على رأس مؤسّسة، لها مصالح متبادلة بين هَذِهِ الهيئات بمنطق «دفعلي ندفعلك» أو بمنطق «حامي عليّ نحامي عليك».

سلوى بشري، ضيَّعت كلَّ الأماني بهَذِهِ السياسة، بما في ذلك طموحها كباقي أقرانها، بأن تُصبح سفيرة للمملكة المغربيّة، وهو أعلى سُلم التراتبية في السلك الدبلوماسي، ولا يمنح إلا لمَن اتّسمت فيه صفات تمثيل صاحب الجلالة، وما يُؤكّد طرحنا هَذَا هو الابتكار والابتداع المبالغ فيه، حين كان منطق الدولة واضحًا في التعامل بحكمةٍ وتعقلٍ وقت أزمة الجوار، وحطَّمت بسلوكها ولباسها هَذَا البرتوكول، وقدمت إلى حفل تخليد ذكرى المسيرة الخضراء بلباس أشبه ما يكون بلباس الحربِ، واختارت لذلك توقيتًا غريبًا كغرابة فعلها، علمًا أنَّ في منطق الدبلوماسية يحسب على المسؤول كلّ خطواته، بما فيها الهيئة والهندام، واختيار الوقت المناسب لتمرير الرسائل، وهو توقيت يتوافق بدقّة مع سياسة الدولة، وهو ما غاب عن معسكر قنصلية تارغونا.

وبنفس العقلية الهجومية، حاولت الأخيرة الاستعانة بشرذمةٍ من جمعيات الولائم، لترد على مقال نشرناه سابقًا على صفحات موقع «لاديبيش 24»، معتمدين في ذلك على المصداقية والمهنية في التعامل، وكان الأولى من السيّدة أن تسلك المسلك نفسه، وتنحاز إلى حقّ الردّ المشروع، في إطار التواصل والانفتاح على المؤسّسات الإعلاميّة، عوض اللجوء إلى مجموعة لم تسعفها سوى بورقة مقزمة الحجم والمعنى زادت الطين بلبلة.

لم تكتفِ صاحبة المنجزات الركيكة بهَذَا، بل حاولت -على حدود إمكانيتها المتاحة في هَذَا المجال وباقي المجالات الأخرى طبعا- الاستعانة بصديق، ولسوء الحظّ لم يكن الصديق سوى ممتهنة تبيع الهوى في سوق النخاسة الجمعوية بطوليدو، لترد جزءًا من جميل السيدة القنصل، الَّتِي أكرمتها بحفل زفاف حضره القاصي، ولم يحضره الداني، الَّتِي أشَّارت إليها بحكم خبرتها الكبيرة في مجال الدعارة الإعلامية، أن تلجأ إلى مُنتشٍ آخر ينتمي للسوق نفسه، فكَّر وقدَّر لينتج ورقةً لها من الأخطاء ما يستحيي طالب مبتدئ أن يرتكبها في يوم امتحانه، مقال له من الصفات الدنيئة والاعتداء الصريح لغةً وأسلوبًا وفكرًا ما تنأى عن حمله جبال تارغونا، وهَذَا يعكس أوجه التعامل والمنهج المعتمد لسياسة التواصل مع المؤسّسات العموميّة والخاصّة.

تابعنا على الفيسبوك