الجهة
فاجعة درنة الليبية تبرز أهمية صيانة السدود.. فهل تخضع سدود طنجة لصيانة دورية؟

رغم انشغال الطنجاويّين بالمجهودات الوطنية لإغاثة المناطق المنكوبة، جراء زلزال الحوز، سادت حالةٌ من الأسف والتعاطف مع ضحايا فاجعة درنة الليبيَّة، وأثار انهيار سدين -إثر تعرضهما لإعصار «دانيال» بمدينة درنة الليبيّة- جدلًا بشأن الأسباب الَّتِي أدت إلى الانهيار، وما نتج عنه من كارثة أودت بحياة الآلاف من الضحايا، في حين أوضحت جهات رسمية ليبية أنَّ عدم صيانة السدّين كان من أسباب انهيارهما تحت ضغط السيول.
وبحسب دراسة نشرتها جامعة سرت العام الماضي، فإنَّ حوض وادي درنة بالخصوص مثَّل دائمًا احتمالية عالية لخطر الفيضانات، لأنَّ السدودَ تتطلب صيانةً دوريةً، في حين لم تُجرَ أي صيانة على سد وادي درنة منذ إنشائه عام 1977.
النقاش حول سدّي درنة الليبيّة طُرحت معه كثير من التساؤلات حول مسألة الصيانة الدورية للسدود المحيطة بمدينة طنجة، وكذا مستويات الاستعداد لمختلف سيناريوهات الفيضانات. وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش» فإنَّ المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي اللوكوس، قد صادق في اجتماع يناير الماضي على مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية بحوض اللكوس، الَّذِي أُعدّ بتشاور وتنسيق مع مختلف الفاعلين المؤسّساتيين، كما صُودق على خمسة مشاريع اتّفاقيات شراكة، وتهم -على الخصوص- إنجاز مشروع حماية جماعة اكزناية من الفيضانات، وتوسيع وتحديث شبكة القياس الهيدرولوجي، وكذا تنفيذ البرنامج الاستعجالي لحماية مدينة طنجة من الفيضانات 2022-2025، علاوةً على صيانة وإصلاح سدود المنطقة وأيضًا إزالة الأوحال من السدود الصغرى.
كما سبق لوكالة الحوض المائي اللكوس، أن درست أكثر من 90 في المئة من المناطق المعرضة للفيضانات، الَّتِي جُرِدَت، حيث عُولج -بشكل جزئي أو كلي- 56 في المئة من هَذِهِ المناطق، كما عملت الوكالة ووزارة التجهيز على إنجاز مشاريع كبرى للحماية من الفيضانات كالبرنامج الاستعجالي لحماية مدينة طنجة، ومشروعي حماية جماعة اكزناية بعمالة طنجة أصيلة، ومركز الجبهة بإقليم شفشاون، وستعزز هَذِهِ الجهود أيضًا بتوسيع وعصرنة شبكة الإنذار المبكر للفيضانات.
وبالعودة إلى تقارير سابقة للوكالة، فقد خُصّص -خلال السنة 2021- 9.66 مليون درهم لإصلاح وصيانة السدود، منها 1.95 مليون درهم لتنفيذ أشغال صيانة وترميم منشآت الهندسة المدنية بالسدود المعنية، و0.74 مليون درهم لتهيئة المباني التقنية بالسدود.
وخُصص غلاف مالي بقيمة 0.76 مليون درهم لصيانة وترميم المباني الإدارية للسدود، و2.89 مليون درهم لصيانة وإصلاح التجهيزات الهيدروميكانكية والالكتروميكانية بالسدود، و0.64 مليون درهم للصيانة الاعتيادية للسدود، و0.8 مليون درهم لصيانة المعدات السمعية البصرية، و0.24 مليون درهم لاقتناء اللوازم الكهربائية وقطع الغيار والعقاقير وأدوات ومستلزمات الصيانة، و1.55 مليون درهم لجسّ وفحص المنشآت المائية.
ويتعلق الأمر بسدود واد المخازن ودار الخروفة بمنطقة اللوكوس، وابن بطوطة و9 أبريل وطنجة المتوسط بمنطقة طنجة، والنخلة وسمير ومولاي الحسن بن المهدي والشريف الإدريسي بمنطقة تطوان، وسد شفشاون ومحمد بن عبد الكريم الخطابي والجمعة بمنطقة الحسيمة.
كما أوضح تقرير آخر لوكالة الحوض المائي اللكوس، برسم سنة 2020 رصد 8.78 مليون درهم لإصلاح وصيانة سدود منطقة الشمال، منها 2.77 مليون درهم لتنفيذ اشغال صيانة وترميم منشآت الهندسة المدنية بالسدود المعنية، و0.66 مليون درهم لصيانة وترميم المباني الإدارية للسدود، و2.37 مليون درهم لصيانة وإصلاح التجهيزات الهيدروميكانكية والالكتروميكانيكية بالسدود.
كما خُصّص -خلال سنة 2020- 0.69 مليون درهم للصيانة الاعتيادية للسدود، و0.15 مليون درهم لصيانة المعدات السمعية البصرية، و0.14 مليون درهم لاقتناء اللوازم الكهربائية وقطع الغيار والعقاقير وأدوات ومستلزمات الصيانة ومليوني درهم لجس وفحص المنشآت المائية.
