إقتصاد
طنجة.. وسائل الوقاية الفردية المستخدمة من طرف عمال الشركات الصناعية تهديد حقيقي للصحة

أكَّد مصدرٌ مهنيٌّ لأسبوعية «لاديبيش الشمال» و موقع «لاديبيش 24»، أنَّ مستخدمين في مجموعة من الشركات الموجودة بالمنطقة الصناعية الحرة-اكزناية، يشتكون خرق الوحدات الصناعية القوانين الجاري بها العمل، فيما يخص تأمين السلامة الصحية للعاملين، وأضاف أنَّ عمالَ بعض الشركات الصناعيّة بالمنطقة الحرّة، يعانون عدةَ مشاكل يمكن أن تُودي بهم إلى أمراضٍ مُزمنةٍ في المستقبل القريب، فالمعدّات المُستعملة في الحماية الفردية، لا تتوفر على معايير السلامة الصحية.
وأبرز المصدر، الَّذِي يشتغل داخل وحدة صناعة أنابيب الألومينيوم -هَذَا القسم يتم خلاله صنع أنبوب تمرّ من خلاله موادّ كيميائية تدخل في إطار صناعة مكيفات السيَّارات تشتغل بنظام هيدروليك- أنّ العاملين في هَذَا القسم مُعرّضون لعدد من المخاطر؛ نظرًا لأنَّ القسم الَّذِي يشتغلون فيه يعتمد بالأساس على مادة زيتيّة، تتحمّل درجات ضغط عالية ملمسها يلهب الأيدي والجلد عند ملامسته لهما، بينما المستخدمون في هَذَا القسم لا يملكون سوى قفازات غير طبّيَّة وتُعزّز بقفازات من النسيج، الشيء الَّذِي يؤدي إلى ظهور أعراض لانسداد الشرايين في اليدين نتيجة ارتدائها ثماني ساعات.
وتابع المصدر، أنَّ العاملين في أقسام أخرى، تعتمد على آلات تصدر محركاتها أصواتًا مرتفعةً، يؤثر في حاسة السمع للمستخدمين، حيث إنّ الوسيلة الوحيدة الموفرة لهم هي سدادات أُذن، يضطرون لوضعها ثماني ساعات يوميًا، ولا تراعي معاييرَ الصحة إذ لا تعمل على تقليل مستوى «الديسيبل» درجة الصوت الواجب عدم تجاوزه لحماية الأذن من التلف، في حالة ما تعرّضت بشكل مُستمرّ لهَذِهِ الأصوات الناتجة عن محركات الآلات.
من جانبه، يُؤكّد حسين أبو عداوي، فاعل مدني ونقابي سابق بإحدى الشركات الصناعية، أنّه يتوجّب على المشغل، أن يحرص على توفر الشروط الصحية ومتطلبات السلامة اللازمة للحفاظ على صحّة الأجراء، خاصّةً فيما يتعلق بأجهزة الحماية الفرديّة، وذلك حماية للأجير، مبرزًا في السياق نفسه، أنّ لكلّ شخصٍ الحق في شغل لا يُسبّب مخاطر على صحته النفسيّة والبدنيّة، خصوصًا أنَّ العمل وسيلةٌ أساسيَّةٌ من وسائل تنمية البلاد وصيانة كرامة الإنسان، والنهوض بمستواه المعيشي وتحقيق الشروط المناسبة لاستقراره العائلي وتقدّمه الاجتماعي.
