آخر الأخبار
طنجة وبالما دي ما يوريا يواصلان إرساء التعاون المشترك عبر استكشاف فرص اقتصادية واستثمارية
تحت عنوان «علاقات متينة بأبعاد متعددة وفرص استثماريَّة متبادلة»، نظَّم وفدٌ إسبانيٌّ من مدينة بالما دي مايوركا، على مدى ثلاثة أيام، زيارةً إلى مدينة طنجة، بهدف ترجمة هَذَا التعاون على أرض الواقع. الخميس 12 شتنبر، كان مقر قصر بلديَّة طنجة، على موعد مع وصول هَذَا الوفد الإسباني، في مستهلّ الزيارة الَّتِي امتدَّت على مدى ثلاثة أيّام.
وتندرج هَذِهِ الزيارة في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون المثمر بين طنجة وبالما دي مايوركا، بما يواكب مستوى العلاقات الثنائيَّة المتينة بين المغرب وإسبانيا في مختلف المجالات.
الوفد الإسباني تألف من عمدة بلديَّة بالما دي مايوركا خايمي مارتينيز، ونائبه الأول خافير بونيت، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من رجال الأعمال والمستثمرين، الَّذِينَ يُمثّلون مختلف القطاعات الاقتصاديَّة.
- طنجة وبالما دي مايوركا.. طموح نحو فرص أوسع
في كلمة افتتاحيَّة بهَذِهِ المناسبة، رحَّب رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، بالوفد الإسباني وأكَّد أنَّ هَذِهِ الزيارة تفتح آفاقًا واسعةً للتعاون بين المدينتين.
وأشار ليموري إلى أنَّ هَذِهِ الزيارة تُمثّل فرصةً مُهمّةً لرجال الأعمال من طنجة وبالما دي مايوركا لتبادل الأفكار واستكشاف الفرص الاستثماريَّة المتاحة في المدينتين كلتيهما. كما شدَّد على أن طنجة تزخر بمؤهلات اقتصاديَّة كبيرة تجعلها وجهةً مُفضّلةً للاستثمار، خاصّةً في ظلّ المشروعات الكبرى الَّتِي تمَّ إطلاقها في المدينة خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح ليموري، أنَّ الزيارة ترمي إلى تمتين العلاقات بين طنجة وبالما دي مايوركا عبر توقيع اتِّفاقيات شراكة وتعاون من شأنها تعزيز المبادلات التجاريَّة وتوطيد الروابط الثقافيَّة بين الجانبين.
وأبرز عمدة طنجة، الدور المهمّ، الَّذِي تلعبه طنجة في الربط بين المغرب وأوروبّا بفضل موقعها الجغرافيّ الاستراتيجيّ على مضيق جبل طارق، ما يُعزّز فرص التعاون الاقتصاديّ والتجاريّ مع مدينة بالما دي مايوركا، الَّتِي تُعدُّ مركزًا اقتصاديًّا مُهمًّا في إسبانيا.
من جهته، نوه عمدة بلديَّة بالما دي مايوركا، خايمي مارتينيز، بأهميَّة هَذِهِ الزيارة في تعزيز العلاقات الوثيقة بين المدينتين. وأكَّد مارتينيز أنَّ الوفد الَّذِي يترأسه يضمُّ مجموعةً من رجال الأعمال الَّذِينَ بدأوا بالفعل في تأسيس علاقات تعاون مع نظرائهم في طنجة. وأشار إلى أنَّ هناك عددًا من أوجه التشابه بين المشروعات الَّتِي يجري تنفيذُها في كلّ من طنجة وبالما دي مايوركا، مثل مشروع مدينة محمد السادس طنجة تيك، الَّذِي يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبيَّة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
وأوضح مارتينيز، أنَّ هَذِهِ الزيارة تُمثّل فرصة للتعرُّف على التجارب الناجحة في المدينتين كلتيهما، خاصّةً ما يتعلق بالمشروعات الاقتصاديَّة والثقافيَّة. وأشار إلى أنَّ المدينتين تعملان على تنفيذ مشروعات طموحة تعزز التنميَّة المستدامة وتُسهم في خلق فرص عملٍ جديدةٍ، مضيفًا أنَّ هناك إرادة قويَّة لدى الجانبين لإقامة علاقات شراكة دائمة ومتوجهة نحو المستقبل.
وشدد مارتينيز، على أنَّ هَذَا اللقاء بين المسؤولين ورجال الأعمال من طنجة وبالما دي مايوركا يعكس الروابط التاريخيَّة المتينة الَّتِي تربط بين المغرب وإسبانيا، ويعزز آفاق التعاون بين المدينتين في مجالات متعدّدة. كما أعرب عن ثقته في أنَّ هَذِهِ الزيارة ستفتح أبوابًا جديدة للتعاون المشترك وستُسهم في تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الجانبين كليهما.
- طنجة.. أرض الفرص الاستثماريَّة
اليوم الأول لهَذِهِ الزيارة كان حافلًا، ولعلّه تقديم سلسلة من العروض من قبل مُمثّلي المركز الجهوي للاستثمار لطنجة-تطوان-الحسيمة والغرفة الجهويَّة للتجارة والصناعة والخِدْمات، الَّتِي سلَّطت الضوء على الفرص الاستثماريَّة الواسعة الَّتِي تُوفّرها مدينة طنجة.
وفي هَذَا الإطار، استُعرضت المشروعاتُ الكبرى الَّتِي تحتضنها المدينة، مثل مشروع «طنجة الكبرى» الَّذِي يُمثّل طفرةً نوعيَّةً في مجال البنيَّة التحتيَّة والتنميَّة الحضريَّة، ويهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة وجعلها مركزًا جاذبًا للاستثمار. كما تم التطرُّق إلى المشروعات الاقتصاديَّة الواعدة الَّتِي تُعزّز مكانة طنجة كمحورٍ رئيسيٍّ للتجارة والصناعة في المنطقة.
في هَذَا السياق، أبدى رجال الأعمال الإسبان، من خلال شهاداتهم، اهتمامًا كبيرًا بفرص الاستثمار المتاحة في طنجة، خاصّةً في قطاعات مثل الصناعة، التجارة، والخِدْمات اللوجستيَّة. وأشار بعض المستثمرين إلى أنَّ طنجة تُمثّل بوابةً مُهمّةً للوصول إلى الأسواق الإفريقيَّة والأوروبيَّة على حد سواء، ما يجعل منها شريكًا استراتيجيًا لمدينة بالما دي مايوركا.
وشكلت هَذِهِ الزيارة فرصة أيضًا لاستعراض سبل تعزيز التعاون بين المدينتين في مجالات متعدّدة ذات الاهتمام المشترك. من بين هَذِهِ المجالات الَّتِي تمَّ التطرق إليها خلال اللقاءات، قطاع التعليم والتدريب المهني، إذ زار الوفد الإسباني مدينة المهن والكفاءات بطنجة. هَذِهِ الزيارة مكنت أعضاء الوفد من التعرُّف على الجهود المبذولة لتطوير الكفاءات المهنيَّة للشباب وتأهيلهم لسوق العمل، بما يُسهم في تعزيز التنميَّة الاقتصاديَّة في المدينة.
- بين دروب الهُوية والثقافة
وإلى جانب القضايا الاقتصاديَّة، تمَّ التطرق أيضًا إلى سبل تعزيز الروابط الثقافيَّة بين طنجة وبالما دي مايوركا. فقد نُظّمت جولة للوفد الإسباني في المدينة العتيقة بطنجة، شملت زيارة إلى متحف القصبة الَّذِي يعكس غنى التراث الثقافي للمدينة. وقد أبدى أعضاء الوفد إعجابهم بالتنوّع الثقافي الَّذِي تزخر به طنجة، مشيرين إلى أهميَّة تعزيز التعاون الثقافي بين المدينتين. كما تم اقتراح تنظيم فعاليات ثقافيَّة مشتركة تُسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين المغربي والإسباني.
بالإضافة إلى ذلك، تضمَّنت الزيارة برنامجًا حافلًا شمل لقاءاتٍ رسميَّةً مع عددٍ من المسؤولين المحليّين في طنجة، إضافة إلى زيارات ميدانيَّة لعددٍ من المنشآت والمرافق الحيويَّة في المدينة. من بين هَذِهِ المنشآت الَّتِي زارها الوفد، مدينة المهن والكفاءات الَّتِي تعكس الجهود المبذولة لتطوير مهارات الشباب، فضلًا عن عددٍ من المرافق الثقافيَّة والاجتماعيَّة الَّتِي تُسهم في تعزيز التنميَّة المستدامة بالمدينة.
وتأتي هَذِهِ الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات المغربيَّة الإسبانيَّة تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة. فقد أصبحت طنجة وبالما دي مايوركا مركزين مُهمّين للتجارة والاستثمار في البحر الأبيض المتوسط، ما يجعل من التعاون بينهما ضرورة لتحقيق مزيدٍ من التقدّم والازدهار. وقد عبَّر الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعدّدة تشمل الاقتصاد، والتجارة، والثقافة، والتنميَّة المستدامة.
وكان العرفان قد وقعا اتِّفاقيَّة تهدف إلى تعزيز المبادلات التجاريَّة بين المدينتين، وتطوير التعاون في مجالات الثقافة والسياحة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات في مجالات التعليم والتدريب المهني. وصرَّح عمدة بالما دي مايوركا، بأنَّ هَذِهِ الاتفاقيَّة تُمثّل خطوة مُهمّة نحو تعزيز التعاون بين المدينتين، مُؤكّدًا أنَّ العلاقات المغربيَّة الإسبانيَّة المتينة تُشكّل أساسًا قويًا لدعم هَذِهِ الشراكة.