الجهة
طنجة.. هذه أبرز المشاريع التي يرتقب أن يدشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس

بعد غياب طويل امتدَّ ثلاث سنوات ونيف، من المنتظر أن يعود صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتدشين مجموعة من المشاريع ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي والتنموي بجهة طنجة-الحسيمة-تطوان.
ويُرتقب أن يُدشّن عاهل البلاد مجموعةً من المشاريع التنمويّة والاجتماعيّة، ويزور بعض المؤسّسات والمنشآت الاجتماعية، ما يجعل هَذِهِ الزيارة الملكية محطَّ اهتمام ساكنة جهة الشمال الَّذِينَ يسجلون تغيرات إيجابيّة في مختلف المدن والأقاليم بالجهة.
ويتهيأ المسؤولون الأمنيّون والسلطات المحلية لاستقبال زيارة مرتقبة من طرف الملك محمد السادس لعاصمة البوغاز، خلال الأيام القليلة الماضية، المدينة الَّتِي لقيت اهتمامًا كبيرًا من طرف جلالته، حيث مزجت بين مدينة سياحية يعشقها زوّار داخل وخارج المغرب وبين مدينة اقتصادية.
ومن المنتظر أن يقوم بتدشين كل من، المستشفى الجامعي الأكبر في إفريقيا، وأيضًا المستشفى الجامعي بمدينة طنجة لبدء استقبال المرضى، حيث أُنجز على مساحة تبلغ 23 هكتارًا (منها 89 ألفًا و72 مترًا مربعًا مغطاة)، بطاقة استيعابية تصل إلى 771 سريرًا، بكلفة مالية تُقدّر بـ1،3 مليار درهم، ممولة من طرف الصندوق القطري للتنمية.
ويتوافر المستشفى الجامعي على قطب لـ«الأم والطفل»، وقطب طبي- جراحي، وقسم للعمليات يحتوي على 15 قاعة مركزية للجراحة وقاعة للمصابين بحروق بليغة، وأقطاب للتميز (المستعجلات، ومركز للصدمات)، ومختبر مركزي، ووحدة للتطبيب عن بعد، ومصالح للتكوين، ومرافق أخرى إدارية وتقنية.
وتُعدُّ هَذِهِ المؤسّسة الصحية المشروع مستشفى مرجعيًا من الجيل الثالث، وسيساهم في تطوير البنيات الاستشفائية على مستوى جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، الَّذِينَ لن يكونوا في حاجة إلى التنقل للرباط من أجل إجراء جراحات معقدة أو الخضوع لبعض العلاجات الصعبة.
ويدخل تدشين المستشفى الجامعي في إطار افتتاح عددٍ من المؤسَّسات الاستشفائية الجامعية الأخرى، منها المركز الاستشفائي الجهوي الرباط 380 سريرًا، والمركز الاستشفائي الإقليمي تمارة 250 سريرًا، والمستشفى الإقليمي بالدريوش 150 سريرًا، ومستشفيات أخرى للقرب.
مشروع تأهيل المدينة القديمة
ومن المرجح أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة إلى المدينة القديمة بطنجة للاطّلاع على مشاريع التهيئة الجديدة، الَّتِي أشرف عليها الوالي محمد امهيدية.
ويعمل برنامج تأهيل المدينة العتيقة لطنجة 2020 – 2024، على تأهيل المجال العمراني الَّذِي تأثّر بفعل عوامل متعدّدة، خاصة منها الَّتِي كانت نتاج هجرة قوية عرفتها المدينة العتيقة، أدت إلى ظهور أحياء هامشية عشوائية أثَّرت سلبًا في المشهد العمراني للمدينة، فالبرنامج سيعمل على إعادة إسكان قاطني البنايات الآيلة للسقوط بحي الحافة، الَّذِي عرف مراحل سابقة من إعادة الإسكان خارج المدينة العتيقة، حيث رُصد مبلغ 40 مليون درهم من أجل إعادة إسكان 254 أسرة، وسيتم تنزيل المشروع بدعم مالي من طرف وزارة الداخلية، وزارة الاقتصاد والملية وإصلاح الإدارة، وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وجماعة طنجة.
وهو مشروع أولوي سيسمح ببروز أسوار المدينة العتيقة الممتدة من باب البحر إلى برج النعام، الَّذِي من المتوقّع أن يُقام بالموقع خط القاطرة المعلقة Téléphérique الَّذِي سيربط بين الميناء الترفيهي وحي القصبة. كما سيعمل البرنامج على تأهيل مجموعةٍ من البنايات التابعة للأحباس بتكلفة 10 ملايين درهم، خصصتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لنحو 28 بناية بالمدينة العتيقة، وهو ما يعني إعادة جمالية البنايات وصيانة الواجهة بما يليق بالمدينة العتيقة، الَّتِي عرفت بها البنايات تدهورًا ملحوظًا.
أمَّا محور تأهيل المجال العمراني سيهمّ أيضًا الفضاء العام، وذلك بإعادة ترصيف الممرات والساحات، وتهيئة المساحات الخضراء، وتأهيل 1360 نقطةً ضوئيّةً وتهيئة المدينة القديمة بتوفير التاثيث الحضري.
ومن أجل تسهيل انسيابيّة عملية التنقل داخل المدينة، سيتم بناء مرآب للسيارات بمدخل باب القصبة، مع إحداث مرافق لتأمين الأمن، بإحداث مراكز للشرطة، كما سيهم البرنامج إحداث مرافق اجتماعية للساكنة من قبيل دار الشباب، نادي نسوي، حضانة، مكتبة، تأهيل شبكة الماء والكهرباء وتطهير السائل، إحداث مراحيض عمومية.
كما ستعزّز المرافق السياحية بمكتب للتوجيه والتنشيط السياحي، كما خصص لهَذَا المحور أي محور التأهيل العمراني مبلغ 370 مليون درهم يهدف إلى إعادة الاعتبار للمجال العمراني للمدينة العتيقة، فمن المفترض توحيد تجهيزات الإنارة وإدخال إنارة التزيين وتأهيل الممرات والساحات وتجهيزها وطلاء البنايات وتأهيل واجهاتها وتوفير مرافق عمومية في خدمة الساكنة والزوار.
مشروع توسعة ملعب طنجة
ومن المرجّح أن يتم برمجة زيارة ملكية للاطّلاع على أشغال توسعة ملعب ابن بطوطة بطنجة الَّتِي انتهت الأشغال به، الَّذِي سيصبح ملعبًا بمواصفات عالمية، حيث تقدّمت أشغال التوسعة في ظرف وجيز، بإشراف شخصيّ من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، ليصبح الملعب في شكله النهائي بطاقة استيعابية سترتفع من 45 ألفَ متفرجٍ إلى 65 ألف متفرج.
كما سيعطي الشكل الجديد لملعب ابن بطوطة بمدينة طنجة، رونقًا إضافيًا حيث سيكون بمدرجات كاملة في شكله الدائري. وانطلقت أشغال التأهيل والتوسعة قبل عامّ فقط، لتتقدم بشكل سريع، رغم إكراها عدّة تتعلق بالخرسانة والشكل القديم للجانبين المراد توسيعُها.
تدشين مرتقب لملعب كرة المضرب
ومن المرجح أيضًا أن يدشن الملك ملعب كرة المضرب الَّذِي يُوجد على مساحة 74 ألف هكتار، ويشمل ملعبًا رئيسيًّا يتسع لأكثر من 3000 متفرج بالإضافة إلى 17 ملعبًا فرعيًّا، كما يتوفر على قاعة للندوات وقاعة للاجتماعات ومستودعات للاعبين والحكام ومرفق طبي ومجموعة من المرافق التجارية والترفيهية.
ومن المنتظر أن يحتضن الملعب مستقبلًا كأس الحسن الثاني للتنس الَّذِي يُجرى على ملاعب النادي الملكي لكرة المضرب في مراكش منذ 2017، بعدما ظلّ مركب «الأمل» بالدار البيضاء مسرحًا له منذ 1990.
ويتفوّق ملعب التنس الجديد بطنجة حاليًا على جميع الملاعب الوطنية، بالإضافة إلى كونه يتوفر على أرضية ترابية يمكن بسهولة نقل البطولة إليها بما يتماشى وأجندة الاتحاد الدولي.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة الأشغال بهَذَا المركب في مارس من سنة 2014، ليكون جزءًا من القرية الرياضيّة، الَّتِي يدخل إنجازها ضمن برنامج طنجة الكبرى، ووَفْق ما أعلنته ولاية طنجة تطوان الحسيمة، فإنَّ القيمة المالية لهَذَا الفضاء تبلغ 600 مليون درهم.
