تواصل معنا

رياضة

طنجة.. دوريات رمضان تعيد الشغف والهيبة لملاعب القرب

أجواء بهية وزاهية تلك التي تعيشها مدينة طنجة طوال شهر رمضان المبارك، فإذا كانت أغلب الأحياء العريقة والعتيقة متشبّثة بالعادات والتقاليد الشمالية والمغربية، تجد لها أصول دينية، وإذا كان الكل يحرص على أداء الصوات بالمسجد تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، فإنَّ ساكنة المدينة ما زالت مرتبطة بطقوس دوري رمضان لكرة القدم إذ يحتشد عشاق كرة القدم في ملاعب القرب لمشاهدة وتشجيع فرق أحيائهم المتنافسة في الدوريات الرمضانية التي تزدهر بشكل كبير.

فعشاق الكرة في هذه المباريات يجتمعون من مختلف أنحاء المدينة لمساندة فرقهم المفضلة والاستمتاع بأجواء المنافسة الرائعة، إذ تحتضن هذه الدوريات مختلف الفئات العمرية، فئة الشباب وفئة الكبار ما فوق 45 سنة ما يجعلها تعكس الروح الرياضية للشباب المغربي.

ويُعدُّ دوري الحي من العادات القديمة في الطقوس اليومية لسكان مدينة طنجة خلال شهر رمضان الكريم، إذ يحرص الشباب على إحيائها كلّ سنة، ويبدأ التحضير لها منذ بداية شعبان، عبر إيجاد الملعب المناسب واقتناء الهدايا والجوائز التحفيزيَّة للفائزين، وكذا تسجيل أسماء ومعلومات الفرق المشاركة. فملاعب طنجة القديمة منها ما زالت تقاوم طغيان العمران، ومنها من اندثرت سجلت ارتباط ساكنة مدينة طنجة بكرة القدم، ولعلَّ ملعب الشريف بعين قطيوط وملعب حسنونة وابن خلدون وغيرها شاهدة على ذلك.

با مجيد ابن الجماعة يُؤكّد “أهمية هذه الدوريات التي تبرز فيها مواهب الشباب الذي لا يجد ملاذًا آخر لتفجير طاقته من جهة، وأيضا تُعدُّ صلة وصل بين الكبار لإعادة الأمجاد”.

با مجيد، يحدثنا عن أجواء الدوريات الرمضانية التي كان يحتضنها ملعب الشريف في السابق، مبرزًا أنَّ تلك التظاهرات شكلت أبرز الأنشطة التي تعرفها المدينة خلال هذا الشهر الكريم، إذ كانت الجماهير تحجُّ إليه من كل مكان من أجل متابعة أهم المباريات التي كانت تجمع بين لاعبي أحياء مدينة طنجة.

ويضيف ذات المتحدث، أنَّ أبرز الفرق المتنافسة في هذا الدوري فريق حي المصلى، وفال فلوري، وكذا حومة كولومبيا وعقبة سيري نتس، بالإضافة إلى كل من فريق المطافي وعين الحياني، حيث كانت المباريات التي بين هذه الفرق تشهد إقبالا منقطع النظير يفوق أحيانًا المقابلات الرسمية التي يحتضنها ملعب مرشان.

من جهته عبد الرحيم، ابن طنجة شاب في ريعان الشباب، يشارك دائما في الدوريات الرمضانية بطنجة، يُؤكّد في تصريح يخص به جريدة لاديبيش، أنَّ كرة القدم بالنسبة له هواية فقط يمارسها في وقت الفراغ، لكن في شهر رمضان المبارك يشارك رفقة أصدقائه في احدى دوريات رمضان، وتكون فرصة له لإبراز موهبته وأيضا للعب بشكل تنافسي وسط حضور جماهيري كبير ومنقطع النظير، لا يمكن أن يحضر إلى في دوريات رمضان المبارك.

ويضيف عبد الرحيم مثل هذه الدوريات تكون فرصة أيضًا للعب على مستوى العالي، وأيضا فرصة للتعارف والتقاء بعض الأصدقاء، الذين يصعب تلقيهم طوال السنة

وتُعدُّ دوريات رمضان منذ سنوات طوال، فرصة للعديد من المواهب الكروية، التي تبصم على أداء رائع حتَّى تتمكن من جذب أنظار المنقبين واهتمام الأندية والفرق المحلية، خصوصًا أنَّها دوريات تعرف منافسة شرسة ونديةً كبيرة، في مجال كرة القدم داخل الصالات، وهي اللعبة التي لها شعبية وإقبال كبير بمدينة طنجة العالية.

من جهة أخرى، تُعدُّ مثل هذه الدوريات متنفسًا لبعض لاعبي الفرق الوطنية، الذين يفضلون متابعة فريق الحي الذي ترعرعوا فيه، أو البعض الآخر الذي يلعب بعض الدقائق ضمن الفريق سرا، نظرا لكون أندية القسم الأول والثاني تمنع لاعبيها من المشاركة، تفاديًّا للإصابة التي قد يتعرضون لها.

كما أنَّ بعض النجوم الذين انقطعوا على ممارسة كرة بشكل رسمي يشاركون في مثل هذه الدوريات لحدود الساعة مثل اللاعب السابق لنادي اتحاد طنجة والوداد البيضاوي حكيم الداودي والحارس السابق لاتحاد طنجة محمد بيسطارة واللاعب الدولي أمين الرباطي والنجم عبد الصمد المباركي وغيرهم من اللاعبين.

تابعنا على الفيسبوك