تواصل معنا

ثقافة

طنجة.. خبراء وسينمائيون يدعون إلى إشاعة الثقافة السينمائية عبر منظومتي التعليم والإعلام

أكَّد المشاركون، خلال ندوة نظَّمت أمس الجمعة، حول «الثقافة السينمائية بالمغرب» ضرورة الدعوة إلى إشاعة الثقافة السينمائيَّة بالمملكة، لا سيَّما من خلال تعزيز حضورها في منظومتي التعليم والإعلام.

وطالب المشاركون، في هَذِهِ الندوة الَّتِي نظمت في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم المقامة حاليًا بطنجة، والمُنظّمة من طرف «جمعية نقاد السينما بالمغرب، اليوم الجمعة بطنجة»، بضرورة تعزيز البرامج المهتمة بالسينما في الإعلام العمومي المغربي، وضمان حضور الثقافة السينمائية في البرامج التعليميّة، بما يمكن من الإفادة من السينما باعتبارها مُحفزًا للوعي ووسيلةً للتنشئة والرفع من المستوى المعرفي لدى الناشئة.

وكشف الناقد السينمائي خليل الدامون، في مداخلة بالمناسبة، أنَّ هناك عاملين أساسيين ساهما في تراجع الثقافة السينمائيَّة بالمملكة، يتمثلان في تراجع عدد القاعات السينمائية، وما قال إنّه «عدم اقتناع للمؤسّسة التربوية التعليمية بأهمية إدراج الثقافة السينمائية في البرامج التعليميّة».

وأبرز الدامون، في هَذَا الصدد، أنَّ تملك ثقافة سينمائية حقيقية يتطلّب، من بين ما يتطلب، تملك ثقافة الصورة باعتبارها الوسيلة الَّتِي تقدم لنا العالم والحياة كما يراها المخرج، وكذا الإقبال على مشاهدة الكثير من الأفلام والتعرَّف على تاريخ السينما ومدارسها ولغاتها.

بدوره، تحدث الناقد السينمائي، سعيد شملال، عمَّا وصفه بـ«الطلاق غير المعلن» بين السينما والمدرسة، وندرة البرامج التلفازيَّة الَّتِي تمكن من تطوير الثقافة السينمائية والذائقة الفنية لدى الجمهور.

من جهتها، أكَّدت المخرجة خولة أسباب بنعمر، ضرورة إدراج السينما في المقرَّرات الدراسيَّة، وضمان ولوج الأجيال الجديدة إلى الأفلام السينمائية المغربية، لا سيَّما من خلال الإعلام الَّذِي يتعين أن يساهم في حفظ وإشاعة هَذِهِ الأفلام حتّى لا تندثر.

وأشارت إلى أسباب في هَذَا الصدد، إلى تجربة مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية- البصرية، برئاسة المخرج عز العرب العلوي، الَّتِي تقوم على إحداث نوادٍ سينمائيّةٍ في جميع المؤسَّسات التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط.

من جهته، تحدَّث الناقد السينمائي، سعيد شملال، عما وصفه بـ«الطلاق غير المعلن» بين السينما والمدرسة، وندرة البرامج التلفازية الَّتِي تمكن من تطوير الثقافة السينمائية والذائقة الفنية لدى الجمهور. ودعا في هَذَا الصدد إلى تعزيز حضور السينما في المدرسة والإعلام المغربيين، لا سيَّما من خلال إحداث نوادٍ سينمائية وتنظيم لقاءات مع الفاعلين السينمائيّين داخل المؤسَّسات التعليمية، والترويج للمنتوج السينمائي المغربي عبر الإعلام.

وطرح المخرج محمد الشريف الطريبق، عند تجربة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في سبعينيات القرن الماضي باعتبارها تجربةً رائدةً في إشاعة الثقافة السينمائية وعشق السينما (السينيفيليا) بالمملكة، مشيرًا إلى التراجع الَّذِي شهدته هَذِهِ الأخيرة بعد أن انتقل فعل مشاهدة الأفلام اليوم من الفضاء العمومي إلى الفضاء الخاص.

وقال الشريف الطريبق إن (السينيفيليا) في شكلها الحالي ليس لها أثر يذكر في المجتمع خارج نطاق النقاد السينما، بالنظر إلى الفورة الَّتِي يشهدها قطاع صناعة الأفلام الَّتِي لم تعد تنطبع في الذاكرة ولا تصنع الحدث ويبقى عمرها قصيرًا، متحدثًا عن وجود «حلقة مفقودة يعيق غيابها تحول السينيفيليا من فعل استهلاكي إلى فعل منتج».

ويتضمّن برنامج الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الَّتِي تختتم فعالياته اليوم السبت، ثلاث مسابقات تخصّص أولاها للأفلام الروائية الطويلة، والمسابقة الثانية للأفلام الروائية القصيرة، والمسابقة الثالثة للأفلام الوثائقية الطويلة. وتشارك في مختلف هَذِهِ المسابقات الأفلام المنتجة منذ الدورة الأخيرة للمهرجان، الَّتِي انعقدت من 28 فبراير إلى 7 مارس 2020.

 

تابعنا على الفيسبوك