تواصل معنا

مجتمع

بمبررات واهية مقاهٍ تفرض أسعارًا غير قانونية.. هل أصبح الجشع قاعدة؟‎ ‎

اشتكى عددٌ من المواطنين بمدينة طنجة، من القرارات الَّتِي اتّخذها بعض أصحاب المقاهي المتمثّلة في رفع ثمن المشروبات والوجبات، بمناسبة لعب المنتخب المغربي لمباريات كأس العالم المقامة حاليًا بقطر. وعمدت العشرات من المقاهي بطنجة إلى الرفع من أسعار المشروبات، من أجل مشاهدة مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الإسباني، إذ فرض بعض أرباب المقاهي على المغاربة أسعارًا خياليةً من أجل الحصول على مقعد وسط المقهى، حيث وصل ثمن حجز المقعد ما بين 100 إلى 200 درهم، في حين اختارت بعض المقاهي إصدار تذاكر المباراة للولوج للمقاهي.

وذكر مواطنون في تصريح لجريدة «لاديبيش»، أنَّ بعض أرباب المقاهي «أعماهم الجشع ويطالبون بأثمنة غير مسبوقة، وغير مقبولة في أثناء بث مباريات المنتخب المغربي»، كما طالبوا السلطات بالتدخل وتعزيز المراقبة. كما عبَّر العديد من روّاد مواقع التواصل عن سخطِهم من استغلال أصحاب المقاهي، لأي مناسبة من أجل مضاعفة الأسعار وتحقيق الربح على حساب المواطن بطُرق مشروعة، مطالبين سلطات مدينة البوغاز، وكذا جميع مدن المغرب، بالتدخّل من أجل وضع حدٍّ لهَذَا التسيّب.

هَذَا وكانت مجموعة من المقاهي قد اغتنمت فرصة استقبال المواطنين من أجل مشاهدة مباريات المنتخب الوطني في المونديال، وقاموا برفع التسعيرة غير عابئين بالوضعية المادية لفئات كبيرة من الجماهير المغربية، الَّتِي تعاني في صمت.

علمًا أنَّ العديدَ من الأسر والأزواج -وليس الشباب فقط- باتوا يُفضّلون متابعة مباريات المنتخب المغربي لكرة القدم من المقاهي، حيث يسود جوٌّ حماسيٌّ واحتفاليٌّ جماعي بإنجازات أسود الأطلس.

ويبرر عددٌ من مُسيّري هَذِهِ المقاهي، لجوءهم إلى فرض هَذِهِ التسعيرات المرتفعة، إلى الإقبال الكبير للمواطنين، الَّذِينَ يحجزون مقاعدَهم لساعاتٍ طويلةٍ، من أجل مشاهدة مباريات المنتخب الوطني. وقد سجلت فعاليات مهنية بعدة مدنٍ مغربيّةٍ، إقدام البعض على إجبار الزبائن على تناول مأكولات، بالإضافة إلى المشروبات قبل أن تنبه أرباب المقاهي والمطاعم إلى خطورة وعواقب هَذَا القرار، ما قد يترتّب عنه متابعات قانونيّة لكلّ الَّذِينَ أقدموا على هَذَا الفعل.

وتعيد هَذِهِ الممارسات غير القانونيّة إلى الأذهان، الجشع الَّذِي انتاب بعض الفاعلين في أثناء فصل الصيف ورفع أسعار المشروبات والمأكولات، الَّتِي تُقدّم في بعض المطاعم والمقاهي بعاصمة البوغاز، حيث تضاعفت الأسعار لتصلَ إلى أرقامٍ خياليّةٍ حسب متابعين، كما فرضت هَذِهِ المقاهي تحديد أوقات الاستهلاك أو الجلوس في المقهى للزبائن، وهو عمل وصفه كثيرون بالاستغلال المهين.

ومعلوم أن القانون يُلزم أصحاب المحلات، بما فيها المقاهي، بإشهار لائحة الأثمنة والالتزام بها، بهدف حماية المستهلك من مزاجية البائعين، في حين لا يفوت كثيرٌ من الفاعلين أيّ مناسبة لرفع الأسعار ومضاعفة أرباحهم رغم الوضعية الاقتصاديّة الدقيقة، الَّتِي تمرّ منها البلاد، حيث ارتفعت معدلات البطالة وتتعرض الأسر المغربيَّة لضغوط ماليةٍ كبيرةٍ.

تابعنا على الفيسبوك