إقتصاد
بائعو المجوهرات بطنجة مستمرون في إحصاء خسائرهم قبل حلول السنة الميلادية الجديدة

دقَّ مهنيّو قطاع صناعة وتسويق المجوهرات التقليديّة بمدينة طنجة، ناقوس الخطر، بسبب تراجع مبيعاتهم، الَّتِي تأثرت بالأزمة الناتجة عن انتشار فيروس «كورونا»، وهو ما انعكس سلبًا على وضعيتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
فعلى طول أسواق المدينة المُتخصّصة في بيع المجوهرات، تصطفّ عشرات من المحلات جنبًا إلى جنب في انتظار الزبناء، الَّذِينَ اختفوا مع إعلان إغلاق الحدود المغربيَّة في وجه السيَّاح، منذ 19 مارس 2020، على المستوى المحلّيّ والوطنيّ كذلك.
ولذلك، فإنَّ مهنيي القطاع يفتحون محلاتهم صباحًا، ويغلقونها مساءً، دون أي مدخول، خاصّةً أنَّ السياح أكثر من كان يقبل على المجوهرات التقليديَّة، إلى جانب مُنظّمي الأعراس والحفلات الَّتِي توقَّفت أنشطتهم كذلك.
فالأزمة الصحيّة الناتجة عن فيروس (كوفيد – 19) لم تستثنِ أيَّ قطاع في المغرب، بما في ذلك قطاع المُجوهرات التقليديَّة، الَّذِي تراجعت أنشطته بشكلٍ كبيرٍ نتيجة الجائحة. وحسب (محمد / أحد بائعي المجوهرات بسوق برا)، فإنَّ الأمر يتعلّق بأزمة غير مسبوقة؛ لأنَّه −حتى لو توقفنا عن العمل لعدة أيّام أو أسابيع− فنحن ملزمون بدفع ثمن كراء المحلات التجاريّة كلّ شهر.. وفي بعض الأحيان لا توجد لدينا أموال.
وأضاف المُتحدّث لجريدة «لاديبيش الشمال»، أنه «قبل انتشار الفيروس التاجي على المستوى الوطني، كان القطاع مزدهرًا، ولم يكن المهنيون يتذمرون كثيرًا؛ لأنَّ فرص البيع والشراء كانت وفيرة، وتوفر أرباحًا مُحترمةً. أمَّا في الوقت الراهن، كما قال، «فإننا ننتظر لأشهر دون ربح أيّ شيء −وحتى إن حصل ذلك− فإنه يغطي بالكاد تكاليف العيش.. فكل تاجر يعود كل مساء لمنزله يجر أذيال الخيبة، وهَذَا مُكلّف جدًّا».
وبشأن قلّة الإقبال في هَذِهِ الظرفية، قال إنَّه بعد إغلاق الحدود المغربيّة في شهر مارس الماضي، في أعقاب الأزمة الصحيّة الناتجة عن (كوفيد-19)، فإنَّ الزبائن لم يعودوا يتردّدون على المحلات لا للشراء أو حتّى التصليح، بينما في السابق كان هناك إقبالٌ في كل فترات المواسم.
وتابع أنه إذا استمرَّ الوضع على ما هو عليه، فسأكون مضطرًا إلى إغلاق المتجر والبحث عن عمل آخر لكسب لقمة العيش، مُشيرًا إلى أنَّ إعادة فرض تدابيرَ جديدةً قبل حلول السنة الجديدة، دقّ آخر مسمار في نعش هَذَا القطاع الَّذِي يعتمد على المناسبات كهَذِهِ لترويج المنتوجات.
وبشكل عام، فإنَّ جزءًا كبيرًا من مهنيي هَذَا القطاع لم يفقدوا الأمل في المستقبل، حيث يتطلّعون إلى قدوم أيّام أفضل من أجل استعادة الازدهار، الَّذِي كان يشهده هَذَا القطاع.
